البيولوجيا وعلوم الحياة

المعاني المختلفة التي تحملها كلمة “الجِنْس”

1996 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السابع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

كلمة الجنس البيولوجيا وعلوم الحياة

يشير لفظ "جنس" إلى عدد من المعاني المختلفة. منه أنه قد يستخدم للدلالة على الشِّق الجنسي للكائن الحي، فيوصَف جنسه بأنه ذكر أو أنثى، وذلك حسب خصائص  معينة تميز أحدهما عن الآخر.

ويلاحظ في الحيوانات أن معظمها يحمل صفات خارجية معينة يسهل بها تمييز الذكر من الأنثى.

ففي الإنسان، يتميز الرجل بغزارة الشعر على الجسد بصورة عامة واللحية والشارب بصورة خاصة، بجانب خشونة الصوت وقوة العضلات.

 

ويطلق على مثل هذه العلامات «الخصائص الجنسية الثانوية»، ويتحكم في ظهورها غدد خاصة تُفرز مواد معينة هي «الهرمونات الجنسية» ذكرية أو أنثوية تعمل أيضا على تهيئة الجسم في كلتا الحالتين للتزاوج وإنتاج الصغار ورعايتها أحيانا.

وبتمايز الكائنات الحية، نباتية كانت أم حيوانية إلى ذكور وإناث، فإن كلا منها يختص بتكوين إما الأمشاج التناسلية الذكرية أو الأنثوية.

وهذ تندمج مع بعضها البعض في أثناء عملية الإخصاب أو التزاوج لانتاج الأفراد الجديدة. وبذلك تتم المحافظة على الأنواع المختلفة وحمايتها من الانقراض.

 

 وفي حالة النباتات الزَّهرية تتم هذه العملية بواسطة جهاز التكاثر المعروف بالزهرة التي غالبا ما تحمل أعضاء التذكير وأعضاء التأنيث معا جنبا إلى جنب. 

كما هي الحال في البازِلاء مثلا ، ولكنها تُكون منفصلة في أنواع أخرى، حيث توجد أزهار ذكرية وأزهار أنثوية، وفي نباتين مختلفين كما في حالة النخيل.

وفي معظم الحيوانات يحمل الذكر أعضاء جنسية متخصصة هي الخُصَى تنتج الأمشاج الذكرية والمنيات، مقابل المبايض التي توجد في الإناث وتقوم بانتاج البويضات

 

وقد يتم الإخصاب خارجيا كما هي الحال في الحيوانات المائية مثل الأسماك والضفادع، أو في داخل الجسم في الحيوانات الأرضية. ويلاحظ عند تكوين الأفراد الناتجة أنها تجمع بين الخصائص الوراثية لكلا الأبوين.

وفي بعض الأحيان تكون الأفراد خناثا، أي أن كلا منها يحمل الجهازين الذكري والأنثوي معا، مثل بعض الديدان والقواقع، ومع ذلك تمارس التزاوج الجنسي بين فردين يتبادلان الأمشاج التناسلية.

كذلك توجد كائنات أخرى مثل النحل، تضع الإناث بيضا قد يتم أخصابه منتجا إناثا، أو تنمو بلا إخصاب مكونة ذكورا.

 

والمعروف أن تحديد جنس الفرد يتم لحظة اندماج المَشِيج الذكري بالمشيج الأنثوي، ويحدث هذا بواسطة الصَّبغيات أو الكروموسومات، التي تلتقي معا عندئذ، وبالتحديد الكروموسومات الجنسية (س أو × وص أو Y).

فكل بويضة تحمل الكروموسوم «س»، أما الأمشاج الذكرية، فإن نصفها يحمل الكروموسوم «س»، في حين يحمل نصفها الآخر الكروموسوم «ص».

فإذا التقى الكروموسومان «س» و «س» يكون الفرد الناتج أنثى، أما إذا التقى الكروموسومان «س» و «ص» معا كان الفرد ذكرا.

 

ومن ناحية أخرى فإن لفظ «جنس» له مدلول آخر مختلف تماما عما سبق. فهو يمثل أحد مستويات تصنيف الكائنات الحية  

وهو يقع بين مستوى الفصيلة والنوع. والمعروف أن الجنس يضم عددا من الأنواع التي يختلف بعضها عن بعض بالنسبة لبعض الخصائص، وإن كانت تتفق مع بعضها بالنسبة لخصائص أخرى تكون مشتركة في أفراد الجنس بأكمله.

مثال ذلك، جنس القط «فيلِسْ» ويضم عدة أنواع، منها الأليف «فيلس كاتوس»، والأسد «فيلس ليو» والنمر «فيلس تيجرس»، وتلاحظ أن كل اسم من هذه الأسماء يتكون من جزأين.

وهذا هو نظام التسمية الثنائية الذي ابتدعه العالم السويدي « لينيوس ». وفي هذا الحالة يطلق على كل نوع اسم ثنائي أو مزدوج، يشير الاسم الأول منهما إلى الجنس، ويدل الثاني على النوع.

 

ويُعد تزاوج أفراد النوع الواحد أمرا عاديا، ولكن يندر تزاوج فردين من نوعين مختلفين من نفس الجنس، وإن كان من المتيسر حدوث بعض حالات من ذلك التزاوج؛ مثل تزاوج القط الأليف والقط البري، ولكن يستحيل تزاوج فرد من نوع معين على فرد من نوع آخر.

ومع ذلك هناك استثناءات قليلة، كتزاوج الحصان والحمار، الذي ينجب أفرادا عقيمة لا تنجب.

 

كذلك هناك مدلول آخر للفظ الجنس يستخدمه علماء الأجناس البشرية أو علوم «الأنثروبولوجيا» على السلالات البشرية المختلفة، حيث يميزون بين الجنس الأصفر والجنس القوقازي والجنس الآري والجنس الزنجي وغيرها.

وذلك على أساس الشكل واللون وطبيعة الحضارة السائدة وبعض الخصائص الأخرى.

غير أن هذا يجب ألا يتعارض مع المعنى التصنيفي للجنس المشار إليه سابقا. فالبشر جميعا نوع واحد يطلق عليه «هوموسابينز» يضم جميع السلالات المختلفة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى