التاريخ

نبذة تعريفية عن الدولة الفاطمية

1998 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء التاسع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الدولة الفاطمية التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

حكمت الدولة الفاطمية بلاد المغرب ومصـر نحو مئتي سنة (297 – 567 هـ: 909 – 1171م).

ويعد عبيد الله المهدي (296 – 322هـ : 908 – 934م) مؤسس الدولة الفاطمية الذي بدأ بالدعوة للفاطميين في اليمن ثم انتقل إلى المغرب.

حيث استطاع، بعد معاناة وجهد كبيرين، أن يوطد أقدامه في بجلماسة والقيروان. وفشلت محاولات الخليفة العباسي في القضاء على هذه الدولة في بداية تأسيسها في المغرب.

 

واستطاع خلفاء عبيد الله المهدي توطيد أركان الدولة الفاطمية مع مرور الزمن في المغرب. 

وساعدهم هذا الوضع الآمن على فتح مصر في عهد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله (341 – 365 هـ : 952 – 975 م) على يد القائد جوهر الصقلي حيث أصبحت مصر ولاية فاطمية.

وفكر الخليفة المعز لدين الله الفاطمي أن ينقل عاصمة الدولة الفاطمية من مدينة "المنصورية"، التي بناها أسلافه قرب القيروان، إلى القاهرة التي بناها قائده جوهر الصقلي، وأسس فيها الجامع الأزهر

 

ولكن استقرار الفاطميين في القاهرة أدى إلى تقلص نفوذهم عن بلاد المغرب حتى تلاشى في عهد الخليفة المستنصـر الفاطمي.

كذلك امتد نفوذ الفاطميين إلى بلاد الشام، ودخل القائد جوهر الصقلي دمشق، حيث خطب على منابر جوامعها للخليفة الفاطمي المعز لدين الله سنة 359 هـ (970م).

ويعتبر عهد الخليفة العزيز (365 – 386 هـ : 975 – 996 م) عهد يسـر ورخاء مع نشاط تجاري وزراعي كبيرين، ونهضة ثقافية حولت الجامع الأزهر إلى جامعة لمختلف الدراسات الدينية واللغوية.

 

واتسعت الدولة الفاطمية حتى امتدت من المحيط الأطلسـي غربا إلى بلاد العرب شرقا، ومن آسيا الصغرى شمالا إلى النوبة جنوبا.

واهتم الفاطميون خلال عهد الخليفة الفاطمي العزيز في نشـر عقائد المذهب الشيعي، وأصبحت كل أمور الدولة على أيدي الشيعيين. كما عني ببناء المساجد والمباني الفخمة، وازدهرت العلوم في عهده مثل الطب والتاريخ والأدب.

 

أما الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله (386 – 411 هـ : 996 – 1020 م) فقد أنشأ "دار الحكمة" التي اشتغل بها الفقهاء واللغويون والنحاة وغيرهم. ولكن وضع الدولة الفاطمية بدأ في التغيير بعد وفاة الخليفة الحاكم بأمر الله.

فبعد أن شمل سلطانهم مصـر والشام وفلسطين والحجاز وصقلية وشمال إفريقيا واليمن والموصل، أخذ هذا السلطان في الضعف والتراجع نتيجة النزاع حول السلطة. وأخذ الصليبيون في الاستيلاء على الأقاليم الفاطمية في بلاد الشام.

 

وقد تم فتح مصـر على يد القائد أسد الدين شيركوه الذي بعثه نور الدين زنكي من دمشق. وقد ساعد القائد الكردي صلاح الدين الأيوبي عمه أسد الدين شيركوه في الإمساك بزمام الأمور في مصـر، والتخلص نهائيا من حكم الفاطميين وفق سياسة حكيمة تجمع بين القوة أحيانا والحكمة أحيانا أخرى.

وغدت مصـر بيد صلاح الدين الأيوبي، حيث ساعدت سياسة الجهاد الإسلامي ضد الصليبيين التي اشتهر بها على التفاف كبار المسؤولين الفاطميين والمصريين حوله.

 

وعندما توفي الخليفة العاضد الفاطمي آخر الخلفاء الفاطميين عاد اسم الخليفة العباسي في خطب الجمعة على منابر الجوامع مرة أخرى بدلا من اسم الخليفة الفاطمي.

وبدأ حكم الأيوبيين السنيين لمصـر بعد أن حكمها الفاطميون مئتين وثماني سنين بعهد صلاح الدين يوسف الأيوبي. وبعد وفاة نور الدين زنكي صاحب دمشق شمل حكم الدولة الأيوبية بلاد الشام، وازدهرت صفحة الجهاد الإسلامي ضد الصليبيين.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى