البيئة

مكونات البيئة الحية والغير حية

1994 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مكونات البيئة الحية مكونات البيئة الغير حية البيئة البيولوجيا وعلوم الحياة

منذ ان خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وميزه عن سائر مخلوقاته واستخلفه على الأرض وهو يعيش عليها، ومنها يبني بيته، ويحصل على غذائه، ويستخرج منها المعادن ويتنفس هواءها، ويتأثر بجاذبيتها ومناخها وطقسها ودورانها حول محورها وحول الشمس.

ولهذا توصف الأرض بأنها بيئة الإنسان أو بمعنى أشمل بيئة الحياة الكبرى.

وتتجزأ هذه البيئة إلى بيئات أصغر، وعادة تستخدم لفظة «البيئة» لتعني المكان الذي يعيش فيه الإنسان ويحصل منه على الغذاء والكساء والمأوى والطاقة والمواد اللازمة لتحسين معيشته وتحقيق رفاهيته.

 

تختلف البيئة من مكان لآخر على سطح الأرض بسبب ما تحويه من أشياء حية، وأخرى غير حية، وعوامل طبيعية.

فارتفاع درجة الحرارة وقلة مياه الأمطار وندرة النباتات وقلة الحيوانات تعد من مميزات الصحراء أو ما يسمى بالبيئة الصحراوية. وبيئة الغابات تكثر فيها مياه الأمطار، ودرجة حرارة جوها معتدلة، ونباتاتها وحيوناتها عديدة.

اما البيئة البحرية فمياهها مالحة تسبح فيها الأسماك وغيرها من الكائنات البحرية، وتنتشر فيها الطحالب. وبالرغم من هذا الاختلاف الواضح بين البيئة في الأماكن المختلفة، إلا أنها تشترك جميعها بمميزات أساسية هامة.

 

وتشمل المكونات الحية للبيئة جميع الكائنات الحية. ويمكن تقسيمها إلى مجموعتين رئيسيتين من حيث وسيلة الحصول على الغذاء الذي يمثل المطلب الأول للكائن الحي:

1-  مجموعة تستطيع أن تصنع الغذاء في عملية البناء الضوئي ولذلك فهي تسمى «المنتجات»، وتشمل جميع النباتات التي تحتوي على الكلوروفيل.

والبناءالضوئي عملية إنتاج ضخمة للمواد الغذائية من مواد أولية بسيطة تشمل الماء وثاني أكسيد الكربون والأملاح المعدنية، عندما يتوافر ضوء الشمس، و في وجود الكلوروفيل في النبات الأخضر.

 

2- مجموعة لا تستطيع ان تصنع الغذاء لأنفسها، بل هي تحصل عليه من كائنات حية أخرى، ولذلك تسمى «المستهلكات»، وتشمل الإنسان والحيوانات وبعض الكائنات البدائية.

فالكائنات الحية في البيئة، إذا، إما أنها منتجة أو مستهلكة، وهذا يحتم وجود علاقات غذائية بينها يشار لها عادة بعلاقات الآكل والمأكول.

وهذه العلاقات الغذائية متسلسلة حيث تبدأ بالمنتجات وتتدرج بعد ذلك مع المستلكهات، وعلى سبيل المثال تنتج الأعشاب في المراعي الغذاء بعملية البناء الضوئي (منتج)، والأغنام تتغذى على الأعشاب (مستهلك أول).

 

والإنسان ينتغذى على الأغنام (مستهلك ثان). ويمكن التعبير عن ذلك على النحو التالي:

الأعشاب            الأغنام            الإنسان

 

أو قد تكون العلاقة في البحر كما يلي:

طحالب        أسماك صغيرة         أسماك كبيرة      أسماك أكبر         جراجير: وتسمى هذه العلاقة الغذائية بالسلسلة الغذائية مع ملاحظة أنها لا تكون بهذه البساطة في الطبيعة.

 

وأما المكونات غير الحية فهي تشمل ما يلي:

1- الماء: وهو ركن أساسي من الأركان التي تهيئ الظروف الملائمة للحياة واستمرارها في البيئة. وترجع أهمية الماء للكائنات الحية لأسباب عديدة نذكر منها:

– وجود سائلا في درجات الحرارة العادية.

– مذيب جيد.

– ليس له لون أو رائحة أو طعم.

ويغطي الماء أكثر مممن 70% من سطح الأرض، وبعضه عذب وأكثره مالح، كما أنه يدخل في تركيب جسم الكائن الحي بنسبة كبيرة.

 

2- الهواء: وهو يمثل الغلاف الغازي الذي يحيط بالكرة الأرضية وتحفظه الجاذبية الأرضية حولها، والهواء الجوي خليط من عدة غازات موجودة فيه، بنسب ثابتة وأهمها الأكسجين وثاني أكسيد الكربون والنيتروجين.

والأكسجين يلزم الكائنات الحية في التنفس. أما ثاني أكسييد الكربون فهو ضروري لعملية البناء الضوئي، والنيتروجين لازم لبناء البروتينات التي يحتاجها جسم الكائن الحي.

 

اما ثبات نسب الغازات بالرغم من استهلاكها من قبل الكائنات الحية فإنه يتحقق من خلال دورات طبيعية لهذه الغازات. فمثلا التنفس يستهلك الأكسجين ويطرد ثاني أكسيد الكربون.

بينما عملية البناء الضوئي تستهلك ثاني أكسيد الكربون وتطرد الأكسجين. ولذلك فالتنفس والبناء الضوئي كعمليتين حيويتين متعاكستين لهما دور رئيسي في ثبات نسب غازي الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الجو.

 

3- التربة: وهي جزء من القشرة الأرضية الصلبة. وتتكون التربة من رمل (خشن وناعم) وطين ودبال، وهي صالحة لنمو النباتات ويحصل منها على الماء والأملاح المعدنية.

 

4- الطاقة: وهي مكون أساسي في البيئة إذ إنها المحرك الرئيسي لكل أحداث البيئة، والشمس مصدرها الأساسي. تصل الطاقة الشمسية إلى الأرض بالحرارة والضوء.

 

ونلاحظ مما تقدم أن الكائنات الحية يرتبط بعضها ببعض بسلاسل غذائية، وكذلك تأخذ ما تحتاجه من مكونات البيئة غير الحية حتى تستمر حياتها

وتعود المواد مرة أخرى إلى البيئة، إما عندما يطردها الكائن الحي أو بعد تحلل جسمه بعد موته. وهذا التفاعل المبتادل بين الكائنات الحية بعضها مع بعض من جهة، ومع المكونات غير الحية في البيئة من جهة أخرى، يحقق للبيئة اتزانها واستمراريتها. (انظر أيضا: اتزان بيئي).

وقد استمرت البيئة في توفير حاجات الإنسان مع بقائها قادرة على العطاء حتى زمن قريب عندما بدأ الإنسان في استغلال البيئة بشكل يؤدي إلى استنزاف مواردها وتدهورها.

 

ولذلك بدأت البلدان المختلفة في سن القوانين والتشريعات التي تنظم العلاقة بين الإنسان والبيئة التي يعيش فيها. وظهر العديد من المؤسسات والهيئات الرسمية وغير الرسمية التي تعنى بالمحافظة على البيئة.

وفي دولة الكويت تهتم إحدى جمعيات النفع العام بحماية البيئة («جمعية حماية البيئة الكويتية»)، كما أنشئ مجلس لحماية البيئة. والكويت تتعاون أيضا مع المنظمات الإقليمية والعالمية التي تعنى بحماية البيئة.

 

ولقد أجمع العديد من المهتمين بالبيئة على أن الإنسان هو المشكلة الحقيقية في البيئة، وذلك للأسباب التالية:

1- الإنسان صانع التلوث.

2- الإنسان ستنزف موارد البيئة.

3- تزايد عدد السكان سبب مشكلة نقص الغذاء في العالم.

 

ولذلك فإن النظرة المستقبلية الحكيمة للبيئة تتمثل في الاهتمام بما يلي:

1- مكافحة التلوث بأنواعه المختلفة.

2- ترشيد استخدام مصادر الثروة الطبيعية والطاقة بحكمة.

3- البحث عن مصادر جديدة لغذاء وتنمية المصادر المتوافرة منه، وإيجاد مصادر جديدة للطاقة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى