علوم الأرض والجيولوجيا

التغير المناخي الحاصل للأرض

2013 دليل الصحارى

السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علوم الأرض والجيولوجيا

نحن كلنا نعلم أن الطقس لا يستمر على وتيرة واحدة بصورة دائمة، وعندما لفت الجيولوجي السويسري المولد «لويس اغاسيز Louis Agassiz» الإنتباه في أربعينات القرن الثامن عشر الى توافر دليل على وجود عصر جليدي في الماضي الجيولوجي الحديث، كان على العلماء الإقرار بأنه لم يكن يمثل مناخاً.

ونحن لدينا الآن المزيد من الأدلة التي تؤكد حدوث تقلبات مناخية في الماضي، ولدينا سبل أفضل الى حد هائل لتحديد تواريخ السجل الجيولوجي الذي خلفته.

ولا يمكن الشك الآن في أن مناخ الأرض تباين بصورة كبيرة خلال فترات قصيرة وطويلة معاً، حتى بعد إختفاء آخر الأنهار الجليدية لشمال غرب أوروبا وشمالي الولايات المتحدة. ومثل الأنهار الجليدية في الصحراء تناقصت وازدادت.

ويعتقد الآن أن العالم شهد مالا يقل عن عشر دورات جليدية رئيسية، أو ما يمكن وصفه بعصور جليدية، خلال المليون سنة ونصف المليون سنة (ويتوقف ذلك على تعريف المرء لكلمة «دورة رئيسة»).

وكانت آخر دورة في ذروتها قبل 20-18000 سنة. وقد حدثت تغيرات جذرية في أنظمة مناخ كوكب الأرض خلال كل دورة جليدية. وتم تخزين المزيد من المياه في الجليد، والأقل كثيراً في المحيطات خلال العصور الجليدية.

وكان متوسط درجات الحرارة أثناء آخر دورة جليدية يقل خمس درجات مئوية عما هي اليوم في الجو و 3-2 مئوية أقل على أسطح المحيطات.

وكانت درجات الحرارة الباردة والنقصان في مساحة سطح المحيطات يعني وجود كمية أقل من التبخر من سطح المحيط، وقد أسهم ذلك في خفض هطول المطر وتوسع الصحارى.

 

– التقلبات الرطبة-الجافة في المناخ

كما أن الصحارى توسعت خلال الفترات الباردة، فإنها تقلصت عندما أصبحت الأرض دافئة من جديد. وقد شجعت مستويات البحر الأعلى ودرجات الحرارة المرتفعة على حدوث مزيد من التبخر في المحيطات، والذي ضخ بدوره المزيد من الرطوبة في الريح التي كانت تهب فوق القارات، والتي جلبت عندئذ المزيد من المطر الى العديد من الصحارى وبقدر يفوق ماهو عليه الحال اليوم.

وقد حدثت هذه التقلبات بين الرطوبة والجفاف منذ بداية العصر الجليدي، ولكننا نعرف قدراً أقل عن التغيرات المبكرة مما نعرفه عن التغيرات الأخيرة.

وبالنسبة الى الفترات التي هي أقصر من تلك التي تدعى بشكل ملائم تغيرات مناخية، فإن التغيرات الاخرى وصفت بأنها «جافة» إذا استمرت لعقد أو نحوه من الزمن، كما وصفت بـ «قحط» إذا استمرت لفترة لا تزيد على عدة سنوات.

وليس من غير العادي أن يختلف هطول المطر بأكثر من 50 في المئة من سنة الى اخرى. وفي أجزاء من السودان كان معدل الهطل السنوي للمطر من 1965 الى 1985 أقل بـ %40 من الفترة مابين 1920 الى 1940.

وفي الأماكن التي تعتمد بصورة تامة على هطول المطر، يمكن أن يشكل ذلك حدثاً يغير طبيعة الحياة، كما حدث في السودان وفي بقية مناطق الساحل الإفريقي خلال السبعينات والثمانينات من القرن الماضي.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى