أدوات

نبذة تعريفية عن أداة الشِص المستخدمة في الصيد

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الحادي عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

أداة الشِص الصيد أدوات التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

تُعَدُّ مهنةُ الصَّيدِ من أقدمِ المِهَنِ التي مارسَها الإنسانُ.

ونحنُ نَدينُ بكلِّ ما لديْنا من معلوماتٍ عن طُرُقِ الصَّيدِ المُسْتَخْدَمَةِ في الحضاراتِ القديمةِ إلى اليونانِ والرُّومانِ، والمصـريينَ القُدَماءِ، وأهلِ الصِّينِ بدرجةٍ أقلَّ.

ومنَ الواضِحِ أنَّ المصريينَ القُدَماءَ قد استخدمُوا الشِّصَّ منذ أكثرَ من 4000 عامٍ، ورُبَّما قبلَ أن يعرفَهُ الصِّينيون.

 

وقَدْ استخدموا شصوصًا من النُّحاسِ، لابد أنها كانَتْ ثمرةَ أجيالٍ من الخبرةِ والتطويرِ.

ومن الأَرْجَحِ أنَّ البَشَرَ الأوائِلَ كانوا يَصْنَعونَ الشِّصَّ بأكملِهِ من الصَّدَف أو يُثَبِّتونَ قطعةً من الصَّدَفِ إلى قطعةٍ من الخشبِ أو العَظْمِ، لتكونَ له بمثابةِ السِّنِّ المُدَبَّبَةِ.

وكانَ بعضُ الأوائِلِ يصنعونَ الشصوصَ من فكُوكِ الصقورِ المَعْقوفَةِ، أو مخالِبِ الطيورِ، أو أشواكِ النباتاتِ.

 

وقَدْ تَطَوَّرَ الشِّصُّ إلى أن أصبحَ قطعةً مَعْدِنِيَّةً واحدةً مُقَوَّسَةً ذاتَ طَرَفٍ حادٍّ له شوكةٌ، ووظيفَتُهُ الإمساكُ بالسمكةِ باختراقِ جزءٍ من جسمِها.

ولقدْ كانَ أولُ ظهورِ الشُّصوصِ الحديثَةِ المَصْنوعَةِ من الصُّلْبِ عامَ 1560 م في مدينةِ ريدِتْش بإنجلترا، الّتي كانت من أهمِّ مراكزِ صناعَةِ إبَرِ الحياكَةِ، وهي أصلُ الشُّصوصِ الحديثَةِ.

وتصنعُ الشصوصُ من نوعٍ معيَّنٍ من الصُّلْبِ، تشكِّلُها آلاتٌ خاصَّةٌ بثَنْيِها وتزويدِها بالشَّوْكَةِ عندَ نِهايَتِها.

 

وبعدئذٍ تُعرَّضُ لدرجةِ حرارةٍ معيَّنةٍ، وتُغْمَرُ في حمَّاماتٍ من سوائلَ خاصَّةٍ لتزويدَها صلابةً وقوّةً، ثم تُطْلَى بالبرونْزِ أو الكرومِ أو الذَّهَبِ أو غيرِها من الفلِزَّاتِ.

ويَسْتَخْدِمُ هُوَاةُ رياضَةِ الصَّيْدِ القَصَبَةَ والبَكَرَةَ الّتي يَمُرُّ خلالَها خيطٌ يَنْتهي بشُصوصٍ ذاتِ أحجامٍ ومُواصَفَاتٍ مُعَيَّنَةٍ لتلائِمَ نوعَ السَّمَكَةِ المطلوبِ صَيْدُها. وتُصْنَع قصابُ الصَّيْدِ من الأليافِ الزُّجاجِيّةِ أو الغابِ القويِّ.

تُثَبَّتُ في نهايَةِ الخَيطِ الطعومُ الّتي تَجتذبُ الأسماكَ إلى الشِّصِّ. وهي إما طعومٌ طبيعيَّةٌ، مثل الديدانِ ولَحْم الحبَّارِ، والأسماكِ الصغيرةِ، والرُّوبيانِ، ولحمِ الرِّخْويَّاتِ، أو قِطَعٍ صغيرةٍ من لَحْمِ السَّمَكِ.

 

أمّا الطعومُ الصناعيَّةُ فهي ذاتُ أشكالٍ وأحجامٍ متبايِنَةٍ، فمنها ما هو على شَكْلِ حَشَـرةٍ يافعةٍ أو يَرَقةٍ أو سَمَكَةٍ أو دودةٍ، أو غيرِها من الأشكالِ المُلوَّنَةِ التي تجتذبُ الأسماكَ إليها.

وتوجدُ أنواعٌ مختلِفَةٌ من قَصَباتِ وبَكَراتِ الصَّيْدِ، للأغراضِ المختلِفَةِ. وتَسْمَحُ البَكَرَةُ للصَّيَّادِ أن يرمِيَ الشِّصَّ لمسافاتٍ طويلَةٍ، ثمَّ يعيدَ الخَيْطَ دونَ أن يَلْتَفَّ بعضُه على بعضٍ.

وقد يستخدِمُ الصيَّادُ القصبةَ والبكرةَ وهو جالِسٌ على الشاطئِ، أو قد تُجَرُّ الشصوصُ خلفَ زَوْرَقِ الصَّيْدِ.

 

وتُسْتَخْدِمُ الشصوصُ أيضًا في الصَّيْدِ التجارِيِّ. وقد يستخدِمُ الصيَّادونَ خيوطًا يَدَوِيًّةً (بدون قَصَبةٍ)، يُدْلونَ بها من أَحَدِ جانبيْ مركبِ الصيدِ.

وإذا صادفَ المركبُ سِرْبًا من السَّمك، قد ينجحُ في صيْدِ نحو خَمسةِ أطنانٍ منه.

وقد يجتذِبُ المركبُ الأسماكَ بالأضواءِ في اللّيلِ، ثم يُلْقي الصيَّادون شصوصَهم بعد تَجمُّعِ الأسماكِ حولَهم.

 

وهناكَ أيضًا خيوطُ صيْدٍ مركَّبة، يتكوَّنُ الواحدُ منها من خيطٍ رئيسـيٍّ طويل تتدلَّى منه خيوطٌ قصيرةٌ كثيرةٌ، ينتهي كلٌّ منها بشصٍّ.

وقد يكونُ الخيطُ الرئيسـيِّ قصيرًا نسبيًّا، فيُستخدم في المياهِ الضَّحْلَةِ، لصيد الأسماكِ الصغيرةِ، أو طويلاً يحمل شصوصًا كبيرةً، فيُستخدم في صيدِ الأسماك الكبيرةِ من الأعماقِ البعيدةِ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى