البيولوجيا وعلوم الحياة

نبذة تعريفية عن عضو الدماغ ومكوناته ووظيفته

1998 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء التاسع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

عضو الدماغ مكونات الدماغ وظيفة الدماغ البيولوجيا وعلوم الحياة

يمثل الدماغ البشـري إحدى معجزات الله في هذا الكون، فهو يعتبر أكثر التكوينات البيولوجية تعقيدا على الإطلاق، سواء من الناحية التركيبية أو الوظيفية، ولا زال العلماء يجهلون الكثير جدا من أسراره.

الدماغ هو المسؤول عن الذكاء والتفكير والتعلم والسلوك والذاكرة والإدراك والقدرة على التعبير عن الأفكار، ولولاه لما تمكن الإنسان من بناء حضارته عبر التاريخ، ولما تمكن من صناعة حاضره بكل ما فيه من مظاهر التقدم.

ويحوي الدماغ المراكز المسؤولة عن حواس السمع والبصـر والشم والتذوق فضلا على مركز تنسيق الحركات اللازمة لعملية التكلم، ومركز فهم وإدراك الكلمات.

كما أن الدماغ هو المسؤول عن التحكم في حركة الجسم واتزانه، وفي إيقاع النوم، وتنظيم درجة حرارة الجسم، وحركات التنفس.

 

والدماغ جزء من الجهاز العصبي المركزي الذي يشمل الدماغ والحبل الشوكي.

ويحتوي الدماغ على أعداد هائلة من الخلايا العصبية هي التي تقوم بالوظائف المشار إليها. وتكون هذه الخلايا شبكة من الاتصالات غاية في التعقيد، تقوم بنقل السيالات العصبية وفق نظم وظيفية معينة.

ويقع الدماغ داخل "محفظة الدماغ" التي تكون جزءا من الجمجمة، وهي توفر له الحماية من الصدمات.

ويحاط الدماغ في الثدييات بثلاثة أغلفة تسمى "السحايا" ويحتوي الدماغ على أربعة تجاويف داخلية يطلق عليها اسم "بطينات".

 

ومن الناحية التشريحية، يتكون الدماغ في الإنسان من ثلاثة أجزاء رئيسية، هي:

1- مقدم الدماغ: وهو يتكون من جزء أمامي (مخ طرفي) وجزء خلفي. ويتكون المخ الطرفي من: المخ والعقد القاعدية.

ويبدو المخ على شكل نصفي كرة كبيرين يفصل بينهما شق وسطي.

ويمتد المخ إلى الخلف ليغطي باقي أجزاء مقدم الدماغ والدماغ الأوسط. وتنثني القشـرة المخية إلى عديد من الثنيات، وهذا يؤدي إلى زيادة عظيمة في حجمها.

 

وينقسم كل نصف كرة مخية إلى عدد من الفصوص تفصل بينها شقوق. وهذه الفصوص هي: الفص الجبهي، والفص الجداري، والفص الصدغي، والفص القذالي.

أما الجزء الخلفي من مقدم الدماغ فهو يتكون من المهاد وتحت المهاد. وتنقل إلى المهاد في كل نصف كرة مخية السيالات الحسية ذات الطبيعة غير الدقيقة، الخاصة بالألم والحرارة والضغط واللمس.

أما تحت المهاد (أو المهاد التحتاني) فينظم كثيرا من الأنشطة مثل: النوم، والتحولات الغذائية للمواد الدهنية والمواد الكربوهيدراتية. 

وتنظيم درجة حرارة الجسم، وضبط ضغط الدم، والإحساس بالجوع، والإحساس بالعطش، والإحساس بالخوف ويتصل تحت المهاد بالغدة النخامية.

 

2- الدماغ الأوسط: وله علاقة بالجهاز البصـري، وبالجزء الدهليزي للعصب السمعي الموصل إلى المخيخ

 

3- الدماغ المعيني: ويتكون من القنطرة، والمخيخ، والنخاع المستطيل.

ويوجد بالقنطرة مركز عصبي يحث "مركز الزفير" ذا العلاقة بعملية التنفس. ويتغصن سطح المخيخ كثيرا. وهو ينسق الأنشطة العضلية ويحافظ على توازن الجسم.

أما النخاع المستطيل فيوجد به مراكز عصبية للشهيق وأخرى للزفير، كما توجد به مراكز خاصة بالعصب السمعي، فضلا على مراكز تقوم بضبط معدل دقات القلب حسب عوامل معينة.

 

ويكون الجزء الخلفي لمقدم الدماغ مع الدماغ الأوسط والقنطرة والنخاع المستطيل معا ما يعرف باسم "جذع الدماغ" وتمتد في قلب هذا الجذع شبكة من الخلايا العصبية والمحاور الممتدة منها، تسمى "التكوين الشبكي".

ويعد هذا التكوين الحارس الأمين على باب المخ. فهو الذي يمنع المؤثرات التي تستقبلها حواسنا من المرور إلى قشـرة المخ فننام، أو يسمح لها بالمرور فنستيقظ.

 

ويمكن تمييز المناطق الوظيفية للمخ كما يلي:

– المنطقة الحركية: تنشأ منها كل الحركات الإرادية، وتتقاطع أليافها العصبية في منطقة النخاع المستطيل، حيث تمر ألياف كل جانب إلى الجانب الآخر وهي في طريقها إلى الحبل الشوكي.

وعلى ذلك، تتحكم المنطقة الحركية للنصف الأيمن في المخ بالحركة العضلية الإرادية للجانب الأيسر من الجسم، والعكس بالعكس.

 

– المنطقة الحسية: ويتم فيها استقبال الإحساس الخاص بالألم، والحرارة، والضغط، واللمس، وحركة العضلات، وموقع المفاصل وتتقاطع ألياف الخلايا العصبية لهذه المنطقة مثل ألياف المنطقة الحركية في منطقة النخاع المستطيل.

 

– المنطقة قبل الحركية: توفر الخلايا العصبية لهذه المنطقة دقة الحركات العضلية.

– منطقة بروكا: وهي تتولى التحكم في الحركات اللازمة للتكلم.

 

– المنطقة الجبهية: وهي مسؤولة عن السلوك والعواطف والذكاء والتفكير.

– المنطقة الجدارية: وتعزى إليها القدرة على تعرف الأشياء باللمس فقط.

 

– منطقة الإحساس الكلامي: وهي مسؤولة عن فهم وإدراك الكلمات.

– المنطقة السمعية: وهي تستقبل السيالات العصبية المنقولة من الأذن الداخلية عن طريق العصب السمعي.

 

– المنطقة الشمية: وهي تقع في عمق الفص الصدغي، وتستقبل السيالات العصبية التي يحملها العصب الشمي.

– منطقة التذوق: وتصل إليها السيالات العصبية من براعم التذوق في اللسان.

 

– المنطقة البصرية: وتصل إليها السيالات العصبية التي يحملها العصب البصري.

 

ومن الجدير بالذكر أن محاور خلايا عصبية معينة بشبكية العين هي التي تكون العصب البصـري الذي ينشأ من مقلة العين الواقعة على الناحية نفسها.

ثم ينحرف كل من العصبين تجاه الآخر ليلتقيا على السطح البطني للدماغ فيما يسمى "التصالب البصـري"، حيث تمر بعض الألياف العصبية من كل عصب بصري إلى العصب البصري الآخر.

وفي النهاية يدخل كل عصب بصـري النسيج الدماغي حاملا أليافا عصبية آتية من العينين معا.

 

ويبين الفحص المجهري لنسيج الدماغ، أنه يتكون من مادتين متميزتين، الأولى تعرف باسم "المادة الرمادية"، وتقع فيها أجسام الخلايا العصبية وألياف عصبية غير مغلفة.

وتكون المادة الرمادية الطبقة الخارجية لكل من نصفي كرة المخ، والمخيخ، والطبقة الداخلية لجذع الدماغ.

أما المادة الثانية فتسمى "المادة البيضاء"، وهي تتكون من ألياف عصبية لها أغلفة هي التي تكسبها اللون الأبيض. وتكون المادة البيضاء الطبقة الداخلية لكل من المخ، والمخيخ، والطبقة الخارجية لجذع الدماغ.

 

ويتصل بالدماغ في الإنسان اثنا عشـر زوجا من الأعصاب الدماغية، هي: العصب الشمي، والعصب البصـري (وهما حسيان) والعصب محرك العين (وهو حركي)، والعصب المبعد.

والعصب الوجهي (وكل منها حسـي حركي)، والعصب السمعي (وهو حسـي)، والعصب البكري، والعصب التوأمي الثلاثي، والعصب اللساني البلعومي، والعصب الحائر (وهما حسيان حركيان)، والعصب الإضافي، والعصب تحت اللساني (وهما حركيان).

 

ويتصل كل من هذه الأعصاب بخلايا عصبية محددة داخل الدماغ. ويعرف كل من الأعصاب الدماغية برقم خاص به وفقا للتسلسل المذكور.

ويؤثر تعاطي الكحولات وكذلك التعرض للخبطات تأثيرا سيئا على الدماغ

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى