أحداث تاريخية

تقلد العالم “لافوازييه” منصب إدارة المساحيق

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني

صبري الدمرداش

KFAS

منصب إدارة المساحيق منصب العالم لافوزييه أحداث تاريخية المخطوطات والكتب النادرة

كثيراً ما كان لافوازييه يضطر إلى وقف بحوثه عندما تدعوه  الحكومة لأن يقدم لها مساعدة فنيّة .

ودعته الحكومة ذات يوم للعمل على حل مشكلة النقص في البارود . فقد كانت فرنسا تشكو من ندرة ملح نترات البوتاسيوم ، وهو أحد المركبات الأساسية في صناعة البارود ، وكانت تُنتجه إحدى الشركات الاحتكارية بطريقةٍ غير فعالة .

وقد طلب مراقب عام المالية مشورة لافوازييه الذي اقترح أن تؤسِّس الحكومة ما إسماه "إدارة المساحيق".

وقد عُيِّن لافوازييه نفسه ضمن مديرين أربعة لهذه الإدارة واستطاع خلال سنواتٍ ثلاث أن يرتفع بإنتاج فرنسا السنوي من البارود إلى حدٍ كبير .

ومما هو جدير بالذكر أن جهود لافوازييه هذه قد ساعدت على نجاح الثورة الأمريكية، لأنه لولا البارود الذي أمدّت به فرنسا الثوار لتغيَّرت نتيجة الثورة ! .

 

موظف حكومة !

تخلِّلت الفترة التي قضاها لافوازييه في إدارة المساحيق تجربتان تدلان على مدى ما يتعرض له العالم الذي يعمل في خدمة الحكومة .

في أحد الأيام كان لافوازييه، ومعه زوجه وثلاثة من مساعديه، يجرون تجربة على ملح كلورات البوتاسيوم لدراسة إمكانية استخدامه كأحد المفرقعات ، فحدث انفجار أدى إلى وفاة اثنين من الحاضرين.

ونجا لافوازييه من موتٍ محقَّق وزوجه "إذا ما تكرمتم، يا سيدى، بعرض أمر هذا الحادث المؤسف على الملك والأخطار التي تعرضت لها ، فإنني أرجوكم أن تنتهزوا هذه الفرصة لتؤكدوا لجلالته أن حياتي فداء له ولفرنسا، وأنني سأكون دائما على استعداد للتضحية بها لما فيه المصلحة العامة.

 

إما بتكرار العمل على المادة  المفرقعة ذاتها أو بأية وسيلة أخرى" – تلكم كانت كلمات لافوازييه التي أبلغ بها وزير الملك عن حادث الإنفجار ، وهي تنم عن نُبْل أخلاقه واستعداده للتضحية والفداء .

أما التجربة الأخرى فكانت سياسية، ففي عام 1789 عندما استولى الثوار على باريس، قرَّرت إدارة المساحيق أن تشحن ما زنته 10,000 رطل من البارود الصناعي الرديء إلى خارج المدينة لاستبداله بنوعٍ أفضل.

واستدعى المحقَّقون المديرين للتحقيق معهم بتهمة الخيانة. ومع أن نتيجة التحقيق كانت لصالح المديرين، إلا أن صيحة الرأي العام للمطالبة باعتقاد لافوازييه لم تخفت إلاّ بعد عودة شحنة البارود إلى دار الصناعة .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى