علوم الأرض والجيولوجيا

اهتمام القزويني في علم الأرض

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

القزويني علم الأرض علوم الأرض والجيولوجيا

للقزويني في كتابه الأشهر (عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات) نظريات فلكية وجيولوجية ثبتت صحتها، واعترف بها العلماء في شرقٍ وفي غرب. ونسوق فيما يلي بعض الأسئلة الموضَّحة:

 

• دوران الأرض: اختلف علماء اليونان حول حقيقة دوران الأرض حول محورها. فقد نادى أرستارخوس بنظرية دوران الأرض حول نفسها في القرن الثالث قبل الميلاد، ولكن بطليموس طمسها في عام 130م.

حينما قال: إن الأرض في مركز الكون وهي ثابتة، بينما النجوم والكواكب من حولها تدور! وبقيت آراء بطليموس سائدةً طوال العصور الوسطى، حتى أطاح بها تماماً في القرنين السادس عشر والسابع عشر كل من كوبرنيكوس وجاليليو على الترتيب، وكم لقيا في سبيل ذلك عنتاً وهوانا!.

ولكن لسان الحقيقة عندما ينطق فإنه يقول: لقد كان القزويني قبل ذلك بقرونٍ ثلاثة يؤمن بكروية الأرض ودورانها حول نفسها، دليله في ذلك تلكم الحركات الخادعة التي نراها بأعيننا لكلٍ من النجوم والكواكب في السماء.

والعكس هو الصحيح، فتلكم الحركات إنما ترجع إلى دوران الأرض حول محورها ونحن عليها، فيُخيَّل إلينا أن النجوم والكواكب هي التي تدور حول الأرض على ما ألفنا.

 

• حدوث الزلازل: شرح القزويني كيفية حدوث الزلازل شرحاً علمياً متقناً هو ما ذهب إليه علماء القرن العشرين. فهو يفسرها بتكوين أدخنة وأبخرة كثيرة في جوف الأرض محاولةً الصعود، فإذا لم تجد المسام والمنافذ اهتزت منها بقاع الأرض واضطربت، كما يضطرب بدن المحموم عند شدة الحمى بسبب رطوباتٍ عفنةٍ احتُبست في بدنه وتبحث لها عن متنفسٍ في مسام جلده!.

 

• تكون المعادن: تحدَّث القزويني عن الكيفية التي تتكون بها بعض المعادن في باطن الأرض، فأوضح أن الذهب يتكون في الجبال الرخوة، وأما الحديد والرصاص والنحاس والفضة فتوجد في الأحجار المختلطة بالتراب الليِّن، والكبريت في الأرض النَّارية، والزئبق في الأرض المائية، والأملاح في الأرض السَّبخة، والنفط في الأراضي الدهنية، إلخ… والمعادن – عنده- أجسام تولَّدت من أبخرة وأدخنة تحت الأرض، إذ اختلطت على ضروبٍ من الاختلاطات مختلفة الكم والكيف، فهي إما قوية التركيب أو ضعيفته.

وقوية التركيب إما أن تكون متطرفة وهي الأجساد السبعة، الذهب والفضة والنحاس والرصاص والحديد والأسرب والخارصين، وهي تتولَّد من اختلاط الزئبق والكبريت على اختلافٍ في الكم والكيف، وغير المتطرفة قد تكون في غاية الصلابة كالياقوت أو في غاية الَّلين كالزئبق. وقد اهتدى إلى معرفة كيفية تكون النفط في باطن الأرض!.

 

• طبيعة الأرض: من المعروف أن التحولات التي حصلت للكرة الأرضية تكمن في تلك التغيرات الطبيعية البطيئة جداً لها على مر القرون. وهذه الفكرة بعينها لم تغب عن القزويني. فقد بيَّن في كتابه (آثار البلاد وأخبار العباد) تلك التحولات وذلك بتغير أماكن البحار وقشرة الأرض!.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى