العلوم الإنسانية والإجتماعية

تعريف “اليقظة الذهنية”

2014 للتخلص من الاكتئاب

جيسي ه . رايت و لورا و.ماكراي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

العلوم الإنسانية والإجتماعية الطب

تعتبر اليقظة الذهنية في الثقافة الغربية إضافة جديدة لعلاج الاكتئاب، إلا أن الممارسة الأساسية لهذا المفهوم ابتدأت من تعاليم بوذا قبل أكثر من 2500 عام.

أما التطبيقات الحديثة لمبادىء اليقظة الذهنية لتخفيف أعراض الأمراض العضوية والنفسية فقد ابتدأها الدكتور جون كابات ­ زن (Dr. Jon Kabat-Zinn) الذي ابتدع برنامج لتخفيف الضغط النفسي المعتمد على اليقظة الذهنية (MBSR) عام 1919، ولقد أظهرت أبحاثه المتميزة أن لتمارين التأمل التي تبني الوعي العقلاني بأنفسنا والأشياء التي حولنا أثر كبير الإيجابية في الأمراض المزمنة، والألم والصحة النفسية.

فإن كنت تتساءل عما إذا يتوجّب عليك أن تتبنّى مبادىء بوذا الفلسفية أو أن تقضي جلّ وقتك في التأمّل لكي تستفيد من ممارسة اليقظة الذهنية، فالجواب لا، ولقد أظهر الكتاب الموسوم طريق اليقظة الذهنية خلال الاكتئاب: لتحرير نفسك من التعاسة المزمنة (The Mindfull way Through Depression: Freeing Yourself From Chronic Unhappiness).

لمؤلفيه الدكتور مارك وليامز (Dr. Mark Williams)، وجون تيسدال (John Teasdale)، وزندال سيجال (Zindal Segal)، وجون كابات ­ زن، طرقاً لتعزيز قوة اليقظة الذهنية في ممارسة النشاطات اليومية وفي تكامل هذا المفهوم مع طرق CBT الموصوفة في بداية هذا الكتاب.

سنقدّم لك في هذا الفصل ممارسات اليقظة الذهنية الموصى بها من الدكتور وليامز وبقية الخبراء في هذه المقاربة، وسنقترح لك تمارين تساعدك في بناء مهارات اليقظة الذهنية كجزء من خطتك لتجاوز محنة الاكتئاب.

 

ما هي اليقظة الذهنية؟

عندما تكون مكتئباً ويصبح عقلك ممتلئاً ومشبعاً ولكن بأفكار تسبب القلق بدل السكينة. في هذه الحالة تكون منشغلاً بالتفكير في جميع الأشياء الواجب عملها والأشياء التي نسيت أن تعملها، والأشياء التي لم تنجزها بشكل جيد، وقد يكون عقلك منسحقاً يدور بأنشوطة سلبية غير منتجة تؤدي إلى هاوية سحيقة، وفي انجراف قاسٍ تسرق منك هذه الأفكار كل ما تحتاجه من الخبرات كخبرات الجمال والخير والوداعة في الحياة، ولأن اليقظة الذهنية حالة مخالفة للتفكير السلبي الاجتراري للاكتئاب فبالإمكان تسييرها بمسار يخدم التعافي.

 

إن عبارة "البقاء في اللحظة" تستحوذ على روح مقاربة اليقظة الذهنية للحياة. فعندما يبقى الناس في لحظتهم يحاولون أن يمارسوا ويتحسّسوا الأشياء التي تحصل "الآن" بدلاً من السماح لانعاكسات من الماضي أن تستحوذ على عقولهم أو يُستَوقفوا بالنظر بعيداً إلى ما يتوجب فعله للوصول إلى السعادة.

لاحظ الدكتور رونالد سيغل مؤلف كتاب حلول اليقظة الذهنية (The Mindfullness Solutions) بأننا عادة ما نتجاوز اللحظات التي تُثري حياتنا لأننا نستعجل الرحيل إلى بعض الأهداف أو الاستحقاقات التي نظنها مهمة ومتخيلين الوصول إلى لحظات أفضل.

أليس من المخجل أن تستيقظ في لحظة ما من حياتك لتجد أن الكثير من أيامك كانت مليئة بالندم والأسف والمجاهدة والاستغراق التي تلغي اللحظات المليئة بالمعنى وتجعلها تنزلق من المخيلة من دون أن تُلحظ أو تُقيم.

 

شرح الدكتور سيغل أن البديل للغفلة الذهنية (Mindlessness) أن تجرب ما يحدث في التو أو اللحظة: أن تكون يقظاً ومصغياً لما تفعله وليس مجرد القيام بفعل آني آلي، وأن تتذوق اللحظة الآنية بدل أن تتمنى زوالها.

إن الفلسفة الأساسية لمقاربة اليقظة الذهنية تتضمن ما هو أكثر من الوعي الكامل للتجربة الآنية. والطبقة التي تساوي اليقظة الذهنية من حيث الأهمية هو القبول غير الحاسم لهذه التجربة، ويوصي خبراء اليقظة الذهنية الناس أن يتعلّموا كيف يتقبلون التجارب في لحظات من حياتهم بوداعة، وعطف، ودفء، ومشاعر فياضة.

فإن كنت دائم الحكم على تجاربك وإفراغ تفاصيلها للتحقق فيما إذا كنت قد أديت عملاً أفضل، أو إن كنت قد صرفت وقتك بشكل مفيد، فإنك في هذه الأحوال تكون قد وضعت قدراتك الفعلية في دارة قصر (Short Circuit) ودمرت لحظات وعيك وسعادتك.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى