إسلاميات

نبذة تعريفية عن كتاب “الجَامع الصَّحيح” للبخاري

1995 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

كتاب الجامع الصحيح البخاري إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة

في خطبة الجمعة وغيرها من المواعظ والدروس الدينية، نسمع هذه العبارة، روَى البُخاريُّ في صحيحِه أن رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، قال… وأحياناً يقول الخطيب أو الواعظ بعد حديث نبوي: رواه البخاريُّ في صحيحه..

فماذا تعني هذه العبارة؟

إنها تعني ثلاثة أشياء:

(1) أن البخاريَّ يروي أحاديثَ النبي، صلى الله عليه وسلم.

(2) وأن هذه الأحاديث موجودة في كتابٍ للبخاري.

(3) وأن هذا الكتاب يعرف بأنه صحيح.

 

لقد اهتم العلماء كثيراً بأحاديث الرسول، صلّى الله عليه وسلم، لأنها المصدرُ الثاني للإسلام بعد القرآن الكريم.

وقبل البخاري كان هناك عشراتُ العلماء المختصين براوية الأحاديث النبوية. كان منهم من يحفظها في صدره ولا يدونها في كتاب، وكان منهم من يحفظها ويكتُبُها في الوقت نفسه كالإمام مالك الذي جمع كتاب «الموطأ» وكالإمام أحمد بن حنبل الذي جمع كتاب المُسْنَد وهكذا.

وقد قضى الإمامُ البخاري حياتَه في دراسة العلوم الإسلامية وبخاصة الحديثُ النبوي، حتى نبغ في هذا العلم وشهد له العلماء الكبار بالتفوق فيه.

وفي أحد الأيام كان البخاريّ مع طلاب الحديث عند أستاذهم إسحاق بن راهويه، فقال لهم إسحاق: لو جمعتُمْ كتاباً مُختصراً لصحيح سُنَّة رسولِ الله صلى الله عليه وسلم!.

 

ومنذ سمع البخاري هذه الكلمةَ عزم على تنفيذها، ورسم خطةً لجمع كتابه، هي:

(1) أن يبدأ بقراءة الكتب التي أُلفت قبله في مجال الحديث النبوي، ودرسها على أساتذته.

(2) أن يختار منها الأحاديثَ التي تتوافر لها أقصى شروط الصحة.

(3) أن يبوب الأحاديث التي يختارها وفق الموضوعات الأساسية في الفقه والسيرة والآداب.

(4) أن يضع عناوينَ جامعةً لكل مجموعة من الأحاديث تمكِّن القارئ من فهمها، ومعرفة مواطنها في الكتاب.

 

عمل البخاري لتنفيذ خطته بجِدّ، وبحرص شديد، لأنه الخطأ في الحديث النبوي خطأ في دين الله. ولذلك استغرقت عمليةُ جمع الأحاديث وتبويبها 16  سنة.

وتسلّح البخاريّ مع العلم بسلاح التقوى وطهارة القلب والنفس، فبدأ كتابةَ الأحاديث مجاوراً للبيت الحرام.

ولم يكن يدوّنِ الحديث الذي يختاره إلّا بعد أن يصلِّيَ ركعتين، امتثالاً لقوله تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (البقرة:153)

ولم يَكْتَف البخاريّ بذلك، بل إنه عرض عملَه على العلماء الكبار في الحديث النبوي، حتى إذا وقفوا على خطأ أصلحوه، أو على تقصير نبَّهوه عليه.

 

وكان من هؤلاء العلماء الذين عرضه عليهم الإمام أحمد بن حنبل والإمام يحيى بن قعين، والإمام علي بن المديني.

وأجمعت كلمتهم على أن الكتاب بلغ الغاية في الإتقان والجودة. ومنذ ذلك الوقت، وحتى اليوم، يشهد كبارُ العلماء بأن كتاب البخاري أصحُّ الكتب في الحديث النبوي.

 

لقد سمَّى البخاري كتابه اسماً طويلاً، يدل على محتوى هذا الاسم، هو:

«الجامعُ الصحيح المُسْنَد من حديث رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وسُنَنِه وأيَّامِه».

ولكن الاسم الشائع على الألسنة لهذا الكتاب هو: «البخاري»، أو «صحيح البخاري»، وأقل شيوعاً منهما: «الجامع الصحيح». وكل هذه الأسماء تُقال على سبيل الاختصار.

 

و«الجامع الصحيح» مُقَسَّمٌ إلى موضوعات كبيرة. وكلُّ موضوع كبير يسمَّى «كتاباً» مثل:

– كتاب الإيمان.

– كتاب العلم.

– كتاب الوضوء.

– كتاب الصلاة.

 

ويضع البخاري عناوين صغيرةً لكل كتاب، يسمِّي كلَّ عنوان منها «باباً». فنجد في كتاب الصلاة هذه العناوين:

– باب كيف فُرضت الصلوات في الإسراء.

– باب وجوب الصلاة في الثياب.

– باب ما يستر العورة،… إلخ.

 

وللجامع الصحيح شروح كثيرة جداً، أشهرها: «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» لابن حجر العسقلاني (المتوفى 582 هـ).

وهناك مختصرات ومختارات من البخاري منها:

– «بهجةُ النفوس» لابن أبي حمزة.

– صفوةُ صحيح البخاري» للشيخ عبد الجليل عيسى.

– «الألفُ المختارة من صحيح البخاري» للأستاذ عبدالسلام هارون.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى