الطب

نبذة تعريفية عن إلتهاب “الجيوب الأنفية”

1996 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السابع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

إلتهاب الجيوب الأنفية الطب

الجَيْبُ هو فراغ موجود داخل نسيج أو عظْمٍ. والجيوب الأنفية هي فراغات في العظام التي تجاور الأنف، في منطقة الوجه.

ويُحيط بالأنف أربعةُ أزواج من الجيوب الأنفية، اثنان في عِظام الفَكّ العُلوي ، أسفل محجري العينين، واثنان في عظام الجبهة، واثنان أعلى حاجز الأنف،واثنان إلى الداخل بين مَحْجَري العينين .

وهذه الجيوب جميعها مُبطَّنة بغشاء مخاطي يشبه الغشاء المخاطي المبطَّن للأنف. وكل جيب يفتح في تجويف الأنف من خلال ثُقب ضيق. 

 

ويختلف حجم هذه الجيوب الأنفية، وكذلك شكلُها من شخص إلى آخر. كذلك يختلف حجمها تبعا للعمر، فهي صغيرة في الطفل الوليد، ويكبر حجمها تدريجيا حتى تصل إلى أكبر حجم لها بعد اكتمال بروز الأسنان الدائمة.

وللجيوب الأنفية وظائف مهمة، فهي تشارك الأنف في تمييز الروائح المختلفة، حيث إن الغشاء المخاطي المبطن للجيوب الأنفية مُتَّسِع السطح وقادر على الإحساس بالرائحة .

ومن الوظائف المهمة للجيوب النفية أنها تُضخِّم الصوت، وذلك نتيج للرنين الناشئ عن وجود هذه الفراغات حول الأنف، تماما كما هي الحال في الآلات الموسيقية الوترية كالعود والكمان.

وكذلك الحال في الطُّبول، فكلما كَبُر حجم الفراغ الهوائي داخل الطبل، كان الصوت ضخما نتيجة للرنين.

 

وعندما تلتهب الأغشية المخاطية المبطنة للأنف، يمتد هذا الالتهاب إلى أغشية الجيوب الأنفية. 

وتُعرف هذه الحالة بالتهاب الجيوب الأنفية. ونتيجة للالتهاب، تُفرز الأغشية المخاطية كميات كبيرة من المخاط ، ولأن هذا المخاط يكون لزجاً، ونظراً لضيق فتحات الجيوب الأنفية المتصلة بالأنف، فإن الجيوب الأنفية تمتلئ بهذه الإفرازات.

كذلك تتورم الأغشية المخاطية المبطنة للأنف والجيوب الأنفية، وينشأ عن ذلك انسداد هذه الجيوب، وزيادة تَجَمُّع الإفرازات المخاطية بها وتراكمها.

ونتيجة لذلك يزداد ضغظ الإفرازات داخل الجيوب الأنفية فيسبب صداعاً شديداً ويختلف موضع الإحساس بالصداع في الرأس باختلاف الجيوب الأنفية المصابة.

 

وقد يكون التهاب الجيوب الأنفية حادا، أي يستمر لمدة قصيرة لا تتجاوز بضعة أيام، وتكون الإفرازات كثيرة، ويكون الالتهاب مصحوباً بصداع شديد.

وقد يكون الالتهاب مزمناً، يستمر لأسابيع عديدة ، والإفرازات أقل كمية، وإن كانت أكثَر لزوجةٍ غالباً.

وينشأ التهاب الجيوب الأنفية نتيجة للإصابة بالفيروسات والبكتريا التي تصيب الجهاز التنفسي، كما هي الحال في نزلات البرد ، أو نتيجة للحساسية للأتربة الموجودة في الهواء، أونتيجة لحبوب اللقاح الموجودة في أزهار النباتات على سبيل المثال.

 

ومن أعراض التهاب الجيوب الأنفية الحادة، زيادة إفرازات الأنف، وكثرة العطاس، وانسداد الأنف، بحيث يجد المريض صعوبة في التنفس من فتحتي الأنف.

وقد يَضطر للتنفس من الفم. وقد تنتشر الجراثيم المسببة لالتهاب الأنف والجيوب  الأنفية إلى الأذن الوسطى من خلال قناة السمع، فتسبب التهاب الأذن الوسطى، وانسداد قناة السمع

أما التهاب الجيوب الأنفية المزمن، فقد يؤدي إلى تورم الأغشية المخاطية المبطنة للجيوب.

 

وبروزها إلى داخل تجويف الأنف من خلال التفحة الموصلة بين الجيب الأنفي وتجويف الأنف، ويُعرف هذا الورم بالسَّليلة الأنفية، وغالباً ما تحتاج في علاجها إلى جراحة لاستئصال هذه السليلة.

وينشأ عن التهاب الجيوب الأنفية تغيرٌ ملحوظ في الصوت، فهناك حروف تعتمد في نطقها على سلامة الجيوب الأنفية، حتى تخرج سليمة، ومن أمثلة هذه الحروف الميم واللام.

 

ولعلك قد لاحظت ذلك عندما يتحدث شخص مصاب بنزلة برد مثلا.

وإذا أردت أن تتأكد من ذلك، فعليك بالضغط على جانبي الأنف بأصابعك ، ثم حاول أن تقول: «كلَّم محمود أمه مرتين» إنك سوف تتبين سريعاً الاختلاف في صوتك قبل هذه المحاولة وبعدها.

كذلك تقل قدرة المصاب بالتهاب الجيوب الأنفية على التعرف على الروائح، بحيث لا يستطيع تمييز رائحة العطور مثلا، وكذلك تقل قدرته على تذوق طعم المأكولات، لأن الإحساس بطعم الأشياء هو مزيج من الإحساس بالطعم والإحساس بالرائحة

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى