شخصيّات

نبذة عن حياة الإمام “أحمد بن حنبل”

1987 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الأول

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الإمام أحمد بن حنبل شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

هو أحمدُ بنُ محمد بن حنبل، أبو عبد الله الشّيْبَانيُّ الوائِليُّ، إمامُ المذهب الحنبلي، وأحدُ الأئمة الأربعة الفقهاء، أصلُه من مَرْو، وُلِد في بغداد سنة 164هـ.

نشأ منكبَّاً على طلب العلم، وسافَر في سبيله أسفاراً كثيرةً إلى الكوفةِ والبصـرةِ والحجاز واليمنِ والشامِ، وغيرها من البلاد، وقطع بعضاً من هذه الأسفار سيراً على قَدَمَيْه لفقره وزهده.

وقد طلب أحمد بن حنبل العلمَ على أئمة العلم في عصره، مِمَّن عايشهم أو قابلهم في أسفارهم، وكان أبرزُ هؤلاء الإمامَ الشافعيَّ الذي كان تلميذاً للإمام مالك. كذلك تَعَلَّمَ الحديثَ على يد أبي يُوسُف تلميذِ الإمام أبو حنيفةَ النُعْمَان.

 

وقد قال عن أستاذه الإمام الشافعي. "تركتُ بغدادَ وما فيها أحدٌ أَفْقَهَ ولا أَعْلَمَ ولا أَتْقَى من أحمدَ بنِ حنبل". كذلك تعلَّم على يد ابن حنبل كثيرون، من أبرزهم عالما الحديث الجليلان: البخاريُّ، ومسلم.

وفي عهد أحمدَ بن حنبل، دعا الخليفةُ العباسيّ المأمون إلى بِدْعَةِ القول بخلق القرآن، ومات المأمون قبل أن يناظرَ أحمدَ بن حنبل في ذلك، وجاء بعده المعتصمُ فسجنَ ابنَ حنبل ثمانيةً وعشرين شهراً، وعذَّبه لامتناعه عن القول بخلق القرآن، ثم أطلق سَراحَهَ سنة 220هـ. وجاء الواثقُ بعد أبيه المعتصم، ولم يُصَبْ أحمد بشرٍّ في زمن الواثق.

لقد صَمَدَ أحمدُ بن حنبل للمحنة التي أصابته، وصار مَضْرِبَ المَثَل في الصبر على الأذى، والجهر بكلمة الحق، وتَحَمُّل تبعاتِ ذلكَ ونتائِجه، دون أو يخاف في الله لومةَ لائم، فصار بذلك إماماً من أئمة الدين، وقدوةٌ للعلماء العاملين الذين يستهينون بالعذاب، ولا يأبهون لما يصيبهم في سبيل الله.

 

وقد كان لوَقْفَتِه الجريئة أثرٌ كبيرٌ في الناس، جَعَلَتْهُم يتمسكون بعقيدتهم، وينفِرُون من البِدْعَة التي أراد المأمون أن يحملهم عليها، مِمَّا جعل البدعَة تضعف بعد ذلك وتنهار.

وما أن ذهب الواثق، وجاء أخوه المتوكل، حتى عَرَف للإمام أحمد مكانَته وقدرَه، فمكثَ مدّةً لا يولِّي أحداً إلّا بمشورته، وبَقِيَ الإمام أحمدُ مُقَدَّماً عند المتوكل، حتى توفّاه الله سنة 241هـ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى