أدوات

نبذة تعريفية عامة حول النُقُود

2004 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

النقود أدوات المخطوطات والكتب النادرة

النَقُود وَسيلَةُ تَبَادِلٍ يَقَبَلُها النَاسُ كَمُقابِلٍ لمبيعَاتِهم أو سِلَعِهِمْ وخَدَمَاتِهِمْ بَدَلاً عن نِظَامُ المُقَايَضَةِ الذِي كَان مَعْمُولاً بِهِ قَديماً كنِظامٍ تِجَاريٍّ، حِيْنَما كَانْ النَّاسُ يُبَادِلُونِ سِلَعِهم أَو خَدَمَاتِهم بِسلعٍ أَو خَدَماتٍ أُخْرى

ومِن هَذِهِ الوَسائِط القَدِيمَةِ المِلْحُ والبنُّ والسُّكرُ والخَرزُ والصَدَفُ والتَّبْغُ والحيوانات وبعضُ المعادِنِ كالنحاسَ وتُراب الذَهب والفضَةُ وغيرها من المَوادِ التي بها نَقصٌ كَوَسيلةٍ للتَبَادُل

أما اليوم فإن النُقود تَتَكوَّنُ أَسَاساً مِنَ الأوْرَاقِ النَقْدِيَّةِ والعُمَلاتِ المُصَنَّعةِ مِنْ مُخْتَلفِ المَعادِنِ وتَرجعُ القِيمةُ الحَقِيقيَةِ للنُقُودِ في أنَّ جَميعِ الأَفرادْ يتَّفِقُون على استخدَامِها كَوسِيْلةٍ مَقبُولَةٍ للدَفْعِ مِن مُنطَلَقْ أَن القَانُون يُلزمُ النَّاسْ بِقُبُولها على أَساسِ قيمتها الاسمية.

 

وتَلْعبُ النقودُ دَوراً حَيوياً في ازدهَار كُل بَلدٍ ولِهَذا كَان لِكُل بَلدٍ وِحْدَةٌ نَقديَّة يَتَعَامَلُ بِها، فَنَجدُ فِي الكويت أن الوِحْدَةَ النَقْدِيَّةِ الأَسَاسِيَّةِ هي الدِينارْ الكُويتي وفي المملكة العربيَّةِ السُّعُودِيَّة الرِيالُ السَعُودِي وفي جِمْهُورية مِصرَ العَربيَّةِ الجِنِيه المَصري.

وفي فَرنَسا الفَرنكْ واليَابَانْ اليِّنْ، والمَملكة المُتَحدةِ الجِنيه الاسترلِيني والولايات المتحدة الدُولار الأمريكي

 ويُمكن أن تَكُون العُملة مَقبُولة في أكثَرَ مِن قُطر كَما حَدثَ في إجماع العَديدِ مِن الدُوَلُ الأُوروبِيَّةِ على اتخاذِ عُملةٍ مُوحَدةٍ لَها هِي اليُورُو (فَالنُقودُ التي تُستعملُ في بَلدٍ ما تُسمى عُملة).

 

وتَتَلَخصُ الوظِيفَةُ الأسَاسِيَّة للنُقودِ في كَونِها: وَسِيلَةَ تَبادُلٍ مُتعارَفٍ عَليها ومَقْبُولَةٍ، وأَنَّها وِحْدَة حِسابيَّة لِتَقدِيرِ قِيمَةِ السِلْعَةِ (كما يُحسب الزَمنُ بالسَّاعَةِ والمَسافَةُ بالكيلومتر)، وأَخِيراً أنَّها تُختَزنُ كَثروةٍ يُمكن استخدامُها لِلشِرَاءِ في المُسْتقبل.

ولهذهِ الأَسبابِ كَانَ لِلْنُقُودِ صِلَةٌ وَثِيقَةٌ بالاقْتِصاد الخَاصْ بِالبَلَدِ، فَكَميَّةِ النُّقُودِ في بَلَدٍ مَا تُؤثرُ عَلى مُسْتوى الأسْعار ومُعدلِ النُمو الاقْتِصَادِي وَلِذَلِكَ تُؤَثِّر على حَجْمِ التَّشْغِيل، ولهذا يُعَرِّفُ الاقتِصاديونُ النُّقُودَ بأنَّها قِيمة السِلَع والخَدَماتِ التي يُمكنُ أن تَشْتَرِيها النُّقُود، وتُسَمَّى قيمة النُّقودِ أيضاً (بالقدرة الشِرائيَّةِ لِلْنُقُودِ).

ويُرجِّحُ العُلَمَاءُ أَنَّ العُمُلاتْ المَعْدنيِّة قَد صُنِعت في القَرْنِ السَابِعْ عَشَر قَبْلَ المِيلادْ (في لِيْديا – غَرْبِ تُركيا) وكَانَتْ على هَيْئَةِ بِذْرَةِ الفَاصُولْيا ومَصْنُوعةٌ مِنْ خَلِيطٍ مِنْ الذَهَبِ والفِضّةِ.

 

أَما العُمُلاتِ الوَرَقِيَّة فَقد بَدَأَت في الصِين مُنْذُ القرنِ الثَالِثِ عَشَرْ لكنَّها ظَهَرت في أُورُوبا في القَرْنِ السَّابِعِ عَشْر ميلادي وكانَتْ تُسَمَّى (الأورَاقِ المَصرِفيَّةِ) لأنَّهُ كَان يُمكن اسْتِبدَالِها بالعُمُلاتْ الذَهَبيَّةِ أَو الفِضِّيَّةِ عَنْد إيدَاعِها لِدَى المَصْرِفْ.

وقَدْ ظلَّتْ الحُكُوماتِ والبُنُوكِ المَرْكَزِيَّة تَتَوَلَّى حَقَّ إصْدارِ الأَورَاقِ المَصْرِفِيَّةِ حتَى القَرنِ التَّاسِعْ عَشر المِيلادِي، ومُنذُ أواخرِ القَرنِ العِشرينَ لمْ يَبْقَ إلا بُنُوك قَلِيلَة لها هذَا الحَقّ.

ومِنْ الطَريفِ أَن العُمْلَةَ الوَرَقيَّةِ الأُوْلَى التي أُدْخِلَتْ إلى كَنَدا بأمريكا الشِماليَّة عام 1685م) كانت من ورقِ اللّعِبْ وظَلَتْ كَذلِكَ لأكثَرَ مِن 70 سَنةٍ.

 

وتَطْبعُ الحكوماتِ اليَوم عُمُلاتِها في مَطَابِعٍ سِرِّيةٍ وتُرسِلها إلى البُنُوكِ المركزيَّةِ لتوزِيعها على المَصارِفِ التِّجاريَّةِ. 

ومِنَ الجَديرِ بالذِكْرِ أن الأَوْرَاقِ النَقْديَّةِ ذات القِيمةِ الصَغيرةِ تَتْلَفُ بسرعةٍ أكثرَ من الأوراقِ ذَاتْ القِيمةِ الكبيرة لأن الأولى تُتدَاوَلَ بِشكلٍ أكبر، ولهذا تجمعُ المَصَارِفْ الأوراقَ النَّقْدية البَالِيةِ.

ويَقُومُ البنك المركزيُّ باستبدالِها بأوْراقٍ نَقْديةِ جَديدة تحملُ الرَقْمَ نَفْسَهُ المُتسلْسِلُ للورقَةِ القَديمةِ ولكنْ عليها نَجمة تُميِّزُ أنها وَرقةٌ بدِيلةٌ.

 

أما الأوراقُ النقديةِ التي جُمعت (البالية) فإن البنكَ المركزي يتخلّصُ مِنها بالإعدامِ حرقاً أو الإِتْلافِ التَامْ بوسائِل عَصْريةِ أُخرى كالتقطيعِ إلى أجزاءٍ صَغيرةٍ.

ومِنَ المُفيد أن نَعْلمَ أن هُناكَ وسيلة تَبَادلٍ أُخرى سَهلة ومَضْمونةٍ وهي الشِيكات، والسَنَدَات والحِوَالات.

وحسابـاتُ الوَدائعِ في كثيرٍ من المَصَارفِ هِـي أكثرُ أنْواعِ النُّقُود شُيوعاً فــي كثيرٍ من البُلدانْ إذْ أن الشيكاتِ بَعْدَ دَفْعِها تمثِّلُ دليلاً مَكْتُوباً يُفيد أن الدَّفْعَ قَدْ تَمَّ.

 

أمَّا ما نَسْمَعَهُ مِنْ مُصْطَلَحاتٍ خَاصَةٍ بالنُقُودِ مثل (سِعْرُ الصَّرْفِ) أو (مِيزانُ المَدْفُوعات) مثلاً فمعناهَا – باخْتِصار – أنَّ سِعْر الصَّرْف هُوَ سِعْرُ عُمْلَةٍ مَا مُعبَّراً عَنْها بُعُمْلةِ بَلَدٍ آخر. 

وهذِهِ الأسْعارُ تَخْتَلِفُ مِنْ يومٍ لآخرَ وِفْقاً لِلْطَلَبِ الدَّوليّ لِمُخْتَلَفْ العُمُولات، أمَّا مَعْنى مِيزان المَدْفوعات فهوَ الفَرْقُ بينَ ما تَسْتَلِمْهُ الدَّولَة مِنَ العُمُلاتِ الأجْنَبيَّةِ وَمَا تُنْفِقُهُ مِنْ تِلْكَ العُمُلاتْ.

ومِنَ الجَديرِ بالذِكْرِ أنْ نَقُولُ أنَّ للعُمُلات والنُّقُودُ الإسْلاميَّة وعُمُلات الدُّولِ العَرَبيَّةِ تَاريخٌ طويلٌ مُتَميِّزٌ حافِلٌ بالتَّغييرِ والتَّطويرِ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى