الحيوانات والطيور والحشرات

نبذة تعريفية عن حيوان الدلفين

1998 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء التاسع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

حيوان الدلفين الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

كثير هي الحيوانات والطيور التي يحبها الناس، ولكن من النادر أن نجد حيوانا يعيش في البحار يحبه الناس ويحب الناس.

إنه الدلفين.. حيوان صديق لكل إنسان، أي إنسان، لا يصيبه بأي أذى ويساعده عندما يحتاج إلى مساعدة. والدلفين (الدرفيل) من فصيلة الدلافين التي تتبع رتبة القياطس (الحوتيات). وهي ثدييات تشبه الأسماك وعلى درجة عالية من الملاءمة للمعيشة في الماء.

والدلفين يستوطن كل البحار الواقعة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، فيما عدا أنواع قليلة من الدلافين تعيش في الأنهار والبحيرات.

 

وجسم الدلفين مغزلي الشكل تحميه طبقات من الدهن. والجلد أملس نتيجة لغياب الشعر أو الفراء، وسطحه العلوي لونه بني أو أسود مخضـر وسطحه البطني أبيض لامع. ويصل طوله إلى حوالي مترين، والذكر أطول من الأنثى.

ويوجد في وسط الجسم تقريبا زعنفة ظهرية، وفي نهاية الجسم زعنفة ذيلية هلالية وبوز مدبب يشبه المنقار، وله عينان ضيقتان خلف زاويتي الفم الذي يتميز بوجود عدد كبير من الأسنان الصغيرة الحجم، المتماثلة في الشكل. وخلف كل عين توجد أذن صغيرة.

 ويتنفس الدلفين من خلال فتحة أنف واحدة تقع على قمة الرأس بين العينين. وللدلفين رئتان، كجميع الثدييات، وليس له خياشيم كالتي توجد في الأسماك.

 

ويظهر الدلفين عادة على سطح الماء ليتنفس الهواء كل دقيقتين.

وكل مرة تتكون من زفير قصير يتبعه شهيق أطول. وتستطيع الدلافين الغطس بسـرعة وعلى عمق أكثر من 300 متر.

ويتغذى الدلفين بمختلف أنواع الأسماك، والحيوانات الرخوة والقشرية، والرأس قدمية كالأخطبوط، وغيرها مما يعيش في البحار. وتضع الأنثى، بعد حمل مدته عشرة أشهر تقريبا، صغيرا أو صغيرين.

 

والدلافين حيوانات اجتماعية لدرجة كبيرة، وتتميز بالنشاط والحيوية والإقبال على الإنسان، فأحبها البحارة وتوطدت بينها وبين الملاحين أواصر الصداقة، وغالبا ما تشاهد ترافق البواخر لعدة كيلومترات، وتلعب برشاقة حول السفن.

ولقد شوهدت الدلافين وهي ترفع الكائنات حية أو ميتة إلى سطح الماء.

ومثل هذه المشاهدات تجعل البعض يحكي قصص المساعدة التي تقوم بها الدلافين وللدلافين من السـرعة والمهارة في السباحة ما يجعلها ذات كفاية ممتازة في صيد الأسماك. وتصل سرعتها إلى 30 كيلومترا في الساعة.

وكثيرا ما أعجب آلاف المشاهدين بحركات الدلفين وهو يقفز في الهواء، ثم يعود ليسبح على سطح الماء بظهره برشاقة أشبه بالرقص ثم يغوص في الماء. وكلما زادت سعادة الناس، وبخاصة الأطفال، بهذه الحركات.

 

وكلما سمع الدلفين التصفيق الحار أتى الدرفيل بحركة من حركاته الجميلة في الماء، وكلما سمع الدرفيل صيحات الإعجاب ازداد في قيامه بحركاته الرشيقة الجميلة الممتعة.

وهذه الحيوانات قابلة للتعلم ويمكن تدريبها، فقد استخدمت في الألعاب المائية في السيرك والمرابي المائية، حيث يدرب بعضها للقيام ببعض الحيل.

وتعتبر الدلافين أعلى درجة من الكلاب في الذكاء، ويمكن تدريبها لحل مشاكل معقدة كالتي تقوم بها قردة الشمبانزي.

 

وتتميز الدلافين بإطلاق أصوات في تتابع سريع بحيث تحدث صفيرا متكررا يستخدم كشكل من أشكال السونار (جهاز اكتشاف وجود الأشياء بواسطة موجات صوتية تنعكس إليه منها)، والذي يمكن الدلفين، عن طريق استقباله صدى الأصوات من الأشياء المحيطة، من تحديد العوائق أو أي أشياء أو كائنات قريبة منه.  

وهذه الأصوات التي تصدرها الدلافين تجعل السمع هو حاستها الرئيسية.

وفي أحد التجارب تم تغطية عيون الدلافين وأمكنها التعرف على الفرق بين قطعة نحاس وأخرى من الألمنيوم بنفس الحجم والشكل، وذلك من خلال طبيعة صدى الصوت.

 

وقد تعددت التطبيقات العملية لهذه الدراسات الشائقة حيث أمكن تدريب دلفين على أن يتحرك إلى مكان محدد، بمجرد أن تصدر إليه في الماء إشارات صوتية معينة.

وبهذه الطريقة نفسها تم تدريب بعض الدلافين على البحث عن الغواصين المفقودين.

ويتضمن برنامج التدريب غوص الدلفين إلى أعماق معينة استجابة لأمر يصدر إليها من جهاز كهربائي صغير يحمله الغواص (المفقود). كذلك دربت بعض الدلافين على التقاط خراطيم الهواء وحبال الإنقاذ والغوص بها إلى الغرقى تحت الماء.

 

وقد أطلق العرب قديما على الدلفين اسم الدخس والتخس. وفي كتابه "عجائب المخلوقات والحيوانات وغرائب الموجودات"، ذكر القزويني:"..

الدلفين حيوان مبارك إذا رآه أصحاب المراكب استبشـروا، وذلك أنه إذا رأى غريقا في البحر ساقه نحو الساحل".

 

بينما وصفه الدميري في كتابه "حياة الحيوان الكبرى" بأنه: "دابة في البحر تنجي الغريق وليس في دواب البحر ما له من رئة سواه، ومن طبعه الأنس بالناس".

ولكننا نضيف إلى كلام الدميري أن الحيتان وغيرها من الثدييات البحرية تتنفس بالرئات أيضا.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى