علم الفلك

نبذة تعريفية عن مجرة درب التبانة وكيفية اكتشافها

1998 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء التاسع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مجرة درب التبانة كيفية اكتشاف مجرة درب التبانة علم الفلك

إذا نظرنا إلى صفحة السماء في ليلة غير مقمرة (حتى يمكننا رؤية أكبر قدر من النجوم)، نلاحظ أنها مليئة بالبلايين (أعداد تفوق الحصـر) من النجوم الموزعة على هذه الصفحة بغير انتظام.

لكننا نلاحظ من بينها شريطا عريضا من النجوم يمتد عبر السماء من مكان ما عند الأفق إلى نقطة مقابلة على دائرة الأفق في الاتجاه العكسـي.

وتتكدس النجوم في هذا الشـريط من صفحة السماء فيما يشبه في منظره السحاب العالي.

ولكثرة النجوم وتزاحمها في هذا الشـريط من صفحة السماء يشبهه الناس بطريق الجمال التي تحمل أكياس التبن (قش نبات القمح الجاف) على ظهورها.

 

فيتميز هذا الشـريط الذي تسلكه الجمال عن غيره من الأرض بكثرة ما وقع عليه من التبن فيسمونه "درب التبانة".

وكذلك يسمي الفلكيون هذا الشـريط من النجوم بالاسم نفسه. أما الأوروبيون فيسمونه "الطريق اللبني".

 

وقد لوحظ أن هذا الشـريط من النجوم الذي يراه المشاهد من نصف الكرة الشمالي يوجد ما يناظره بالنسبة للمشاهد من نصف الكرة الجنوبي أيضا. وذلك قد أقنع الفلكيين بأن هذا الشـريط يمثل حافة تجمع هائل من النجوم يتخذ هيئة القرص.

وقد سمى الفلكيون هذا التجمع النجمي بالمجرة، وأحيانا يسمونه "جزيرة كونية". وحتى نهاية الربع الأول من القرن العشـرين اعتبر الفلكيون هذه المجرة التي تضم شمسنا وأرضنا كل الكون.

وفي عام 1923 بالتحديد اكتشف الفلكي الأمريكي الأشهر "هابل" شواهد قاطعة على وجود مجرات كثيرة جدا بالكون غير مجرتنا المعروفة باسم "درب التبانة".

 

ونحن عندما نرقب "درب التبانة" نرقبه من مكاننا على سطح الأرض التي تدور هي وكواكب ثمانية أخرى حول الشمس.

وفي الحقيقة ليست الشمس إلا أحد هذه الملايين من النجوم التي تتكون منها مجرتنا.

 

وقد ثبت بالأرصاد والأبحاث الفلكية المضنية والحسابات المطولة أن موقع الشمس وما حولها من كواكب من المجرة قريب من حافتها. 

وبالتحديد على بعد 30,000 سنة ضوئية من مركز المجرة (السنة الضوئية هي السمافة الكونية التي يقطعها الضوء في سنة كاملة، وسرعة الضوء ثابتة وتساوي 300,000 كيلومتر في الثانية؛ وعليه فالسنة الضوئية تعادل 10 مليون مليون كيلومتر).

وتعد المجرات أو الجزر الكونية الوحدات الأساسية التي يتكون منها الكون، وعددها هائل جدا. ويقدر عدد المجرات التي توجد في حدود رؤية مقراب (تلسكوب) بالومار الأمريكي الضخم، ذي العدسة التي يبلغ قطرها 200 بوصة بنحو بليون (ألف مليون) مجرة!.

 

ومجرة درب التبانة بها أكثر من مئة مليون نجم! والشمس من أصغر هذه النجوم في المجرة. وقد قدر قطر هذه المجرة التي نقطنها في كنف الشمس بنحو 60,000 سنة ضوئية.

والمجرات التي تبعد عن أرضنا بما بين 180,000 و 2,000,000 سنة ضوئية تتراوح أحجامها بين 2000 و 120,000 سنة ضوئية.

والمجرات كلها بما فيها مجرتنا (درب التبانة) إما إهليجية الشكل، أو على هيئة القرص، أو حلزونية، أو غير منتظمة الشكل. ويعتقد العلماء أن مجرتنا من النوع القرصي الشكل.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى