شخصيّات

نبذة عن حياة العالم “إرفنج لانجموير”

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

العالم إرفنج لانجموير شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

ليس المال كالرجال، فإن رجلاً واحداً يمكن أن يثقل القناطير المقنطرة من المال، ولانجموير هنا هو هذا الرجل. (شكل رقم 66).

الشقيقان

لما ولد موزلي في إنجلترا كان هناك في إحدى ضواحي نيويورك فتىً في السادسة، على الضِّد من الأول.

لم يُنجب من أسرة اشتهرت بالعلم بل كان والده قساً هجر اسكتلندا إلى كندا، ثم هبط منها إلى الولايات المتحدة الأمريكية. أما أسرة والدته فلن تجد فيها ما يحملك على توقع النبوغ العلمي لدى أحد من ذريتها.

وكان إرفنج في حداثته يكثر من توجيه الأسئلة إلى والديه وإخوته عما يحيط به من أشياء وأحداث وظواهر، ولا يقنع في ذلك إلا بالجواب الشافي الذي يصيب المسألة: لماذا يغلي الماء في الإبريق؟ ولماذا يسقط المطر؟ ولماذا يذهب الليل ويأتي النهار؟ ولماذا … ولماذا؟

وكان أخوه آرثر يدرس الكيمياء، فكان الفتى ينهال عليه بأسئلة يجيب عن بعضها ويعجز عن البعض. ولما كان إرفنج في التاسعة صنع الأخوان معملاً صغيراً في طابق بيتهم الأرضي، كما أخذ يخزن في عقله الحقائق عما يتبيَّنه من أمور بيئته.

وكان شديد الولع ببناء الأشياء وتفكيكها ثم إعادة بنائها، لذا لما أُرسل إلى مدرسة عامة في بروكلن، نفر من الدراسة لأنه كان يفضل عليها أن يعبث في معمله أو يقلق أخاه بأسئلته.

وكان أخوه الأكبر-آرثر- قد تخرج في جامعة كولومبيا، وقرر أن يسافر إلى أوروبا وينتظم في جامعة هيدلبرج الألمانية لمواصلة دراسته العليا. ومن ثم عزم الولدان على صحبته.

 

كذلك أُتيح لإرفنج أن يسافر وهو في الحادية عشرة إلى باريس، حيث انتظم أخوه في مدرسة داخلية لدراسة الكيمياء قبل التحاقه بجامعة هيدلبرج.

وكان الفتى يترقب زيارة أخيه له بفارغ الصبر ليستمع إلى قصص البحث العلمي التي تقع له، وهي قصص تفتن لبه، فكان يجلس أثناء سردها مشدوهاً كأنما أُخذ بسحر ساحر!. فلما كان في الثانية عشر طلب أن يعد له معمل للبحث العلمي، واستجاب أخوه لطلبه. فكان يقضي فيه الساعات يجري التجارب المذكورة في كتابٍ علمي كان قد ابتاعه.

وكان الشقيقان صديقين. وذات شتاء اصطحبه شقيقه الأكبر إلى سويسرا حيث تدرب على رياضة تسلق قمم جبالها.

ولما كان الصعود إلى قمة واحدة يقتضي جهداً كبيراً يومين أو ثلاثة، فقد أصاب إرفنج في ذلك مرانة جسدية وخلقية، حيث تعلَّم تحمل المسؤولية والاعتماد على الذات والصبر على المكاره.

 

عودٌ … إلى مسقط الرأس

قفلت الأسرة عائدة إلى أمريكا بعدما قضت أعواماً في أوروبا، أتم فيها الابن الأكبر دراسته في جامعة هيدلبرج. وشهد إرفنج في ختامها مأتم باستير في باريس وقد طبع مشهد ذلك المأتم في ذهنه بخطوطٍ من نورٍ ونار.

وانتظم بعد عودته في كلية بفيلادلفيا، فأثبت لأساتذته ضلاعته في الكيمياء. ولما عثر في أثناء ذلك على كتابٍ في (حساب التفاضل والتكامل) فتحه وطالع فيه قائلاً لشقيقه (إنه كتابٌ سهل!).

وفي العام التالي ذهب إلى المدرسة التي كان شقيقه يدرس فيها الكيمياء، ثم تخرج في مدرسة المناجم بجامعة كولومبيا، وسافر إلى ألمانيا ليدرس على يد الأستاذ نرنست في جامعة جوتنجن التي اشتُهرت بأفعال وهلر في الكيمياء الحيوية.

وبعد ما قضى في ألمانيا أعواماً ثلاثة قفل عائداً وهو يحمل لقب (دكتور في الفلسفة). وجعل يدرس الكيمياء في معهد هوبكن على مقربة من نيويورك.

وفي صيف عام 1909 ذهب إلى مدينة سكنكتدي، حيث أنشأت الشركة العامة للكهرباء (داراً للبحث العلمي)، فعزم على أن يقضي عطلة الصيف في هذه الدار!.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى