الاماكن والمدن والدول

نبذة تعريفية عن مدينة “برلين” الألمانية

1993 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مدينة برلين الألمانية الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة

كانت مدينةُ برلينَ عاصمةَ ألمانيا قبلَ انقسامِها إلى ألمانيا الشـرقيةِ وألمانيا الغربيةِ، وكان عددُ سكانها قبلَ اندلاعِ الحرب العالميةِ الثانية عام 1939 4338800 نسمة تقريبا

وهي تقعُ على نهرِ سبري ومساحتُها 890 كم2، بما في ذلك الغابات الواسعة والبحيرات التي تشتمل عليها، وقبلَ تدميرِها في الحرب العالميةِ الثانيةِ كانت أكبرَ مدنِ أوروبا بعدَ لندنَ، وكانت مركزَ ألمانيا السياسيَّ والاقتصاديَّ والثقافيَّ.

وقد بدأ تاريخُ المدينةِ عندما انتقلَت عاصمةُ دُوَيْلْةِ براندين بورج من مدينةِ براندين بورج شرقا إلى بلين في نهاية القرن الخامسَ عشرَ.

 

وكانت برلينُ وقتّئذٍ مجردَ مَحَلَّةٍ صغيرةٍ أصلُها قريتان هما: برلينُ، وكلن اللتان اندمجتا في عام 1307. ونَمَت البلدةُ بنُموِّ الدُّوَيلةِ التي أصبحَ حاكِمُها فيما بعدُ ملكا على بروسيا عام 1701 م، ثُمَّ امبراطورا لألمانيا الموحدةِ عام 1871

وكان عددُ سكانِها في نهاية القرنِ الثامنَ عشـرَ نحو 100 ألفِ نسمةٍ قَفزَ إلى المليونِ نَسَمةٍ بعد التوحيد مباشرةً.

وأصبحت برلينُ عاصمةً لأكبرِ دولِ أوروبا سكانا بعدَ روسيا، ومُلتَقىً للطرق البريةِ والسككِ الحديديةِ (ستِّ محطاتٍ للسككِ الحديديةِ)، وكذلك مركزا لهبوطِ الطائراتِ (سبع مطارات أبرزها تمبلهوف).

ومُلْتَقَى القنواتِ النهريةِ، كما أصبحت مدينةً صناعيةً، وثانِيَ أكبرِ الموانئِ الداخليةِ في ألمانيا قبل الحربِ العالميةِ الأخيرةِ.

 

ونظرا لموقِعها في مِنطقةٍ تخْلُو من مصادرِ القوى والمعادنِ اعتمدت حركةُ التصنيعِ فيها على المهارةِ الفنية، فاشتهرت بالأجهزةِ الكهربيةِ والأدواتِ البَصَـرِيةِ والميكانيكيةِ والسلع الكماليةِ وبُذِلَت الجهودُ لإنشاءِ العديدِ من المصانعِ الكبيرةِ للآلاتِ والمنسوجاتِ إضافةً إلى صناعةِ الأغذيةِ المحفوظةِ والأثاثِ.

وتَعرَّضت برلينُ لغاراتٍ جويةٍ عنيفةٍ في أثناء الحربِ العالميةِ الثانيةِ. وكان أشدُّها تدميراً ما أحدثَه الروسُ أثناءَ احتلالهم لها في 28 ابريل 1945 بقيادة المارشال "زوكوف". وفي مؤتمر بوتسدامَ قُسِّمتَ برلينَ إلى أربعِ مناطقَ احتلالٍ، تحتَ قيادةِ الحلفاءِ

 

وفي 1948 أدَّى ازديادُ الاحتكاكِ بين روسيا والحلفاءِ الغربيين إلى انسحابِ الروسِ من هذه القيادةِ، وانقسامِ برلينَ إلى مدينتين منفصلتين: برلين الشـرقيةِ وهي العاصمةُ الإداريةُ لألمانيا الشـرقيةِ، وبرلينَ الغربيةِ وتَتْبعُ ألمانيا الغربيةَ.

وكان المفروضُ أنْ يكونَ التقسيمُ مؤقتا حتى يُمكنَ عقدُ معاهدةِ صُلحِ نهائيةٍ، إلا أنّ الاختلافَ العقائديَّ والاقتصاديَّ والسياسيَّ بين الشـرقِ والغربِ قد ساهم في صعوبةِ تَوحيدِ ألمانيا.

حيث عَمِلت القُوَى الغربيةُ عامَ 1949 على إنشاء جمهوريةِ ألمانيا الفيدراليةِ، وعاصمتُها بونُ، وأُعِلنَ استقلالُها في عام ِ 1954، وأنْشَأَ السوفيتُّ جمهوريةَ ألمانيا الديمقراطيةَ في الشـرقِ عامَ 1949 وعاصمتُها برلينُ الشرقيةُ.

 

وقد أنشأَت ألمانيا الديمقراطيةُ حائطا فَصَلَ بين شطرَيْ المدينةِ منذُ 13 أغسطسَ عامَ 1961م، وأصبحَ لكلِّ شَطْر مواردُه الخاصة من المياه والغازِ والكهرباءِ، وتقعُ برلينُ الغربيةُ في محيطٍ مِنْ أراضِي ألمانيا الشرقيةِ.

وتبدُو كجزيرةٍ منعزلةٍ سياسيا واقتصاديا يَفصِلُها عن أرضِ ألمانيا الفيدراليةِ التي تمونُها بالغذاءِ والوقودِ والموادِّ الأوليةِ مسافةَ تزيدُ عن 160 كم.

وتبلغُ مساحةُ برلينَ الشـرقيةِ 403 كم2، وسكانُها 1223309 نسمة (1986)، بينما مساحةُ برلينَ الغربيةِ 487 م2، وسكانُها 1868700 نسمة (1986)، وكان يَتِمُّ نقلُ الموادِّ الغذائيةِ والوقدِ إلى برلينَ الغربيةِ عن طريق ثَلاثةِ سُبُلٍ بَرِّيةٍ، وثلاثةِ خُطوطٍ حديديةٍ، وثلاثةِ خُطوطٍ جويةٍ

 

وعلى الرغمِ من ذلك فقد حَقَّقت برلينُ الغربيةَ تَقدَّما كبيرا بفضلِ مساعداتِ ألمانيا الغربيةِ، فإنتاجُها الصناعيُّ يفوقُ مَثيلهُ قبل الحربِ، ومع هذا فكان موقِعُها السياسيُّ خَطراً وحَرجاً.

أما برلينُ الشـرقيةُ فكان مركزُها أفضلَ، فهِيَ على اتصالٍ سهلٍ بمواردِ احتياجاتِها وأسواقِ تَصـريفِ مُنتجاتِها في ألمانيا الديمقراطيةِ، وفي أقطارِ الكُتلةِ الشرقيةِ.

 

وفي عام 1990 م ظهرت في ألمانيا الشرقيةِ حركةٌ سياسيةٌ تَميلُ غلى إعادةِ توحيدِ الألمانيتين. وتَلقَى هذه الحركةُ استجابةً وتشجيعاً من ألمانيا الغربية.

وقد هدم الحائطِ الذي كان يَفصلُ بين شطرَيْ برلينَ وأصبَحُ الانتقالُ ميسوراً للمواطنين بين برلينَ الشـرقيةِ والغربيةِ. وقد اتَّحَدَت الألمانيتين في دولة واحدة تحت اسم ألمانيا الاتحادية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى