التاريخ

نبذة تعريفية عن الديانة اليهودية

2004 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الديانة اليهودية التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

أُطلِقَتْ كلمةُ «يهودَ» أوَّلَ ما أُطلقتْ، إمَّا عَلَى سِبْطِ «يهوذا» الابنِ الأكبرِ لسيِّدِنا يعقوبَ عليه السَّلامُ، وإمَّا على «مملكةِ يهوذا»، تمييزاً لهؤلاءِ عن الأسباطِ العَشْرةِ الذينَ سُمّوا  «إسرائيلَ».

ولمّا تشتَّتَ الأَسْباطُ بعدَ وقوعِهمْ في الأَسْرِ أو السَّبْي، صارتْ كلمةُ «يهود» تُطْلَقُ على جميعِ المشرَّدينَ في العالمِ مِمَّن يدينونَ بشريعةِ التَّوراة.

ومنَ الخطأ القولُ بأنَّ اليهودَ عامَّةً عِبرانيونَ، فقدْ اندمجتْ مع بني إسرائيلَ باعتناقِ الدِّيانةِ الموسويّةِ شعوبٌ كثيرةٌ، كما جاء في القرآنِ الكريم قال تعالى(وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ) (البقرة:78)، أيْ من اليهودِ ناسٌ من الأُمَمِ غيرُ بني إسرائيلَ. 

وقد ذكرتِ المَوْسوعةُ اليهوديَّةُ خبرَ اعتناقِ الخزر للديانةِ اليهوديَّةِ، وانتشارِها بعدَ ذلكَ في رُوسْيا ومنها إلى أَوروبا الوُسْطى، وهمْ اليَهودُ المعروفونَ بالاشكنازِ.

 

والخُلاصةُ أن اليهوديَّةَ ديانةٌ تقومُ على الإيمانِ بـمُوسىَ وهارونَ عليهما السَّلامُ، وتستندُ عقائدُها وشرعيتَها إلى التَّوراةِ، إضافةً إلى بعضِ الكتبِ المُقَدَّسةِ الأُخْرى عندَ اليهودِ من أَهمَّها التّلْمُودِ.

وفي العقائدِ الأُخْرى يمكنُ الفصلُ بينَ العقيدةِ وأتباعِها، إلا اليهوديةَ، فإنَّ أتباعَها يرونَ أنَّهم دونَ غيرِهم «شَعْبُ اللهِ المُختار» وأنهم أبناءُ اللهِ وأحباؤُهُ، ولذلكَ فلا عذابَ عليهم.

وفي القرآنِ الكريمِ بيانٌ للأصولِ الّتي حَوَاها كتابُ اللهِ التّوراةُ، إذْ قامتْ ديانتُهُ على الإيمانِ باللهِ، وملائكتِهِ، وكتبِهِ، ورسلِهِ من غَيْرِ فَرْقٍ بينَ سابقٍ ولاحقٍ. وكذلكَ الإيمانِ باليومِ كما تَضَمَّنَ حرمةَ سَفْكِ الدِّماءِ، وانتهاكِ الأَعراضِ أو سلبِ الأموالِ.

 

وفَرضَت العدالةَ كما قالَ سبحانَهُ(وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ۚ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) (المائدة:45).

وتَعرَّضتِ التوراةُ الصَّحيحةُ المُتَضَمِّنَةُ معالمَ هذه الديانةِ والشريعةِ إلى ضَياعِ حينَ أغارَ «بُخْتُنُصْرُ» البَابليُّ على مدينةِ بيتِ المَقْدِسِ، وحاولَ نفرٌ من أحبارِهم كتابتَها من ذاكرتِهم فضاعتْ منهمْ بعضُ النُّصوصِ، إضافةً إلى التَّفسيراتِ الخاطِئَةِ.

فكانَ التَّحريفُ الّذي حدَّثنا عنه رُبُّ العِزَّةِ – سبحانَهُ – في قولِهِ( فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) (المائدة: 13).

 

ومِنْ صورِ هذا التحريفِ زَعْمُهم أَنّهم أبناءُ اللهِ، وأحباؤُهُ، وأنَّ اللهَ لنْ يعذّبَهم على ذنوبِهمْ، وإنْ كانَ فهو عذابٌ لأيام مَعْدودَةٍ قال تعالى(وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً ۚ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ ۖ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة: 80-81).

ومنْ أعظمِ التَّحريفاتِ زَعْمُهُمْ أَنَّهُ ليسَ عليهمْ من سبيلٍ في أن يَفعلُوا بغيرهم ما يشاءونَ من تعذيبٍ، وقتلٍ، وانتهاكِ عِرْضٍ وسَلْبِ مالٍ.

ونحوِ ذلكَ، قَالَ تَعَالى(وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران: 75)، إلى غير ذلك من التحريفات التي كشفها ربُّ العزةِ سبحانه في القرآن الكريم.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى