علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن “الرخام” واستعمالاته المتعددة

1999 موسوعة الكويت العلمية الجزء العاشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الرخام استعمالات الرخام علوم الأرض والجيولوجيا

الصخورُ المكوِّنَةُ للقشرةِ الأرضيَّةِ تنقسِمُ ثلاثةَ أقسامٍ كُبرى وهي:

أ – الصخورُ النارِيَّةُ: وهيَ الصخورُ التي نَشَأَتْ من تصَلُّب الصُّهارةِ الأصليَّةِ فيما بينَ صخورِ القشرةِ الأرضيةِ أو فوقَها.

وأهمُّ ما تَمْتازُ بِهِ هذهِ الصخورُ أَنَّها بَلُّورِيَّةٌ، وبَلّوراتها غيرُ مرتبةٍ بل تَتَخِذُ مختلِفَ الاتجاهاتِ في الصخرِ.

 

ب- الصخورُ الرسوبِيَّةُ: وهي التي تَنْشَأ من فُتاتِ غيرِها من الصخورِ، وتَتَصَلَّبُ على هيئةِ طبقاتٍ غالباً.

وأهمُّ ما تَمتازُ بهِ هذهِ الصخورُ أنّها غيرُ متبلورَةٍ، وتوجَدُ غالباً على هيئةِ طبقاتٍ بعضهُا فوقَ بعضٍ.

 

ج- الصخورُ المتحوِّلَةُ: وهذهِ صخورٌ اصلُها إمّا صخورٌ نارِيَّةٌ (متبلورِةٌ). وإمّا صخورٌ رسوبيةٌ (غيرُ متبلورةٍ)، لكنها تعرَّضَتْ في زَمانٍ ما لدرجةِ حرارةٍ فائقةِ الارتفاِع أو لضغوطٍ شديدةٍ جداًّ او لهذينِ العاملينِ معاً.

 

وهذا يُؤدي إلى انصهارِ هذهِ الصخورِ القديمَةِ وانسيابِ مادِّتِها المنصهرةِ؛ ثمَّ مَعَ زَوالِ هذهِ العوامِلِ تتصلَّبُ هذهِ الصخورُ في حالةٍ بَلّوريَّةٍ، محتفظةً بالشَّكْلِ والترتيبِ الانسيابيِّ لبلّوراتها.

كلُّ صخرٍ متحوِّلٍ ينشأُ من صخرٍ سابقٍ، وتتوقَّفُ طبيعَةُ الصخر المتحوِّلِ على الصخرِ الذي نَشَأَ منهُ، وأيضاً على شِدّةِ العَوامِلِ المؤديةِ إلى التحوُّلِ.

فالحجرُ الجيريُّ (وهو صخرٌ رسوبيٌ طِباقيٌّ مكوَّنٌ أساساً من مادَةِ كربوناتِ الكالسيوم) إذا تعرّضَ لعمليةِ التحوُّلِ تنصهرُ مادتُهُ ثمَّ تتصلَّبُ على هيئةِ بلّوراتِ الكالسيتِ. ويُسَمَّى الصخرُ الناشئُ من عمليَّةِ التحوُّلِ المُتَبَلْورَةِ وينشأُ من تَحَوّلِ الصخورِ الجيريةِ.

 

يتفاوتُ الرخامُ في درجةِ احتوائِةِ على الشوائِبِ؛ فإذا كانَ نقيّاً و خالياً تقريباً من الشوائِبِ يُسَمَّى «مَرْمَراً».

وهناكَ أنواعٌ من الرخام تُصنّفُ على حَسَبِ نقاوتِها من الشوائِبِ وعلى حسبِ درجةِ أو شِدَّةِ تَحَوُّلها.

لكن الشَّوائِبَ في الرخامِ الجيدِ (الشديدِ التحوُّلِ) يُعطي أحياناً أشكالاً مجزّعةً جميلة أو ألوانا بهيجةً تزيدُ من قيمةِ الرخامِ.

 

ويُعَدُّ الرخامُ من أهم أحجارِ الزينةِ وأكثرِها شيوعاً في المباني إذْ يُصنعُ منهُ الدَّرجُ (السلالم) الفاخرُ، وتكسَى بألواحِهِ المصقولةِ واجهاتُ المباني وجُدُرِها، وكذلك يُتّخَذُ بلاطاً لأرضياتِ المساكِنِ والقاعاتِ الكبرَى، كما تُصنعُ مِنْهُ أُصُصُ الزهورِ وغيرِها من التُّحَفِ وأدواتِ الزينةِ.

وتُطْلَقٌ كلمةُ «رُخامٍ» في الاستعمالِ الدارجِ على صخورٍ أخرى غير كبروناتية تصلُحُ عندَ تسويةِ سطوحِها وصقلِها كُسوَةً زخرفيَّةً للمباني أو الأثاثاتِ.

ومن أشهَرِ هذه الصُّخور «الجَزَع» واسمه العلمي «الخَلْقِدوني» وهو صخرٌ سليكي أساساً ويمتازُ بدرجةِ صلادتِهِ العالِيَةِ وتجزيعاتِهِ الجميلَةِ.

 

ومن أثمنِ أنواعِ الرُّخامِ غيرِ الكربوناتي الرُّخامُ الأخضرُ أو ما يُسَمَّى «الأخضرُ العتيقُ»، ويتكوّنُ في أساسِهِ من معدِنٍ سِليكاتي اسمُهُ «السِّرْبِنْتين» وتتخلّلُهُ بغرزارةٍ عروقٌ من معدِنِ الكالسيت.

تُسّمى الأماكِنُ التي يستخرجُ منها الرخامُ في الطبيعةِ بمحاجِرِ الرُّخامِ.

وفي أثناءِ عمليةِ استخراجِ الرخامِ من محاجرِهِ يتلفُ نصفُ الإنتاجِ على الأقلّ نتيجة لتهشُّمِ الخامِ المستخرجِ إلى كُسارةٍ متفاوتةِ الأحجامِ والأشكالِ.

 

وفي معظمِ محاجرِ الرخامِ تُسحقُ هذه الكُسارة ويستخدمُ المسحوق المسمّى «ستاكو» (وهو جِصٌّ متبلورٌ مسحوقٌ) في أعمالِ الزخرفةِ للأسقفِ ورؤوسِ الأعمدة وغير ذلك.

ويستعملُ الإستاكو أيضاً مكيِّفاً ومُصلحاً للتربةِ الفقيرةِ في الجيرِ. ويُستعملُ الرُّخامُ المسحوقُ أيضاً في عملِ الرُّخامِ الاصطناعيِّ الذي تُغَطَّى به أسطُحُ المناضِدِ وغيرِها من قِطَعِ الأثاثِ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى