التاريخ

مراحل تطوّر كل من الإنسان الأول والأدوات

2016 أصل العلوم ما قبل التاريخ

جون كلارك مع مايكل ألابي وإيمي جان بيير

KFAS

التاريخ الأحافير وحياة ما قبل التاريخ

بدأت قصة تطور الإنسان منذ ما يربو على خمسة ملايين سنة. وقد ظهر أول إنسان حقيقي قبل حوالي ٢.٤ مليون سنة في شرق إفريقيا.

تعلم الإنسان كيفية صنع النار وتدريجيا أصبح ماهرا في تشكيل الآلات والأدوات التي استخدمها لإعانته على البقاء أساساً ومن ثم استخدمها للأغراض الاحتفالية.

تمكن أسلاف الإنسان من تصنيع الأدوات منذ حوالي 2.3 مليون عام في الحبشة ومنذ حوالي 2.25 مليون عاماً في الصين.

وظهر إنسان هابيلس (الإنسان الصانع) في منطقة اولدوفاي غورج (أخدود اولدوفاي) في تنزانيا الحالية منذ ما يقرب من مليوني عام وكان يصنع السواطير عن طريق ضرب قطعة صخر بآخر.

 

استخدمت السواطير للقطع أو النشر، كما استخدمت الأجزاء غير الحادة من الصخور لهشم الصخر أو العظام.

وقد خلف إنسان هابيلس العديد من السواطير ذات أشكال وأحجام مختلفة تشكل في مجموعها ما يعرف بالصناعة الالودوانية.

عاش إنسان هابيلس في قارة إفريقيا فقط، بينما ظهر لاحقاً نوع آخر من البشر يعرف بـ إنسان إريكتوس (الإنسان منتصب القامة) والذي هاجر من إفريقيا وانتشر في آسيا وأوروبا.

وقد عاش إنسان إريكتوس في الفترة ما قبل ١.٨٥ مليون عامٍ حتى ٤٠٠,٠٠٠ عامٍ مضت وتمكن من صنع أدوات وآلات أكثر تطورا من تلك التي صنعها أسلافه. لكن بقيت آليات التصنيع واحدة وتمثلت بطرق حجر بآخر.

 

اكتشفت أولى الآلات التي صنعها إنسان إريكتوس في اولدوفاي غورج وتعود إلى حوالي ١.٤ مليون سنة مضت. وتُعرف صناعات ذلك العصر بالصناعات الاخييولية.

كان حجر الصوان هو الحجر المفضل لإنسان إريكتوس، بيد أن هذا الحجر لم يكن متوفراً في كل مكان، ولذلك لجأ الصناع الأخيليون إلى استخدام أحجار أخرى بما في ذلك حجر الكوارتز.

ونشير إلى أن حجري الصوان والكوارتز نوعان من مادة السيليكا (الرمل)، ثاني أكسيد السيلكون 

 

وبدلاً من تشكيل الأدوات بطرق حجرٍ بآخر توصل الصناع الأخييليون إلى تصنيع أدوات قطع لاستخدامها في تشكيل فؤوس وسواطير أكثر استقامة وأطول نصالاً من سابقتها.

ومنذ ما يقارب مليون سنة اكتشفوا طرقا جديدة لصناعة الأدوات باستخدام مطارق مصنوعة من قرون الوعول.

وقد وفر لهم هذا الاكتشاف وسائل لتصنيع أدوات أكثر دقة لاستخدامها في القطع والتثقيب والشحذ والطرق.

عاش إنسان نيندرثال (هومو سابينس نيندرثالنسس) في بقاع مختلفة من العالم شملت أوروبا وحوض البحر الأبيض المتوسط وأجزاء من الشرق الأوسط في الوقت الذي ظهر فيه الإنسان الحديث، حيث تعايش النوعان جنباً إلى جنبٍ مع بعضهما.

كان أول ظهور لإنسان نيندرثال منذ حوالي 100,000 سنة وانقرض منذ ما يقارب 30,000 سنة. وقد قام إنسان نيندرثال بتصنيع العديد من الأدوات الحجرية، بيد أن تقاناته البدائية فشلت في التطور.

 

أما الإنسان الحديث (هومو سابينس) فقد صنع أدوات أكثر كفاءة منذ ٤٠,٠٠٠ سنة.

وقد أنتجت الصناعة البيروغوردية والأوروغينيشة ٨٠ نوعاً مختلفاً من الأدوات الحجرية، وترجع تسمية الصناعتين إلى مناطق في فرنسا اكتشفت فيها هذه الأدوات.

وأيضاً كان الناس في ذلك العصر يصنعون الأدوات باستخدام أنصالٍ حجرية مثبتة في قرون الوعول والعظام التي شكلت ذراع الأداة. كما أن الشعوب الكرمانيونية (نسبة إلى كهف صخري بهذا الاسم جنوب فرنسا)، والتي عاشت منذ ٣٥,٠٠٠ سنة وحتى ١٠,٠٠٠ سنة، فقد صنعت أدوات بالغة الدقة محفورة من العظام ويحتمل أنها كانت تستخدم في الاحتفالات والطقوس الدينية.

من ضمن هذه الأدوات الإزميل ومثقاب الجلد وأدوات ذات أنصال استخدمت لتكشيط جلود الحيوانات بعد ذبحها.

 

وقد شهدت الصناعة السوليترينية (العصر الحجري المتأخر) جنوبي غرب فرنسا منذ ما بين ٢١,٠٠٠ سنة و١٧,٠٠٠ سنة مضت إنتاج أنصال على هيئة أوراق شجر الصفصاف وأكاليل الغار.

تمكن علماء الآثار من تتبع تطور الأدوات الحجرية نظراً لبقائها الأزلي، لكن الإنسان صنع أيضاً أدوات من مواد أخرى مثل الخشب والألياف النباتية والتي تتحلل وتتلاشى بعد فترة من التخلص منها.

فقصبات السهام والرماح كانت كلها تصنع من الخشب وكذلك الأقواس التي تستخدم في إطلاق السهام. علاوة على ذلك استخدم الإنسان الثياب – تصور الجداريات القديمة على الكهوف أشكال اللباس الذي استخدمه الإنسان – ومن المحتمل أن أول لباسٍ تمكن الإنسان من صنعه ثوب لامرأة مصنوع من ألياف تتدلى من الوسط.

كما يحتمل توصل الإنسان منذ ٢٠,٠٠٠ سنة مضت إلى صنع لباسه بلف الألياف لتحويلها إلى خيوط وحبال. وفي ذلك الوقت كان الإنسان يحيك سيقان الأشجار المرنة لتصنيع السلال ومصائد الأسماك، كما استخدم الحبال الملفوفة في صناعة شباك الصيد.

 

ويرجع تاريخ أقدم السلال المكتشفة إلى حوالي عام ٥٠٠٠ ق.م. وذلك في منطقة الفيوم بمصر. وقد صنعت هذه السلال باستخدام سعف النخيل والقصبات المنفلقة وبعض أنواع الألياف النباتية الأخرى. وبحلول عام ٢٧٠٠ ق. م . تقريبا نسج الصينيون الثياب الحريرية من أشرطة حرير دودة القز.

مثلت الأسماك جزءاً مهما من النظام الغذائي لغالبية التجمعات السكانية ، كما أن الجميع احتاجوا إلى المياه العذبة للشرب وللطبخ وللغسيل ولمعالجة الألياف. وحيثما كانت الأنهار والجداول ضيقة وضحلة كان الصيادون يخوضون في مياهها لتثبيت مصائدهم ويستخدمون الرماح في صيد الأسماك.

أما في المناطق ذات الأنهار والبحيرات الأعمق فقد دعت الحاجة إلى اختراع بدائل أخرى. وتشير صخرة محفورة اكتشفت في أوروبا ويعود تاريخها إلى مابين ٩,٠٠٠ و١٠,٠٠٠ سنة خلت إلى ما يبدو أنه زورق كان يحمل الصيادين في تتبعهم لحيوان الرنة (نوع من الأيل) خلال سباحته عبر النهر.

ويبدو الزورق كأن له إطار، وهو بذلك يشبه زورق الكايك (عند قبائل الاينوت) أو الكورو الإيرلندي أو القرقل الإنجليزي، وجميعها تتكون من إطار خشبي قوي مكسو بجلد حيوان.

 

منذ 10,000 سنة بدأ العصر الجليدي الأخير ينحسر في أوروبا، وبذلك فإن البيئة النباتية كانت أقرب إلى التندرة (السهول الجرداء كما في منطقة القطب الشمالي) منها إلى البيئة الصنوبرية والتي ظهرت في وقت لاحق. كان الحطب الصغير متوفراً بغزارة.

أما الأشجار الكبيرة التي تصلح جذوعها للحفر لتصنيع أبدان الزوارق فكانت نادرة. ويعود تاريخ أقدم زورق خشبي مكتشف، وأطلق عليه مسمى آريان، إلى ما قبل 8,000 سنة والذي اكتشف في بيسه في هولندا وقد صنع الزورق من خشب الصنوبر.

كما اكتشفت ثلاثة أجزاء من زورق مصنوع من ألواح خشبية في فيربي سلويس على الجانب الجنوبي من همبر استوري في شرق إنجلترا ويعود تاريخ صنع هذا الزورق إلى 2,900 سنه خلت.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى