الحيوانات والطيور والحشرات

خصائص وأنواع حيوان “الكلب” والأمراض التي يسببها للإنسان

2003 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع عشر

عبد الرحمن أحمد الأحمد

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

خصائص الكلب أنواع الكلب الأمراض التي يسببها الكلب الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

يَنْتَمي الكَلْبُ إلَى الفَصيلَةِ الكَلْبِيَّةِ وهي مِنَ الثَّدْيِيَّاتِ اللَّواحِمِ الّتي تَضُمُّ، بِمَعْناهَا العامِّ، الذّئابَ، وبناتِ آوى، والثَّعالِبَ، والكلابَ البَرِّيَّةَ، والكِلابَ الأليفَةَ المُسْتَأنَسَةَ.

وتَسْتَوْطِنُ الفصيلةُ كلَّ أنحاءِ العالَمِ ما عَدا نيوزيلَنْدا ومَدْغَشْقَرَ، وتُقيمُ في الأماكِنِ المُنْعَزِلَةِ والبرارِي المُوحِشَةِ، والجَبَلِيَّةِ والمُنْبَسِطَةِ، والغاباتِ الواسِعَةِ والأَدْغالِ الكثيفَةِ، والصَّحارِي.

ومن طبيعَةِ هذه الحيواناتِ أَنَّها دائِمَةُ التِّجوالِ؛ مِنْها ما هو لَيْليٌّ، ومنها ما هو نَهارِيٌّ، ومنها ما يَجْمَعُ بَيْن َ النَّشاطَيْن.

وهي تَأْوِي إلَى جُحورٍ أو حُفَرٍ تَصْنَعُها في الأرْضِ ويعيشُ مُعظَمُها في جماعاتٍ، والقليلُ مِنْها يعيشُ فُرادَى أو أزواجاً.

 

يَخْتَلِفُ حَجْمُها بينَ الصَّغيرِ والمُتَوَسِّطِ؛ وأصْغَرُها ثَعْلَبُ الفِنِك وأكبرُها الذِّئبُ الرَّمادِيُّ. رُؤوسُها مَمْدودَةٌ مُدَبَّبَةٌ وفكوكُها مُسْتَطيلةٌ.

وأجْسامُها ضامِرَةٌ نَحيفَة، وأَطْرافُها طويلةٌ رَشيقَةٌ، وأَقْدامُها صغيرةٌ، تَنْتَهي الخَلْفِيَّةُ مِنْها بأرْبَع أصابِع، مُزَوَّدَةٌ بِمخالِبَ كَليلَةٍ؛ لا تَنْسَحِبُ في أغْمادٍ وفي مِشْيَتِها لا تَلْمَسُ الأرْضَ إلاَّ بِأطْرافِ أصابِعِها.

الذَّيْلُ مُتَوَسِّطُ الطُّولِ يكْسوهُ شَعْرٌ غَزيرٌ وتوجدُ عِنْدَ قاعِدَتِهِ، في مُعْظَمِ الأَنْواعِ، غُدَّةٌ ذاتُ إفرازٍ خاصٍّ.

 

والكِلابُ تَخْتَلِفُ عَن القِطَطِ في عَدَم قُدْرَتِها علَى التَّسَلُّقِ أو القَفْزِ الطَّويلِ أو العالِي، ولكنها تفوقُها في سُرْعَةِ العَدْوِ لِمسافاتٍ طويلَةٍ، كما أنَّها تجيدُ السِّباحَةَ. حَواسُّها مُكْتَمِلَةٌ، وأَقْواها حاسَّتا الشَّمِّ و السَّمْعِ.

وهي تَتَمَتَّعُ بِمواهِبَ مُمْتازَةٍ وإِدْراكٍ قَوِيٍّ، واسْتعدادٍ للتَّعَلُّمِ وبخاصَّةٍ الأَنواعُ الّتي اخْتَلَطَتْ بالإنْسانِ وشَارَكَتْه مَنْزِلَه وحياتَه.

تغتذي الكلابُ بطعامٍ مُخْتَلِطٍ يتكَوَّنُ أساساً من اللُّحومِ، وعادَةً ما تكونُ جِيفَةً. وهي أكْثَرُ خُصوبةً من القِطَطِ، إذْ تَلِدُ الأُنْثَى بينَ أَرْبَعةِ جِراءٍ وتِسْعَةٍ في المُتوَسِّطِ في المَرَّةِ الواحِدَةِ. وقَدْ تَلتَهِمُ الذكورُ الكبيرَةُ صِغارَها إذا واتَتْها الفُرْصَةُ، ويَحْدُث هذا غالِباً بينَ الذِئابِ والثَّعالِبِ، إلاَّ أنَّ الأُمَّ تقومُ علَى رِعايَةِ صِغارِها وحِراسَتِها بِيَقَظَةٍ وحَذَرٍ.

 

وتضمُّ الفصيلَةُ الكلبِيَّةُ 35 نوعاً تَنْتَمِي إلَى عشرةِ أجْناسٍ. وهي تشملُ أنواعاً من الذِّئابِ والثَّعالِبِ وبناتِ آوَى والكويوتَ، والدُّولَ، والدِّنْجو، وأنواعاً من الكلابِ البَرِّيَّةِ وسُلالاتٍ عديدةً من الكلابِ المُسْتَأنَسَةِ.

ويوجدُ «الكويوتُ» في أَمْريكا الشَّمالِيَّةِ، حيثُ يُعَدُّ أكثرَ الحيواناتِ المفترِسةِ فيها عدداً، وأَوْسَعَها انْتِشاراً. وهو يُشْبِهُ الذِّئْبَ ولكنَّه أصْغَرُ حَجْماً، ويغتَذِي أساساً بالجِيَف، كما يأكلُ القوارِضَ والأَرانِبَ والطّيورَ والثَّعابينَ، ويَقْتلُ الماشيةَ والأَغْنامَ والماعِزَ.

تتصارَعُ الذكورُ علَى الإناثِ للتَّزاوُجِ في شَهْرِيْ ديسمبر ويَنايِر، وتضَعُ الأُنثَى بينَ خمسة صغارٍ وعَشَرَةٍ، بعدَ حَمْلٍ مُدَّتُه تِسْعَةُ أسابيعَ.

 

ويستوطِنُ «الدُّولُ» أَواسِطَ وشَرْقيَّ آسْيا، ومنْ ثَمَّ يُعرَف أيضاً باسمِ «الكلب البَرِّيِّ الآسْيَويِّ»، كما يسمَّى «الكلبَ الأَحْمَرَ». وهو يعيشُ في جماعاتٍ تَشْتَرِكُ في الصَّيْدِ، وبذَلِكَ تستطيعُ أنْ تنالَ الحيواناتِ كِبارَ الأحجامِ، كالماشِيَةِ البرِّيَّةِ، والجاموسِ، والخنازيرِ، والظباءِ.

 

أمَّا «الدِّنْجو» فهو الحيوانُ اللاَّحِمُ البرِّيُ الوحيدُ في أُسْترالْيا. ويُعْتَقَدُ أَنَّه أُدْخِل إلَى أُسترالْيا مع المهاجرينَ الأَوائِلِ منذُ آلافِ السِّنين، بعدَ أن استُؤنِسَ من نوعٍ من الكلابِ البَرِّيَّةِ الهنديَّةِ.

ثمَّ خَرَجَ عنْ طَوْعِ الإنْسانِ، وعادَ إلَى الحياةِ البَرِّيَّةِ، فتكاثَرَتْ أَعدادُه تكاثُراً هائلاً، واشْتَدَّ فَتْكُهُ بالماشِيَةِ، فأبيدَ من معظمِ الأماكِنِ.

 

ومن أشْهَرِ الكلابِ البرِّيَّةِ الّتي تحيا اليومَ «الكَلبُ البرِّيُّ الأفريقِيُّ»، الذي يُعرَف أيْضاً باسمِ «الكَلْب الصَّيَّادِ».

وهو يصيدُ في جماعاتٍ مُنَظَّمَةٍ مُتَعاوِنةِ، وبهذا يستطيعُ أنْ يفتكَ بالفرائِسِ كبارِ الأحجامِ. وهو النَّوْعُ الوحيدُ من الفَصيلةِ الكلبيَّةِ الّذي لا يأكلُ إلاَّ لحمَ الفرائِسِ.

ومُدَّةُ الحَمْلِ هي الأطْوَلُ في الفَصيلَةِ كلَّها فقد تتجاوز 70 يوماً، كما أنًّ هذا الكلبَ هو أكثرُها جراءً. فقد يبلغُ ما تَلِدُهُ الأُنْثَى في المرَّةِ الواحدةِ 19 جِرْواً (7-10، في المتَوَسِّطِ). ويقطنُ هذا الكلبُ مناطِقَ الحشائِشِ (السڨانَّا) من جنوبِ الصَّحراءِ الأفريقِيَّةِ الكُبْرَى إلَى جنوبِ أفْريقْيا.

 

أمَّا «كلبُ الأدغالِ»، الّذي يعيشُ في غاباتِ بَناما وغِيانا والبرازيل، في أمريكا الجنوبيَّةِ، فلعلَّه أَقلُّ الكلابِ البرِّيَّةِ شُهْرَةً؛ كما أنَّه أبْعَدُها عن الشَّكلِ الكلبِيِّ المعتادِ، بامْتلاءِ جِسْمِهِ وعِرَضِ وَجْهِهِ، وقِصَرِ أَرْجَلِهِ وذَيْلِهِ، وصِفَر أُذُنَيْه. وهو يصيدُ في جماعاتٍ مُتَعاوِنَةٍ متآلِفَةٍ.

 

لكنْ عِنْدَما يَتَكَلَّمُ النَّاسُ عن «الكلابِ»، فإنَّهم يقصدونَ الكلابَ الأليفةَ الّتي كانَتْ أَوَّلَ ما اسْتَأنَسَ الإنْسانُ من الحيوانِ، منذُ أكثرَ من 12 ألفَ سنةٍ. ويعتقدُ العُلَماءُ أنَّها قَدْ اُسْتُؤْنِسَتْ من الذِّئابِ، وساعَدَ علَى هذا أنَّ الذِّئبَ يعيشُ في جَماعةٍ، ويَتْبَعُ قائِدَهُ.

وعلَى مَرِّ السِّنين، بالصَّبْرِ والمُثابَرةِ في إِجراءِ عمليَّاتِ التَّهجينِ والانْتِخابِ نجحَ الإنْسانُ في اسْتنباطِ أكثر من أرْبَعِمِئَةِ سلالةٍ من الكلابِ شديدةِ التبايُنِ في الخصائِصِ والأَشْكالِ والمَزايا.

فهي تتفاوتُ، مثلاً، في الو َزْنِ بينَ الضَّئيلَةِ الّتي لا تتجاوَزُ كيلوجراماً واحِداً أو كيلوجرامَيْن إلَى الجَسيمَةِ التي تُقارِبُ تسعين كيلوجراماً. ولكنَّها تَشْتَرِكُ جميعاً في تعوُّدِها النُّباحَ، إلاَّ سلالةَ البازَنْجِي البَكْماءِ.

 

وتَتَمتَّعُ الكلابُ بحاسَّةِ شمٍّ مُرْهَفَةٍ للغايةِ، فيستطيعُ الكَلْبُ أَنْ يَشُمَّ رائِحَةِ أَضعافَ ملايينَ المرَّاتِ مِمَّا يشمُّهُ أنفُ الإنْسانِ.

ولِذَلِكَ يُسْتعانُ بالكلابِ المدرَّبَةِ علَى تعرُفِ المجرمينَ والبحثِ عَنْهم بعدَ شمِّ آثارِهم، وكذلِكَ في البحثِ عن المفقودينَ، وفي الكَشْفِ عن المُخَدَّراتِ والمُتَفَجَّراتِ المهرَّبةِ حتَّى وهي في الصَّناديقِ المُغْلَقَةِ، وكذلِكَ في الصَّيدِ والبَحْثِ عن الفَرائِسِ وتَتَبُّعِها.

وحاسَّةُ السَّمْعِ في الكلابِ مُرْهَفَةٌ أيْضاً، فهي تستطيعُ أن تتسمَّعَ الأصْواتَ من مسافاتٍ بعيدةٍ، وأنْ يُمَيِّزَ الأصواتَ المُعَقَّدَةِ. ولكنَّ حاسَّةَ البَصَرِ عند الكِلابِ ليسَتْ بهذه الحِدَّةِ، ومَعَ ذَلِكَ يستطيعُ الكلبُ أن يميِّزَ الأجسامَ المتحرِّكَةَ بدقَّةٍ، وهذا مُهِمٌّ في الصَّيدِ كذلِكَ لا يستطيعُ الكلبُ تمييزَ بعضِ الألوانِ.

 

والكلبُ كثيرُ اللُّهاثِ، وبخاصَّةٍ في الجوِّ الحارِّ أو بعدَ بذلِ مجهودٍ، وذلِكَ لِكَيْ يبرِّدَ جمسَه من فَمِهِ المفتوح ولسانِهِ المتدلِّي، لأنَّ جِسْمَه يكادُ يَخْلُو من الغُددِ العَرَقِيَّةِ

وتتزاوَجُ الكلابُ الأليفةُ عادَةً في شَهرَيْ فبراير وأغسطس. ومدَّةُ الحملِ في الكلابِ تسعَةُ أسابيعَ. وتضعُ الكلبةُ في الوَلْدَةِ الواحِدَةِ بين أرْبَعَةِ جراءٍ وسِتَّةٍ.

ويحسنُ تألّفُ الكلبِ قبلَ أن يتجاوزَ عمرُهُ عشرة أسابيعَ، وعندئذٍ يصبحُ رفيقَ العُمْرِ. ويعيشُ الكلبُ الأليفُ بينَ 8 و 15 سنةً، وضِخامُ الكلابِ أقصرُها أعماراً.

 

والكلبُ يَعُدُّ منزلَ صاحِبِه، أو حقلَه أو حديقَتَه، حرَمَه الخاصّ، فيهاجِمُ كلَّ من يقتربُ من حِماه، والنصيحةُ ألاَّ تحدِّق في عينيْ الكَلْبِ، فلهذا عندَهُ معنىً عدائِيٌّ، ولا تُظْهِرُ خوفَكَ مِنْهُ ولا تَجْرِ أمامَه، بَلْ اثبتْ وانْهَرْه بحزْمٍ.

ولَمَّا كانَتْ سُلالاتُ الكلابِ تتبايَن في مزاياها، فقَدْ اسْتخدمَها الإنسانُ في أَغْراضٍ مختلفةٍ: في الحراسَةِ والرّعِي، والصَّيْدِ، ونقلِ الرسائِلِ والأَحْمالِ الصَّغيرَةِ، وجرِّ المركباتِ الخفيفةِ علَى الجليدِ، وأعمالِ الشرطةِ والجيشِ (كما تقدَّم) وفي هدايةِ مكفوفِي البَصَرِ وإِرْشادِ الصُّمِّ. والكلابُ من أَنْسَبِ الحيواناتِ لإجراءِ بعضِ التجارِبِ العلميَّةِ، بَلْ إنَّ بعضَها أصْبحَ من نجومِ السِّركِ والمَسْرحِ والسينما والتِّلفازِ.

 

ومِنْ أَشْهَرِ سُلالاتِ الكلابِ الأليفةِ «السَّلوقِيُّ» (جراي هَوْند) الألمانيُّ، العربيُّ الأصْلِ، وهو الأسْرَعُ بينَ كلابِ الصيدِ، وكلبُ الحراسَةِ والشُّرطَةِ الأمثلُ.

أمَّا «الألْساتيُّ» (أو «الكلبُ الذئبُ» أو «كلبُ الرَّاعي الألمانيّ»). فكثيراً ما تستخدمُه الشُّرْطَةُ، ويوصفُ بأنَّه ملكُ الكلابِ غيرُ المنازَع. وأمَّا «الدوبرَمان» الأَلمانِيُّ الذكيُّ المخلصُ الجريءُ، فهو كلبُ حراسَةٍ لا مثيلَ له، ويستخدمُه رجالُ الشُّرْطَةِ والجَيْشِ.

 

و«ألماسْتف» هو أثقالْ الكلابِ المُسْتأْنَسَةِ، ويستخدمُ في الحراسَةِ.

وكذلك «سانْ بِرْنارْ» السُّوَيسِريِّ، قَدْ يزنُ 80 كيلوجراماً؛ وهو شديدُ التَّحَمُّلِ للمَجْهودِ والبَرْدِ، فكانَ يُعْتَمدُ عَلَيْه في إنقاذِ المفقودينَ بينَ جَليدِ الجبالِ.

أمَّا «البُلْدُجْ» البريطانيُّ المشهورُ فهو كلبٌ لطيفٌ علَى ضخامَتَهِ. وأمَّا «البُوكْسَرْ» الألمانيُّ فقويٌّ ذكيٌّ شَرِسٌ مُرْهَفُ الشَّمِّ، ويُدَرَّبُ لأعْمالِ الشُّرْطةِ وقيادَةِ المكفوفينَ.

 

ومن كلابِ الصَّيدِ الشَّهيرَةِ: «كلب الثَّعالِبِ» الإنجليزيُّ، و «الدَّاكْشونْد» الأَلمانيُّ ذو الأرْجُلِ القِصارِ، و«المُرْشِدُ» (وْينتَرْ) الفَرنسيُّ، و«المرشد» الإنجليزيُّ. أمَّا «كولي ذو اللِّحْيَةِ» الإنجليزيُّ فهو من أَشْهَرِ كلابِ رُعاةِ الماشِيَةِ.

ومن الكلابِ المُدَلَّلَةِ: «و دِلْ» الفَرْنْسِيُّ ذو قَصَّاتِ الشَّعْرِ الغريبةِ (ويعرفُ بِكَلْبِ الغَوانِي)، و«كوكَرْ ا سنْيلْ الأمريكيُّ» الّذي كانَ يستخْدَمُ في الصَّيْدِ، و«شِيواوا» المِكْسيكيُّ، وهو أَصْغَرُ الكلابِ حجماً ولا يزنُ إلاًّ نحوَ 1,5 كيلوجرامٍ.

وشَكْلُ بعضِ السُّلالاتِ بالغُ الغرابَةِ، مثل «شيناوْزَر» الأَلمانيُّ، و«شيه تزو» الصِّينيُّ، و«البوبتيلْ» البريطانيُّ.

 

ولا تبيحُ الشَّريعَةُ الإسلامِيَّةُ اقْتِناءَ الكلابِ إلاَّ للحاجَةِ إلَيْها: في رِعايَةِ الأَغْنامِ والماشِيَةِ، وفي الحِراسَةِ، وفي الصَّيْدِ، ونحوِ ذَلِكَ. ويُجْمِعُ الفُقَهاءُ علَى ضرورَةِ حِمايَةِ النَّاسِ من الكَلْبِ العَقورِ، أو الّذي يُرَوَّعُ المارَّةَ، أو يمنعُ المرورَ في الطريقِ.

ويَحْسُنُ بنا أَنْ نُنَوِّهَ هنا بأنَّ الكلابَ قَد تُؤْوِي نَحْوِ خَمْسينَ مَرَضاً يمكنُ أن يَنْتَقلَ إلَى الإنْسانِ، ونكتفيِ بِذِكْرِ ثلاثَةٍ منها: أَوَّلُها مرضُ «الكَلَبِ» أو «السُّعارُ» الذي يقتلُ نحوَ 15000 شخصٍ سَنَوِياً، فضلاً علَى ما يُسَبِّبُه من خسائِرَ اقْتِصادِيَّةٍ فادِحَةٍ.

أمَّا ثانيها فهو مَرَضُ «الحواصِلَ المائِيَّةِ» أو «الديدانِ المثانيَّةِ»، وهي يرقاتُ دودةٍ شريطيَّةٍ صغيرةٍ تَتِمُّ دورةُ حياتِها بينَ الكلابِ والأَغْنامِ بصفةٍ رئيسِيَّةٍ.

 

وقَدْ يقومُ الإنسانُ بدورِ الكَبْشِ في هذه الدَّوْرَةِ، وأكثرُ أعضاءِ الجسمِ إصابة بهذه الحواصِلِ هي الكبدُ ثمَّ الرئتانِ، يليها الطحالُ والكُلْيتانِ والقلبُ والعظامُ والجهازُ العصبِيُّ المركزيُّ والعينُ. والنَّتائجُ وَبيلَةٌ، وقَدْ تنتهي بالوفاة.

ومن الطَّبيعيِّ أن يكونَ أوَّلَ من يُعْدَى من النَّاسِ من يتصلونَ بالكلابِ اتَّصالاً مباشراً، كالرُّعاةِ ونِسائِهم وأَطْفالِهم.

 

وأمَّا المَرَضُ الثّالِثُ فَتُسَبِّبُه يرقاتُ نوعٍ من الديدانِ الخيطِيَّةِ يصيبُ الكلابَ وجِراءَها، من جِنْسِ تُوكْسُوكارا. وتصيبُ اليرقاتُ أعضاءً مختلفةً وتُحدِثُ آثاراً مَرَضِيَّةً شديدةً مُتنوِّعَةَ.

وإصابةُ الجهازِ العصبيِّ قَدْ تُحدِثُ أعراضاً شبيهةً بالصَّرَعِ. وشلَلاً جزئياً. وإصابةُ العَيْنِ قَدْ تودِّي إلَى العمَى.

والأطفالُ هم أكْثَرُ من يصابُ لأنَّهم شغوفونَ باللعِبِ مع الكلابِ والجراءِ وحولَها، فتتلَوَّث أَيْديهم بالبيضِ المُعْدِي. وكثيراً ما تكون التُّربَةُ في الحدائِقِ العامَّةِ مُلَوَّثَةً بهذا البيضِ الوبيلِ. ويُكرَهُ شرعاً تربيةُ الكلابِ في داخِلِ المنازِلِ. حتَّى إن كانَتْ تُقْتَنَى  لغَرَضٍ مَشْروعٍ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى