الحيوانات والطيور والحشرات

نبذة تعريفية عن خصائص كائنات “العوالق” بنوعيها النباتي والحيواني

2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

كائنات العوالق خصائص العوالق أنواع العوالق الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

العوالق كائنات مائية دقيقة الحجم، لا تكاد ترى تفاصيلها بالعين المجردة، بل إن كثيرا منها مجهري لا يرى إلا بالمجاهر أو العدسات القوية.

وتنتشر العوالق طافية «معلقة» في الطبقات السطحية لمياه البحار والبحيرات والأنهار وغيرها من المسطحات المائية. وهي تتحرك سلبيا مع الموج والتيارات المائية، إذ إنها لا تقوى على السباحة الذاتية.

وتتميز أجسام العوالق بخفة الوزن، وقلة الكثافة، وطول الأطراف أو الزوائد الجانبية أو الأهداب، فهذا يساعدها على الطفو، وعدم الغوص إلى الأعماق.

 

وهي تضم مجموعات متنوعة من الأشكال النباتية والحيوانية الدقيقة إضافة إلى بعض البكتيريا والميكروبات التي تعيش في الماء.

وتضم العوالق النباتية مجموعة كبيرة من الطحالب البسيطة الخضراء والصفراء والذهبية، والدياتوات والسوطيات النباتية وغيرها.

وهي تشكل قاعدة الأهرام الغذائية في المياه وتتميز بسرعة تكاثرها، حيث تنقسم خلاياها بضع مرات في اليوم الواحد في الظروف المناسبة وبخاصة في الربيع، فتزداد أعدادها زيادة هائلة في البحار معتدلة الحرارة، حتى تصل كثافتها إلى عدة ملايين من الخلايا في اللتر المكعب الواحد من الماء، لكنها تقل شتاء مع برودة الجو وانخفاض شدة الإضاءة.

 

وتتأرجح أعداد العوالق النباتية كثيرا في المسطحات المائية أيضا تبعا لأعداد العوالق الحيوانية التي تغتذي بها. كذلك تسود بعض أنواعها في مناطق معينة، خلال فصول محددة، تبعا لتوفر درجات الحرارة المناسبة، ووفرة الغاذيات غير العضوية متمثلة في أملاح النترات والفوسفات.

وتشير كمية العوالق النباتية إلى ما يعرف بالإنتاجية الأولية للمياه التي ترتكز عليها جميع حلقات الغذاء التالية لها.

أما العوالق الحيوانية – والتي تمثل الحلقة الثانية في سلسلة الغذاء المائية – فتضم مجموعة شديدة التنوع في الشكل والتركيب والسلوك.

وهي تبدأ بالعديد من الحيوانات الأولية، وبعض الدود والقشريات الدقيقة، إلى جانب الكثير من الأطوار اليرقية لجميع اللافقاريات المائية، وكذلك بيض ويرقات السمك.

 

ونظرا لهذا التنوع الهائل، تصنف العوالق بناء على عدة أسس ومعايير، منها: وجود أصباغ نباتية، كالكلوروفيل، أو عدم وجودها، فتنقسم إلى عوالق نباتية وعوالق حيوانية. ومنها أيضا: طبيعة بيئتها المائية، فتنقسم إلى عوالق بحرية وأخرى في المياه العذبة.

ومن العوالق البحرية هناك أنواع شاطئية وأخرى في عرض البحر، كما أن هناك عوالق سطحية وأخرى أكثر عمقا.

وتتميز العوالق أيضا على أساس مراحلها الهائمة في المياه، إلى عوالق مستديمة، تبقى على حالتها المجهرية طوال حياتها، وأخرى مؤقتة، تتحول إلى أشكال أكبر حجما، قد تسبح في عمود الماء أو تهبط لترتكز على القعر.

 

كذلك تصنف العوالق على أساس الحجم إلى عوالق كبيرة تتجاوز مليمترين، أي 2000 ميكرومتر (الميكرومتر: جزء واحد من ألف جزء من المليمتر).

وعوالق متوسطة (2000 – 200 ميكرومتر)، وعوالق صغيرة (200 – 20 ميكرومترا). وعوالق دقيقة (20 – ميكرومترين)، وأخيرا عوالق متناهية الدقة (أقل من ميكرومترين).

وتشكل العوالق قاعدة غذائية للعديد من الحيوانات البحرية، بداية من بعض الحيوانات الأولية والجوفمعويات والديدان، إلى المحارات والقشريات والأسماك، وهي تعيش على تصفية العوالق من الماء.

 

ولكن المثير للدهشة حقا – أن حيوانا فائق الضخامة كالحوت الأزرق، لا يغتذى إلا بالعوالق، شأنه في هذا شأن البارميسيوم.

وتزداد كثافة العوالق في البحار المعتدلة والباردة، فتكون مياهها وشواطئها عالية الإنتاجية من الأسماك خلال فصلي الربيع والخريف، بسبب زيادة تركيز العناصر الغاذية (النترات والفوسفات)، نظرا لعملية الخلط الرأسي لطبقات المياه، وصعود تلك العناصر من الأعماق لتتاح للعوالق النباتية التي تبني بها أجسامها، فتزدهر بالتالي باقي حلقات السلسلة الغذائية في المياه.

أما العوالق الميتة أو بقاياها فتسقط كالمطر على حيوانات القعر المترممة، كالإسفنج والديدان ونجوم البحر والمحارات، أو تغوص إلى القعر وتتراكم مركباتها العضوية مع غيرها من أحياء البحر بمرور الزمن، وتنطمر تحت القاع، لتسهم في تكوين المخزون النفطي تحت البحار، مع مضي الأزمان الجيولوجية المتطاولة.

 

ونظرا لحساسية العوالق لأي تغير في محتوى المياه، فهي تهلك بتلوث المياه، وتنخفض، بالتالي الثروة السمكية في المسطحات المائية الملوثة، بل إن بعض العوالق يعد مؤشرا بيولوجيا لقياس درجة التلوث البحري، بفعل التسرب البترولي أو الملوثات الأخرى.

وتحسب كثافة العوالق في أي مسطح مائي بسحب عينة مياه معلومة الحجم من مائه، وترسب العوالق الموجودة بها، ثم تؤخذ منها قطرة توزع على شريحة مدرجة لكي تحصى أفرادها تحت المجهر، ثم تحسب نسبتها إلى العينة الأصلية.

 

وتستخدم شبكة خاصة للعوالق، قمعية الشكل من خيوط بلاستيكية، تنتهي بقارورة في قاعدتها، وفي قمتها حلقة مثبتة في حبل طويل يتدلى منه ثقل معدني يغوص بها تحت الماء.

وتسحب هذه الأداة بواسطة قارب لمسافة ما، ثم يفرغ محتواها ويرسب، ثم يفحص مجهريا لتحديد أعداد العوالق المختلفة وأنواعها، كما تقدم.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى