علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن عملية التجوية التي تتعرض لها الصخور

1994 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

عملية التجوية الصخور علوم الأرض والجيولوجيا

إذا خرجنا للنزهة في منطقة معتدلة المناخ، تنكشف فيها الصخور ولا تخفيها النباتات الكثيفة، فإننا نلاحظ مظهرين للصخور في أنحائها المختلفة: فهناك صخور متامسكة أسطحها سليمة ونظيفة، وهناك صخور بالية مهمشة ومفتتة

ولا شك أن النوع الأول لم يتعرض لفعل عوامل الجو زمنا طويلا، أما النوع الثاني فتعرض لفعل هذه العوامل زمنا طويلا حتى أثرت فيه وأدت إلى تهشمه وتفككه وتحلل مكوناته، وهذا الفعل هو ما نسميه «التجوية».

والتجوية إذن هي تأثر الصخور بعوامل الجو المحيط بها. 

وهذا التأثير الجوي في الصخور نوعان: تأثير فيزيائي، وتأثير كيميائي. والتأثير الفيزيائي، أو التجوية الفيزيائية، هي تهشم الصخر وتفتته دون حدوث تفاعل كيميائي بين مكوناته (أي المعادن التي يتكون منها)، وبين مكونات الجو النشيطة مثل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون وبخار الماء.

 

أما النوع الآخر وهو ما نسميه «التجوية الكيميائية»، فيحدث فيه تفاعل كيميائي بين مكونات الصخو ومكونات الجو. 

وينتج من هذا تغير في تركيب بعض معادن الصخر، فتصير قابلة للذوبان، ويتشقق الصخر ويضعف ويختفي جزء كبير من حجمه الأصلي.

ولكن هل يبقى من الصخر شيء بعد تجويته؟ نعم، تبقى الأجزاء المقاومة لعملية التجوية، سواء أكانت العملية فيزيائية أم كيميائية هذا الذي يبقى بعد التجوية يسمى «ناتج التجوية».

ونواتج التجوية إما أن تكون أسطحا صخرية بالية مهشمة ومشققة، مثل كتل الجرانيت أو البازلت ومثل طبقات الحجر الجيري، وإما مواد صخرية متفككة مفتتة مقل الركام الصخري أو التربة، والتربة هي الناتج النهائي لتجوية الصخور.

 

لكن هنالك أماكن كثيرة لا توجد بها تربة، أو توجد بها تربة لم يكتمل تكونها بعد.

ويرجع ذلك إلى سببين: فإما أن تكون عمليات التجوية في هذا المكان لم يتح لها الزمن الكافي لإتمام تكوين التربة، وإما أن انحدار سطح الأرض فيها شديد بدرجة لا تسمح بتراكم نتاج التجوية.

وفي هذه الحالة الثانية يظهر سطح «الصخر المتجوي» مكشوفا ومبديا التركيب الأصلي للصخر، ومبينا آثار عملية التجوية وطبيعتها ودرجة شدتها.

 

ويتوقف نوع التجوية التي تسود في منطقة ما على المناخ السائد في تلك المنطقة. ففي المناطق الباردة مثلا، والتي يتجمد فيها الماء في معظم أشهر السنة، لا تكون هناك فرصة للتفاعلات الكيميائية بين مكونات الصخر ومكونات الجو.

في هذه الحالة تسود التجوية الفيزيائية من تهشم وتفتيت ونقل بوساطة الجمد والجليد والماء.

أما في المناطق الحارة والاستوائية، فالحرارة ورطوبة الجو تحفز على قيام التفاعلات الكيميائية.

وهذا يؤدي إلى تحلل مكونات الصخور، وذوبان معظمها وتسربه مع المياه الجارية أو المياه التي تتسرب تحت السطح. وأما في المناطق المعتدلة فإننا نقابل كلا النوعين من التجوية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى