علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن كوكب الأَرْض

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثاني

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

كوكب الأرض علوم الأرض والجيولوجيا

الأرضُ من كواكب المجموعةِ الشمسّيةِ، وهي كبقيّةِ الكواكب ذاتُ شكلٍ كرويّ.

وقد كان علماءُ الإغريقِ يعرفون هذه الحقيقةَ منذُ نحوِ سِتِّمئة سنةٍ قبلَ الميلاد، كما أن العالِمَ إيراتوستَين أمينَ مكتبةِ الاسكندرية كان أولَّ من نجحَ في قياسِ محيط الكرة الأرضية بحساباتٍ فلكية ورياضية حوالَيْ سنة 200 قبلَ الميلاد.

كذلك فعل بنو موسى بن شاكر بتكليفٍ من الخليفةِ المأمونِ، ثم قام بتحقيق قياسِهم البيروني بعد ذلك بنحو قرْنيْن.

 

أما الآن، فإننا نستطيعُ أن نرى شكلَ الأرض بأعيننا منكن مشاهدةِ مئاتِ الصُّور الفوتوغرافية التي التقطَها روادُ الفضاء من مركباتِهْم خلالَ السنوات الماضيةِ.

ويقولُ رائدُ الفضاء الأمريكي "جيمس إروين" الذي شاهد الأرضَ من مركبته لأول مرة.

تبدو الأرضُ من جوفِ الفضاءِ المظلم كوكباً غايةً في الروعةِ والجمال، فألوانُ السُحُب البيضاء تختلط بزُرْقَةِ المُحِيطات، بينما تَتَشَتَّتُ أشعةُ الشمسِ على دقائقِ الجَوِّ حولَها، فتظهر كهالةٍ من درجات اللَّون الأزرقِ، تتلاشىَ في ظُلْــــــمَةٍ مـــــوحِــــــشـــــة.

 

وتبعدُ الأرضُ عن الشمس بمقدار 149 مليون كيلومتر، ولذلك فهي تتلقَّى من حرارتِها وضوئِها قَدْراً مناسبا للحياة على ظَهْرِها، بعكسِ عطارد أو الزُّهَرَةِ الأقرب للشمس، حيث ترتفعُ درجةُ حرارة الزهرةِ مثلا أَكثرَ من أربعمئةِ درجة مئوية، وهو قَدْرٌ رهيبٌ كافٍ لصهرِ بعض المعادن كالرَّصاص والقَصْدِير.

كذلك تتميَّزُ الأرضُ بغلافٍ من الهواءِ  تحتفظُ به حولَها بفعلِ جاذِبِيَّتِها ويتكوّن من غازاتِ متعددةٍ منها الأكسجين  اللازمُ لتنفس الإنسانِ ومعظمِ الكائناتِ الحيّةِ الأخرى، ونسبةٍ قليلةٍ من ثاني أكسيد الكربون الضـروريِّ للتمثيلِ أو البناءِ الضوئيِّ في النبات.

ويحتوي الهواءُ أيضا في طبقاتِ الجَوِّ القريبة من سطح الأرض على بخارِ الماء. وهو عندما يتكاثفُ يتكوّن السحابُ، ويسقطُ المطرُ، وهو مصدرُ الماء العذبِ على اليابسة، لهذا كلِّه ازدهرَتْ الحياةُ على ظهر الأرض وتنوَّعَتْ صُوَرُها تَنَوُّعاً كثيراً.

 

وتبلغ مساحةُ سطحِ الكرة الأرضية نحو 150 مليون كيلو متر مربع. وتغطِّي مياهُ المحيطات والبحار أكثرَ من سبعةِ أَعْشارِ هذه المساحة، والباقي أرضٌ يابسةٌ، هي القارَّاتُ، والجزرُ التي يعيش عليها الإنسانُ والنباتاتُ والحيواناتُ البَرِّيَة.

أمَّا البحارُ والمحيطاتُ، فهي عالَمٌ واسعٌ تحيا به آلاف الأنواعِ من الحيوانات والنباتات المائية، التي يحصلُ الإنسان من بعضِها على غذائِه، وكثيرٍ من الخاماتِ لصناعاتهِ ودوائهِ.

وتتكوّن كتلةُ الأرض من غلافٍ صخريِّ خارجيِّ رقيقٍ نسبيا. يبلغُ سمكهُ عشـرةَ كيلومترات تحتَ قيعان المحيطات العميقة، وثلاثين أو أربعين كيلومتراً في المناطق الجبليَّةِ فوقَ القارّات،

 

ويتألَّف هذا الغلافُ من صخور صلبة، وهي من أنواع ذات بلّورات كالجرانيت بالأعماق البعيدة من القشـرة. بينما تظهر على سطحِها طبقاتٌ من الحجرِ الرمليِّ والجيريِّ، وأحيانا تغطي صخورُ البازلت البركانيةُ مساحاتٍ متفرقةً من سطحِ اليابسِ.

ولقشرةِ الأرض أهميةٌ كبيرةٌ بالنسبةِ للإنسان، فهو يعيشُ على سطحها، ويستمد غذاءَه مما تنبتُه، ويستخرجُ من صخورها المعادنِ والأملاحَ، ويحصلُ من طبقاتِها على النفطِ والفحمِ

ويتخذ من صخورها موادَّ لبناءِ مساكِنه. لذلك اهتمَّ العلماءُ بدراسةِ مكوِّنات هذه القشـرةِ، لاكتشافِ ما تحويه من كنوزٍ لم تستغلْ بعدُ لخير البشرية.

 

أما جوفُ الأرض تحتَ قشـرتها، فإنه عبارةٌ عن صخور عظيمةِ السُّمك، شديدةِ الصلابة، غاية الكثافة، ترتفعُ درجةُ حرارتِها أكثرَ فأكثرَ كلَّما تعمّقْنا فيها.

ويسمى هذا الجزء من باطن الأرض الرِّدَاء أو الوِشَاحَ. وبسبب ارتفاعِ حرارتهِ، فإن الطبقةَ السطحيةَ من صخورهِ تحتَ القشـرة، تتعرضُ للانصهارِ في بعضِ المواضع، ويندفعُ هذا الصَّهيرُ فيخرجُ من شقوقٍ في قشرة الأرض، وتنشأ عنه البراكين.

ولو تعمّقنا أكثرَ من ذلك نحوَ مركزِ الكرة الأرضية، نجد النَّواة، وهي من موادَّ منصهرةٍ، أكثرُها من مَعْدِن الحديدِ والنَّيْكلِ، ولذلك يعتقدُ العلماءُ أن درجةَ حرارة هذه النواةِ تزيدُ على ثلاثةِ آلافِ درجةِ مئوية،.

ورَغْمَ ذلك، فإنَّ قلبَ هذه النواة، ربَّما كان جسما صُلبا، لعِظَم ثِقَلِ الصخور التي تحيطُ به، وتضغطُ عليه.

 

وقد تمكَّن العلماءُ من دراسةِ صخور قشرة الأرض، وذلكَ عندما تظهرُ على السطح أو تنكشفُ على جوانبِ أوديةِ الأنهارِ العميقةِ التي تَشُقُّ الأرضَ.

كما تبدو من خلال أنفاقِ المناجم، ومَقاطع المحاجرِ، ومن فُتَاتِ الصُّخور التي تستخرجُ عند حفر الآبار العميقةِ بحثاً عن النفطِ، ولكنَّ هذه الوسائَلَ كلَّها لا تخترقُ إلاّ بضعة كيلومترات من القشـرة الخارجية.

لذلك فإننا نستمدُّ معلوماتِنا عن جوفِ الأرضِ بوسائلَ غيرِ مباشرة، مثل دراسةِ موجاتِ الزلازل، والنشاطِ البركانيِّ، وأيضا من دراسةِ قُوَى الجاذبية الأرضية.

فللكرة الأرضية قوةُ جذبٍ هي التي تجذبُ جميعَ الأجسام على سطح الأرض، وتحفظُها من أن تتطايَر في الفضاء بسبِب دَوَرَانِ الكرةِ الأرضيةِ حول نفسِها بسرعةٍ كبيرة.

 

وتدورُ الكرةُ الأرضيةُ على مِحْورٍ وَهْمِيٍّ يصلُ بين قطبيْها، وتتمُ دورةً واحدة كاملةً أمامَ الشمس مرَّةً كلَّ أربع وعشرين ساعة، وينتج عن ذلك تتابعُ الليل والنهار.

وكبقيَّةِ الكواكِب، تدورُ الأرضُ في فَلَكٍ بيضاوِي حولَ الشمس، وتُكْمِلُ دورتَها في سَنَة، وأثناء ذلك يختلفُ وضعُ الأرض، فأحياناً يتعرَّضُ أحدُ نِصْفَيْها للشمسِ، أكثرَ من النصفِ الآخر، فيحدثُ الانقلابان الصيفيُّ والشتويُّ، وأحيانا أخرى يتعرّض النصفان بالتساوي لأشعةِ الشمس، فيحدثُ لذلك الاعتدالان الربيعيُّ والخريفيُّ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى