النباتات والزراعة

نبذة تعريفية عن خصائص شجرة المطاط

2003 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس عشر

عبد الرحمن أحمد الأحمد

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

خصائص شجرة المطاط شجرة المطاط النباتات والزراعة الزراعة

يعرف المطاط أيضا باسم «الكاوتشوك»، وهو لبن نباتي متجلط (أو متخثر) تنتجه أنواع من الأشجار تابعة لعدة فصائل نباتية. وتنمو هذه الأشجار بكثرة في المناطق الاستوائية.

وتنتج الأشجار التي تنتمي للنوع المسمى «هيفيا برازيلينسس» أفضل أنواع المطاط في العالم.

وموطنها الأصلي غابات حوض الأمازون بدولة البرازيل وتكاد تقتصر الأهمية التجارية في الوقت الحاضر على المطاط الذي تنتجه أشجار هذا النوع، والتي أصبحت تزرع في كثير من بلاد العالم.

 

ويتم الحصول على المطاط من الأشجار بعمل خدش أو جرح في قلف الشجرة، أي في السطح الخارجي للجذع.

وتكون هذه الجروح على شكل خط مستقيم مائل أو على شكل الرقم 7 فيتدفق «اللبن» النباتي خارجا من الشجرة خلال هذه الجروح.

وأحيانا يقل تدفقه فيتساقط على هيئة قطرات، تبدو كالدموع، ولذلك أطلق سكان حوض الأمازون على هذه الشجرة اسم «شجرة الدموع».

 

ويجدد الجرح كل يوم أو يومين، وذلك بكشط طبقة رقيقة من الجزء الأسفل من الجرح. ويجمع اللبن المتدفق في أوعية تعلق بالشجرة، ويضاف إليه كمية كافية من الحمض لمعادلة قلويته.

وأيضا لمساعدته على التجلط، ثم يضغط اللبن المتجلط، مع التدخين أو بدونه، ليصبح على هيئة ألواح مبططة أو أي شكل آخر ملائم للنقل والتصدير.

ومنذ مئات السنين كانت استخدامات المطاط قليلة ومقصورة على سكان المناطق التي تنمو فيها الأشجار بريا وكانوا يستخدمونه بصورة بدائية في صنع كرات يلعبون بها، أو يصبون لبن المطاط حول أقدامهم حتى يجف ويتصلب، ثم ينزعونه فيحصلون بذلك على أحذية بدائية من المطاط.

 

كان هذا يحدث منذ حوالي 250 عاما، وكانت البرازيل عندئذ هي الدولة الوحيدة التي تنتج المطاط، وكان إنتاجها حوالي 30 طنا في السنة.

واستمرت الحال على ذلك مئة عام أو أكثر، ثم أدخلت زراعة هذه الأشجار إلى جزيرة سيلان وبلاد أخرى، مثل ماليزيا، وإندونيسيا، والهند الصينية، والهند، وتايلاند، وليبيريا، فزاد بذلك الإنتاج العالمي.

وفي الوقت نفسه تحسنت طرق الزراعة والتشريط والتصنيع. فمن ذلك أنه اكتشف أن إضافة الكبريت إلى المطاط مع التسخين تؤدي إلى تحسين صفاته بحيث يصبح مادة مرنة لا تتآكل بسهولة، إضافة إلى كونه أصلا غير منفذ للماء.

 

وهذا جعله صالحا لاستخدامات كثيرة، فهو يدخل في صناعة إطارات السيارات، والملابس الواقية من الماء، والأدوات الرياضية، والأحذية، ولعب الأطفال والمحايات، وصناعات أخرى حديثة لا حصر لها.

وقد أدت هذه الاكتشافات إلى مزيد من الطلب على المطاط فارتفعت أسعاره ارتفاعا كبيرا في أسواقه الخاصة، التي أصبحت مثل أسواق المعادن النفيسة.

 

وقد أدى ذلك أيضا إلى زيادة كبيرة في مساحة الأرض المزروعة بأشجار المطاط في الدول المذكورة، حتى وصلت إلى أكثر من عشرة ملايين فدان. وصاحب ذلك زيادة الإنتاج العالمي إلى أكثر من مليوني طن سنويا.

هذا وقد نجحت منذ سنوات عديدة مضت صناعة مطاط مخلق أو اصطناعي يمكن أن يتخذ بديلا للمطاط الطبيعي. وتدرج إنتاجه حتى زاد على مليون طن سنويا، فساعد بذلك في سد جانب من احتياجات الصناعة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى