أدوات

نبذة تعريفية عن مفهوم الشِراع ومدى أهميته

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الحادي عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مفهوم الشِراع أهمية الشراع أدوات المخطوطات والكتب النادرة

الشِّرَاعُ اسْمٌ يُطْلَقُ علَى قطعةٍ منَ القُمَاشِ الأبيضِ ذاتِ شَكْلٍ وحَجْمٍ مُعَيَّنَيْن، تُنْشَـرُ فوقَ سَطْحِ السَّفِينَةِ مُعْتَرِضَةً الرِّياحَ فَتَدْفَعُ السفينةَ إلى الأمامِ.

وقد يكونُ الشِّرَاعُ أيضًا قِطْعةً من الموادِّ المُصَنَّعَةِ، مثل النَّايْلون، وذاتَ ألوانٍ مُخْتَلِفَةٍ.

كذلك تَتَعَدَّدَ أَشْكالُ الأَشْرِعَةِ وأحْجَامُها. فهناكَ الشِّـرَاعُ المربَّعُ، والشِّـرَاعُ المُثَلَّثُ؛ والشِّـرَاعُ البيرُ، والأَوْسَطُ، والصَّغيرُ.

 

فأما الشِّرَاعُ المربَّعُ فقد كان مُسْتَخْدَمًا في سُفُنِ البَحْرِ المُتَوَسِّطِ منذُ قديمِ الزَّمانِ، ثم انتقلَ إلى أوروبَا الشَّمالِيَّةِ وأمريكا.

وأصبحَ الشِّرَاعُ السائدُ في هذهِ الأماكِنِ حتَّى أواخِرِ سَنَواتِ السَّفَرِ الشِّراعِيِّ، نظرًا لأنَّ الشِّرَاعَ المربَّعَ يساعدُ السُّفُنَ الكبيرةَ الحجمِ علَى الاتِّزانِ علَى سَطْحِ الماءِ، وبخاصَّةٍ في البِحارِ الّتي تَكْثُرُ فيها العَواصِفُ.

كذلكَ عَرَفَ الهُنودُ الشِّرَاعَ المربَّعَ منذُ قديمِ الزَّمانَ، فقد كانَتْ سُفُنُهُمْ النَّهْرِيَّةُ تَسْتَخْدِمُ الشِّرَاعَ المربَّعَ.

 

أما العربُ فَقَدْ اسْتَخْدَموا نوعًا آخرَ من الأَشْرِعَةِ عُرِفَ بالشِّرَاعِ المُثَلَّثِ، وهذا ما جَعَلَ سُفُنَهُمْ أكثرَ قُدْرَةً من غيرِها على الإبْحارِ عَكْسَ اتِّجاهِ الرِّياحِ، وبخاصَّةٍ في مَجارِي الأنهارِ الضَّيِّقَةِ.

ويعتقدُ العديدُ من الباحثينَ أنّ العَرَبَ أَدْخَلوا الشراعَ المُثَلَّثَ إلى البحرِ المُتَوَسِّطِ، ثم انتقلَ إلى شَمَالِ أوروبا وأصبحَ يُستخدمُ في السُّفُنِ الشِّرَاعِيَّةِ الأوروبِيَّةِ، وهذا ما سَهَّلَ علَى الرَّحَالَةِ كولَمْبَس اكتشافَ أَمريكا.

كذلك استخدمَ الهنودُ الشِّرَاعَ المُثَلَّثَ في رِحْلاتِهِمْ في بَحْرِ العَرَبِ والمحيطِ الهِنْدِيِّ، كما اسْتَخْدَمَ بحَّارَةُ السَّاحِلِ الأفريقِيِّ الشَّرْقِيِّ الشِّرَاعَ المثلَّثَ في رِحْلاتِهِم في المحيطِ الهِنْدِيِّ.

 

ولقد اسْتخدمَ بَحَّارَةُ الكُوَيْتِ الشراعَ المثلَّثَ في جميعِ سُفُنِهِم، ولكنَّهُم اضْطُرُّوا لِقَطْع جُزْءٍ من مُقَدِّمَةِ الشِّرَاعِ المثلَّثِ فأصبحَ شراعُهُمْ هذا أقربَ في شَكْلِهِ إلى شِبْهِ المُنْحَرِفِ، كم اسْتَخْدَموا الأَشْرِعَةَ التَّالِيَةَ في سُفُنِهِم الكبيرةِ السَفَّارَةِ:

 

– الشِّرَاعُ «العودُ»: وهو أكبرُ الأشْرِعَةِ المُسْتَخْدَمَةِ، ويُرْفَعُ هذا الشـراعُ حينَ يكونُ البحرُ هادِئًا والرِّياحُ مُعْتَدِلَةً، ويكونُ في وَسَطِ السَّفينَةِ بالقُرْبِ من مُقَدِّمَتِها.

 

– الشِّرَاعُ القَلَمِيُّ: ويُرْفَعُ خَلْفَ الشِّرَاعِ العُودِ عندَ مُؤَخِّرَةِ السَّفينَةِ، وهو أصغرُ منهُ مِساحَةً.

 

– الشِّرَاعُ الجَيْبُ: وهو شِراعٌ مثلَّثٌ صغيرٌ يُرْفَعُ بدلاً من الشِّـرَاعِ العُودِ حينَ تَشْتَدُّ الرِّياحُ وتَعْصِفُ بالسَّفينَةِ.

 

– الشِّرَاعُ البوميه: وهو شِراعٌ مثلَّثٌ يُشْبِهُ الشِّرَاعِ الجَيْبَ ولكنَّه يُرْفَعُ عندَ مُقَدِّمَةِ السَّفينَةِ؛ وَوَظيفَتُهُ حِفْظُ اتِّزانِ السَّفينَةِ عندَ مُقَدِّمَتِها.

 

ويحتاجُ إعدادُ الشِّراعِ إلى مَهارةٍ وخِبْرَةٍ، لذا تَخَصَّصَ رجالٌ مُعَيَّنونَ في إعدادِ الشِّـرَاعِ.

وفي الكُوَيْتِ يقومُ قُبْطانُ السَّفينَةِ (النُّوخْذَه) بإعدادِ الشِّـرَاعِ اللازمِ لسفينَتِهِ، تُسمَّى هذه العمليَّةُ «تفصيلَ الشِّرَاعِ»، وهي عمليةٌ هَنْدَسِيَّةٌ تحتاجُ إلى قِياسَاتٍ مُعَيَّنَةٍ يقومُ بها القُبْطانُ، وتَتَطَلَّبُ منهُ فَهْمًا واسِعًا لوظيفَةِ كلِّ شراعٍ على سَطْحِ السَّفينَةِ.

يَحْسِبُ القبطانُ طولَ كلِّ جانِبٍ من جَوانِبِ الشِّرَاعِ في ذِهْنِهِ، ثمَّ يأتي بحَبْلٍ سَمِيكٍ ويَمُدُّهُ علَى الأَرْضِ ويُثَبِّتُهُ بالمَساميرِ الحديديَّةِ، ثمَّ يُشَكِّلُه بحَسَبِ شَكْلِ وحَجْمِ الشِّرَاعِ المطلوبِ. 

ثُمَّ يأتي بلَفَّاتٍ من قُماشِ الشِّرَاعِ ويَبْسُطها على طُولِ الشِّـرَاعِ بحيثُ تُلاصِقُ كلُّ لَفَّةٍ الأخرَى. ثُمَّ يقومُ البَحَّارَةُ بخِياطَةِ طَرَفِ كلِّ لَفَّةٍ معَ الأُخْرَى بواسِطَةِ الإبْرَةِ والخَيْطِ حتَّى يتمُّ إعدادُ الشِّـرَاعِ، فَيُرْفَعَ من عَلَى الأَرْضِ ويوضعَ في مَخْزَنِ السَّفينَةِ.

 

وظَلَّ الشِّرَاعُ الوسيلةَ الوحيدةَ الّتي تَدْفَعُ السُّفُنَ في البِحارِ وتُسَيِّرُها من مَكانٍ لآخَرَ حتَّى حَلَّتْ المُحَرِّكاتُ مَحَلَّ الشِّرَاعِ. 

حيثُ زُوِّدَتْ السُّفُنُ بِفَرَاشَاتٍ على شَكْلِ مَراوِحَ عِنْدَ مُؤَخِّرَةِ السَّفينَةِ، تَدورُ في الماءِ فتدفعُ السُّفُنَ إلى الأمامِ، وهذا ما جَعَلَ السُّفُنَ تَسْتَغْني عن الشِّـرَاعِ، ولم يَعُدْ الإنسانُ يَرَى سفينةً شِراعِيَّةً كبيرَةً هذه الأيَّامَ إلا نادرًا.

 

ولكنَّ الأَشْرِعَةَ ما زالَتْ تُسْتَخْدَم لتحريك المراكِبِ الصغيرةِ، كما أنَّها تُسْتَعْمَلُ في الرياضاتِ المائِيَّةِ.

ومن أشْهَرِ هذه الرِّياضات: سِباقُ اليُخوتِ الشِّراعِيَّةِ، مختلِفَةِ الألوانِ والأشكالِ، والتزلُّجُ على الماءِ بركوبِ زلاَّجاتٍ خاصَّةٍ يتحَكَّمُ فيها شَخْصٌ واحِدٌ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى