الطب

نبذة تعريفية عن أسباب حدوث حالة الدوار لدى الإنسان وأنواعها المختلفة

1998 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء التاسع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

أسباب حدوث حالة الدوار حالة الدوار أنواع حالة الدوار الطب

قبل أن نتحدث عن الدوار ينبغي لنا أن نعرف طبيعة جهاز الاتزان الذي يحفظ للإنسان توازنه في أثناء حياته.

يوجد هذا الجهاز، غير الظاهر لنا، في الأذن وبالتحديد في الأذن الداخلية. وهو يتكون من ثلاث قنوات هلالية الشكل، توجد في ثلاثة مستويات مختلفة، متعامد بعضها على بعض.

ولأن الإنسان بطبيعة حركته في الحياة يسير إلى الأمام (وأيضا إلى الخلف، وإلى اليمين، وإلى اليسار) فإنه يتعود على الحركة في مستوى أفقي، وتتنبه لهذا السبب قنوات هلالية معينة، بطريقة معينة.

 

وهكذا تنشأ الصعوبة إذا حاول الإنسان التحرك في مستوى آخر، غير المستوى الأفقي. وهذا هو ما يحدث، مثلا، عندما نركب المصعد، فتكون نتيجة الحركة الرأسية للمصعد أن القنوات الهلالية تتنبه بطريقة جديدة لم تتعودها من قبل.

وهذا هو ما يسبب الدوار، والغثيان في بعض الأحيان. وكذلك نحن نحس بهذا الـدوار، إذا درنا حول أنفسنا دورانا سريعا، ثم توقفنا فجأة.

وقبل اختراع المصاعد واستعمالها كان الإنسان يحس بهذا النوع من فقدان الاتزان عند ركوب البواخر التي تتحرك في حركات موجية تعد جديدة على الحركة التقليدية التي تعودناها في السير على الأرض المستوية.

 

كذلك يعاني بعض الذين يركبون الطائرات من هذا الدوار. وأحيانا يشكو طائفة قليلة من الذين يستعملون السيارات المسـرعة من هذه الشكوى نفسها. ويحدث مثل هذا في الذين يركبون الألعاب المتحركة، كالأراجيح واللعب الدوارة.

ولكن هل لا بد من الحركة الغريبة أو المفاجئة لإحداث الدوار؟ الإجابة: لا، فقد يسبب القلق أو الخوف أو الجزع، أو بعض العواطف الأخرى، حالات محددة من دوار الحركة.

وهو ما نصادفه عند بعض أقاربنا الذين يصابون بالدوار لمجرد أنهم رأوا الباخرة أو الطائرة حتى من قبل أن تتحرك، أو سمعوا بنية الأهل اصطحابهم معهم في رحلة بالطائرة أو الباخرة.

 

وهناك أسباب أخرى عديدة لحدوث الدوار، كالجو العاصف، واضطراب الطائرة في المطبات الهوائية، والبقاء في مكان سيئ التهوية،.

وفي حالات الجوع وسوء الهضم أو التخمة، وضم الروائح الكريهة. وهناك كثير من الناس يصابون بالدوار عند تعرضهم لرائحة دخان التبغ بصفة خاصة.

وإضافة إلى دوار الحركة، الذي تعرفنا أسبابه، يوجد الدوار العام، وهو ما نسميه في اللغة العامية "الدوخة" أو "الدوخان". وهذه حالة مرضية شائعة ينتج عنها ضعف عام، واضطراب، والشعور بعدم الاستقرار.

 

وقد يكون هذا الدوار نتيجة لضـربة على الرأس، مقصودة أو غير مقصودة (كأن تصطدم الرأس بأي شيء صلب).

كذلك قد يحدث الدوار نتيجة لارتجاج في الدماغ عقب حادثة أو إصابة، أو نتيجة انخفاض مفاجئ في ضغط الدم عند القيام.

وكثيرا ما ينشأ الدوار كظاهرة مصاحبة للضعف العضلي العام الذي يعقب البقاء لفترة طويلة في سرير المرض، أو بعد الجراحة، أو بعد الولادة، أو نتيجة لتعاطي أنواع معينة من الأدوية المهدئة أو المسكنة.

  

وهناك أنواع خاصة من الدوار:

– فهناك مرض يسمى "مرض مانيير" يكون الدوار فيه مرتبطا بأعراض أخرى تشتمل: حركات لا إرادية في مقلتي العينين، ورنينا متصلا في الأذنين، وغثيانا، وضعفا في السمع.

 

– وهناك "دوار الجبل"، وقد سمي بهذا الاسم لأنه يحدث في المرتفعات العالية نتيجة لقلة ضغط الهواء هناك.

وتتوقف أعراضه على مدى الارتفاع، وسرعة الصعود، ولكن أهم هذه الأعراض: فقدان التمييز، وضعف العضلات ثم فقدان الوعي نفسه.

ولهذا السبب تشترط هيئات الطيران المدني على جميع الطائرات في جميع الخطوط الجوية أن تكون مجهزة بمضخات لضغط الهواء، ومنع التأثيرات الضارة التي تنشأ من سرعة الصعود.

 

ولا يقتصـر هذا على الطائرات فقد يتعرض له صاعدو الجبال بالسيارات أو على الأقدام، ولا بد لهم من توقع التعرض لهذه الأعراض وتوقيها.

ومن النصائح التي توجه إلى الذين ينتقلون للسكن في أحد المرتفعات، حتى ولو كان السكن مؤقتا أو نوعا من أنواع السياحة:

أن يعطوا أجسامهم فرصة للتكيف مع المستوى الجديد، وذلك بأن يقللوا من المجهود البدني ومن تناول الطعام والمشـروبات لمدة يوم أو يومين حتى يتكيف الجسم مع المستوى الجديد من ضغط الهواء.

أما الذين يعانون من أمراض القلب والصدر فينصحون بألا يذهبوا إلى الأماكن المرتفعة، فإذا كان ذلك ضروريا لهم، فيجب عليهم استشارة الطبيب في ذلك.

 

– وهناك أيضا "الدوام" وهو نوع من الدوار يحس فيه المريض بأنه يدور وبأن ما يحيط به يدور أيضا، وتبدو له الأشياء الثابتة، كالكرسي والمكتب، وكأنها تتحرك في اتجاهات مختلفة.

وقد يجد المريض أنه يتعذر عليه أن يقف منتصبا، بل إنه قد يسقط فعلا على الأرض. وكثيرا ما يقترن الدوام أيضا بغثيان وقيء.

وفي كل الأحوال، يمثل الدوار أحد الأعراض التي ينبغي احترامها ومعاملتها بحذر، فقد يكون الدوار معتدل الشدة توطئة للإغماء، ولا بد من استشارة الطبيب إذا ما استمر الدوار أو تكرر.

 

وفي أحيان كثيرة يكون الدوار دليلا على الإصابة ببعض الامراض كفقر الدم (الأنيميا)، أو العدوى، أو التهاب الأذن الداخلية، أو مرض بالقلب، أو اضطرابات البصـر، أو مرض في البطن، أو في الجهاز العصبي المركزي. وأحيانا يكون الدوار نفسه دليلا على حدوث سكتة دماغية معتدلة الشدة.

وليس للدوار علاج محدد لكل الحالات، ولكنه يعالج حسب الحالة التي سببته. ومن حسن الحظ أن دوار الحركة يزول تماما وبسـرعة عقب انتهاء الرحلة وأنه لا يترك آثارا ضارة.

 

كذلك هناك عقاقير تفيد في علاج أعراض دوار الحركة، وتكفل للمسافر حتى في معظم الحالات الوقاية من التعرض لهذه الأعراض إذا ما تناولها قبل أية رحلة. ويجب استشارة الطبيب عن أفضل دواء قبل السفر.

وهناك، إضافة إلى هذا، نصائح كثيرة كفيلة بالوقاية من دوار البحر، كالجلوس في هواء يتجدد، والاقتصار على الأطعمة الخفيفة والبعد عن الأطعمة الدسمة والسوائل الكثيرة والتوابل، ولا مانع من تناول الأدوية المضادة للغثيان (أي الميل إلى القيء)

 

وإذا أصيب أحد أصدقائك بالدوار فجأة فعليك أن تساعده على الاستلقاء، وأن تخفض رأسه، وأن تحرص على أن يكون هذا في مكان جيد التهوية.

كذلك يجب أن يستعد الإنسان للسفر بالراحة المناسبة، وبالاعتناء بصحته. وعند السفر بالباخرة يستحسن أن يكون المسافر في مركز الباخرة حيث تقل الحركة.

أما في الطائرة فيجب على الشخص المعرض للدوار أن يستلقي على مقعده وأن يغمض عينيه، وأن يتناول أحد المهدئات الخفيفة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى