الطب

نبذة تعريفية عامة حول “الهيكل العظمي” لدى كل من الإنسان والحيوان

2004 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الهيكل العظمي لدى الإنسان الهيكل العظمي لدى الحيوانات الطب

الجِهاز ُالهَيْكليُّ في كلٍّ من الإِنْسانِ والحَيوان هو الذي يُحدِّدُ شكلَ الجِسْمِ ويُمثِّلُ دِعامةً قويةً لَهُ، كما يُعْتبر إِطارَاً لاتِّصالِ العَضلاتِ، وحمايةً للأعْضاءِ الحَيَويَّةِ الداخليةِ كالمخِّ والحَبْلِ الشَّوكيِّ والقلبِ.

وهو يتكوَّنُ في الحيوانِ من هَيْكلٍ خارجيٍّ وآخَرَ داخليٍّ، ويَظهرُ الهيكلُ الخارجيُّ على سطحِ الجسمِ مثلِ القُشورِ والحراشِفِ والمخالِبِ والأظافِرِ والقُرونِ، أمَّا الهَيْكلُ الداخليُّ فهو مطمورٌ داخلَ الجِسمِ، ويتكوَّنُ من عِظام أو غَضاريفَ أو مِنْهما معاً.

ويتكوَّنُ الهيكلُ العَظميُّ في الفقارياتِ (شِعبَةِ الحبْليَاتِ) من هيكل مِحْوَريٍّ يَشْملُ الجُمْجُمةَ والعمودَ الفِقْريَّ (في كلٍّ من الأسْماكِ والبَرْمائياتِ)، يُضافُ إلَيْهما القفصُ الصَّدْريُّ (في كلٍّ من الزَّواحِفِ والطيورِ والثَّديياتِ). 

 

وهَيْكلٌ طرفيٌّ يشملُ عِظام الطَرفينِ الأماميين والحِزام الصَّدري والطرفينِ الخَلْفِيين والحزامَ الحَوْضيَّ. ويتمثَّلُ الهيكلُ الطَّرْفيُّ في الأسماكِ العَظميةِ بهيكل الزَّعانِفِ الَّذي يُمثِّلُ ما كانَ عليهِ في أسْلافِ الأسْماكِ والفقارياتِ البِدائيَّةِ.

وتَتَكوَّنُ الجُمْجمةُ في الثَّديياتِ من عُلبةٍ مُخيَّةٍ من نَحْوِ 29 عظمةً يتصل بعضُها ببعضٍ اتْصالاً وَثيقاً وتَتَمفْصَلُ مع الفكِّ السُّفْليِّ الَّذي يتحركُ لِأعْلى ولِأَسْفلَ. وتَحْتوي الجمجمةُ في مُؤخِّرتِها على فَتْحةٍ لخروجِ الحَبْلِ الشَّوكيِّ.

كما تحملُ لقمتين للتَّمَفْصُلِ مع الفِقْرةِ الأُولى للعَمودِ الفِقْريِّ بما يسمحُ لها بالحركةِ.

 

ويتكوَّنُ العمودُ الفقريُّ من سِلْسِلَةِ من العظامِ أو الفقراتِ الَّتي تُحيطُ بالحَبْل الشَّوكيِّ، ويَصلُ عَددُها في الإنسانِ إلى 33 فقرةً مرتبةً على شكلِ حَرْفِ S للحِفاظِ على تَوازنِ الرَّأسِ مع الجسم في أثْناءِ المَشْي.

وهي عبارةٌ عن 7 فقراتٍ عُنُقيّةٍ و12 فقرةً صدريَّةً و 5 فقراتٍ قطنيَّة و 5 فقراتٍ عجُزيَّة و 4 فقرات عُصْعُصيَّةٍ.

وتَنْخفِضُ الفقرتان العُنُقيَّتان الأولى والثانية للتمفْصُلِ مع الجُمجمةِ للسَّماحِ بحركةِ الرأسِ. كما تتخصَّصُ الفقراتُ الصَّدريةُ لِدَعْمِ ضُلوعِ القَفَصِ الصَّدريِّ، أمَّ الفقراتُ القطنيَّةُ فهي أكبرُ الفقراتِ حجماً وأسمكُها بُنْياناً حيثُ تَمثِّلُ دعامةً أساسيَّةً لِثِقَلِ الجسْمِ. 

 

والفقراتُ العَجزيَّةُ مُلْتحمةٌ على شكلِ صَفيحةٍ عَريضةٍ للاتصالِ بالحزامِ الحَوْضيِّ، كما أنَّ الفقراتِ العُصْعصيَّةِ (وهي أصْغَرُ الفقراتِ) مُلْتحمةٌ أيضاً لتكوِّنَ العصعصَ الذي هو بمثابةِ ذيلٍ ضَامرٍ.

وتَرتبطُ الفقراتُ على امِتدِادِ العمودِ الفقريِّ بواسطةِ أَقْراصِ بَيْنَ فقريَّةٍ تُمثِّلُ بَقايا الحبْلِ الظَهريِّ للجَنينِ وتَعْملُ كوَسائدَ لامْتِصاصِ الصَّدْماتِ والضُّغوط، وقد يُؤدِّي رفعُ الأَثْقالِ الكبيرةِ والحركةُ غَيْرُ السليمةِ للجسمِ إلى انْزلاقِ أحَدِ هذه الأقراصِ عن مكانِهِ مسبِّباً آلاماً مُبرِّحةً.

وتَحْتوي كلُّ فقرةٍ على زَوْجٍ من الثُّقوبِ لخروجِ زَوْجٍ من الأَعْصابِ الشَّوكيَّةِ من الحَبْلِ الشَّوكيِّ الممتدِّ داخلَ العمودِ الفقريِّ.

 

ويتكوَّنُ القفصُ الصدريُّ في الإنسانِ من القَصِّ والضُلوعِ، والقَصُّ صفيحةٌ عَظميَّةٌ في مُقدّمَةِ القَفَص الصَّدريِّ مُكوَّنةٌ من 7 قِطعٍ ملتحمةٍ، أمَّ الضَّلوعُ فهي 12 زَوْجاً تتمفصلُ مع الفقراتِ الصَّدريةِ من النَّاحِيةِ الظهريَّةِ ومع القَصِّ من الناحيةِ البَطْنيَّةِ، وهي عِظامٌ مُلْتوِيةٌ تتصلُ الأَزواجُ السبعةُ الأُول منها بالقصِّ مُباشرةً وتُعْرَفُ بـ «الضُّلوعِ الحقيقيةِ»، بَيْنَما تتصلُ الأزْواجُ من 8 – 10 بالزَّوجِ السابِعِ وتُسمَّى «الضلوعَ المُزَيَّفة». 

أما الزَّوجانِ 11 و12 فهما قَصِيران ولا يتَّصلانِ بشكلٍ مُباشَرٍ أو غَيْرِ مُباشرٍ بعظْمِ القَصِّ لِذا فهما يعرفان بـ «الضلوعِ العائِمَةِ». ويَعْملُ القفصُ الصَّدْريُّ على حِمايةِ القَلبِ والرِّئتينِ.

وجَديرٌ بالذِّكْرِ أنَّ عظامَ القَصِّ والضُلوع شديدةُ المتَانَةِ لِدَرَجةٍ أَنَّها تتحمَّلُ ثِقَلَ إنسانٍ يقفُ فوقَها!.

 

ويتكوَّنُ الحزامُ الصَّدريُّ مِنْ زَوْجينِ مِنْ العِظامِ هما اللَّوْحان والتِّرْقوتان، واللّوْحُ صَفِيحةٌ مُثَلَّثَةُ الشَّكلِ رأْسُها يتجهُ إلى أسْفل ومُزوَّدةٌ بتَجْويفٍ للتَمفصلِ مَعَ رأسِ عظمِ العَضُدِ يُسمَّى «التجويفَ الأروحَ» ويحملُ زائدةً للارْتِباطِ مع عَظمِ التِّرقْوةِ، وهو عظمٌ رَفيعٌ مُسْتعرضٌ يتصلُ باللّوحِ مِنْ أحدِ طرفَيْهِ وبالقِطْعةِ العَظْيمةِ الأُولَى للقَصِّ مِنَ الطرفِ الآخَرِ.

وأمَّا عِظامُ الطرفِ الأماميِّ فتَشْملُ العَضُدَ والسَّاعِدُ وعظامَ رُسْغيَّات ومُشْطياتٍ وأَصابِعَ اليَدِ.

 

وعَظْمُ العَضُدِ طويلٌ مُجوَّفٌ يتكوَّنُ من ساقٍ تَنْتهي عِنْدَ طرفِها القريبِ برأْسٍ يتمفصلُ مع التَّجْويفِ الأروحِ لعظْمِ اللَّوحِ كما تَنْتهي عِنْدَ طرفِها البعيد ببَكرةٍ تتمفصلُ مع عَظمْ السَّاعِدِ الّذي يتكوَّنُ من الزنْدِ والكَعْبرةِ، وهما عَظْمانِ طَويلانِ مُجَوَّفانِ مُتَّصلانِ اتِّصالاً وَثيقاً بغيرْ الْتِحامٍ.

وعَظْمُ الزنْدِ أطولُ من عَظمِ الكَعْبرةِ ويحملُ عند طرفِهِ الأماميِّ زائدةً مِرْفَقيَّةً للتمفصلِ مع بَكْرةِ العَضُدِ، وعِنْدَ طرفِهِ الخَلْفيِّ سَطْحاً مفصليَّاً لرُسْغياتِ اليَدِ.

ويتكوّنُ الحزامُ الحَوْضيُّ من نِصْفينِ يتركَّبُ كلٌّ منهما مِنْ 3 عظامٍ هي الحِرقُفيِّ والوُرْكيُّ والعَاني تُشاركُ معاً في تكْوينِ مُنْخفضٍ فنجانيِّ الشَّكلِ يُسمَّى «الحُقَّ» للتَمَفْصُل مع رأس عظمِ الفخِذِ.

ويَتَّصلُ العَظْمانِ الحُرْقفيان اتِّصالاً وَثيقاً بالصَّفيحةِ العَجزيَّةِ للعَمودِ الفِقْريِّ لتكوينِ دِعامةٍ قَويَّةٍ لتحمُّلِ ثقلِ الجسمِ، ويَلْتقي العَظْمانِ العانيانِ على الناحِيَةِ البَطْنيَّةِ.

 

أمَّا عظامُ الطَّرَفِ الخَلْفيِّ فتَشْملُ الفخذَ والساقَ وعظامَ رُسغياتِ ومُشطياتِ وأصابعَ القدمِ. ويتكوَّنُ عظمُ الفخذِ من ساقٍ طويلةٍ سميكةٍ مُجوَّفةٍ تَنْتهي عند طرفِها القريبِ بأسٍ تتمفصلُ مَعَ الحُقِّ وتَنْتهي عند طرفِها البعيدِ بلُقمتيْنِ بَيْنهما رُضْفة للتمفصل مَعَ عظم السَّاقِ الَّذي يتكوَّنُ من عَظْمين طَوِيليْن مُجوَّفيْن مُلْتحمتينِ هما القَصَبةُ والشَّظيةُ.

وعَظمُ القَصبةِ قويٌّ سميكٌ يتمفصلُ عند طرفِهِ الأمَامِيِّ مع عظمِ الفَخذِ، وأمَّا عظمُ الشّظيةِ فهو رقيقٌ ولا يُشاركُ في التمفصلِ.

وجديرٌ بالذِّكرِ أنَّ التَّمفصلَ بينَ الأَحْزِمَةِ والأطْرافِ يَكونُ مِنْ نوعِ (الكرةِ والحُقِّ) مما يُسهِّلُ حركةَ الأطْرافِ، كما أنَّهُ مُدَعَّمٌ بأربِطَةٍ قويةٍ ووسائِدَ لتسهيلِ الاحْتِكاك.

 

وتتكوَّنُ رؤوسُ العِظامِ الطويلةِ مِنْ عظمٍ أسْفَنجيٍّ مُغطّىً بطبَقَةٍ غُضْروفيَّةٍ، أمَّا السَّاقُ فتتكوَّنُ من عَظمٍ كثيفٍ شديدِ الصَّلابةِ.

ويَحْتوي العَظمُ الإسفنجيُّ وكذلك تجاويفُ العظامِ الطويلةِ على مادةٍ دِهنيةٍ ليِّنَةٍ لَوْنُها أحمرُ مصفرٌّ تُسَمّى «نخاعَ العظمْ» تقومُ بإنتاجِ كراتِ الدَّمِ الحُمْرِ وبعضَ أنواعِ كراتِهِ البِيضِ.

ويُغطِي العظامَ من الخارجِ غِشاءٌ ليفيٌّ غنيٌّ بالأَوْعِيةِ الدَّمويَّةِ يُسَمَّى «السَّمْحاقَ» وهو المسؤولُ عن نموِّ العظامِ في الطُّولِ والسّمكِ بانقسامِ خَلَايا التعظم الموجودةِ فيه لتكوينِ خلايا جَديدةٍ تجمعُ أَمْلاحَ الكالسيومِ من الدَّمِ فتُكْسِبُ العَظمَ صلابَتَهُ ومتَانَتَهُ، وتَنْمو العظامُ في مَرْحلةِ الطفولةِ بانْقِسام هذِهِ الخلايا في المنطقةِ الواقِعةِ بين ساقِ العَظْمةِ وطرفَيْها، ويقلُّ ذلك كثيراً في حالاتِ الكُسَاح والتي قد تُصيبُ أَحَدَ الطرفينِ دُونَ الآخَر مما يُؤدِّي إلى قِصَرِ الطرفِ الكَسيحِ عن نَظيرِهِ السَّليمِ.

 

وعِظامُ الهَيْكلِ العَظْميِّ مُعَرَّضَةُ للكَسْرِ وتُسبِّبُ كُسورُها آلاماً شَديدةً، ويُمكنُ إصْلاحُها بِعَمِلِ جَبيرةٍ أو بتَثْبيتِها في الجِبْسِ بعدَ رَتْقِ الأَجْزاء المكْسورةِ لتكوينِ نسيجٍ عَظميٍّ جديدٍ من خلايا غِشَاءِ السّمحاقِ. وقد يتَطلُّبُ الأمْرُ تَدخلاً جِراحيّاً قَبْلَ القِيامِ بعملياتِ التجَّبيس.

وتَلْتئمُ العظامُ المكسورةُ في طِفْلٍ عمرُهُ سَنَواتَ خَمْس أو شابٍ يافعٍ بسُرعَةٍ نسبيّاً حيثُ تستغرقُ عدةَ أسابيعَ، بَيْنما يتطلَّبُ ذلِكَ في المسنين شُهوراً ستةً أَوْ أكثرَ.

وقد تَطوَّرتْ في السَّنواتِ الأخيرةِ تقنياتٌ عاليةٌ في جَبْرِ كسورِ العِظامِ وإِصْلاحِها وإعادةِ بناءِ أربِطتِها، بما يُمثِّلُ نَقْلَةً نوعيَّةً في عِلاجِ الجهازِ الهَيْكليِّ لكلٍّ من الإنسانِ والحيوانِ ورتْقِهِ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى