العلوم الإنسانية والإجتماعية

الدعوى القضائية الخاصة بصندوق حماية الزراعة العضوية ضد شركتي “باير ومونسانتو”

2014 البذور والعلم والصراع

أبي ج . كينشي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

العلوم الإنسانية والإجتماعية البيولوجيا وعلوم الحياة

رفضَ العامّة الأغذية المهندسة وراثياً، ففي أماكن مختلفة مثل الاتحاد الأوروبي والبرازيل واليابان قلّلوا من اعتمادهم العالمي على البذور المهندسة وراثياً، وسعوا إلى إيجاد فرص جديدة لتسويق الأغذية غير المهندسة وراثياً(1).

وفي بعض البلدان يُطلب [من المنتجين] وضع علامة على الأغذية تشير أنها مهندسة وراثياً. وإضافة إلى ذلك فإن المنتجات العضوية التي تحمل شهادة معتمدة، تبيّن أنها نمت عضوياً من دون استخدام البذور المهندسة وراثياً أو غيرها من المدخلات، تسيطر على حصة متنامية في سوق الأغذية العالمي(2).

يجد المزارعون المنتجون للمحاصيل غير المهندسة وراثياً صعوبة في تجنّب التلوث غير المرغوب لمحاصيلهم بالمواد المهندسة وراثياً.

ففي ساسكاتشوان بكندا، حيث اتجه معظم المزارعين إلى اعتماد أنواع الكانولا المقاومة للأعشاب الضارة (الكانولا المقاومة)، استفاد بعض المزارعين للمحاصيل العضوية من الطلب العالمي للكانولا غير المهندسة وراثياً، فتلقّوا أسعاراً أعلى لكون محاصيلهم عضوية معتمدة.

لكن حين أصبح تدفّق التحوّر الوراثي منتشراً صار من المستحيل تقريباً أن ينتج المزارعون محصولاً للكانولا لا يحتوي على مواد مهندسة وراثية [كنتيجة للتلوث البيئي]، لم يعد هناك رغبة عند التجار في شراء ما كان يعرضه المزارعون العضويون في ساسكاتشوان للبيع.

 

نظّمت ما دُعيت بلجنة «صندوق حماية الزراعة العضوية» (Organic Agriculture Protection Fund: OAPF) دعوى قضائية جماعية ضد شركتي باير ومونسانتو، صانعي الجينات المحوّرة وراثياً، التي لوّثت حقول المزارعين العضوية.

وسعى مزارعو المحاصيل العضوية إلى تطبيق القانون المتعلق بالجينات الناشزة، والذي يتعامل معها قياساً بغيرها من الأشياء التي تحكم من قِبل الدولة، مثل التلوّث البيئي أو المتسلّلين لممتلكات غيرهم (Trespassers).

وسلّطت هذه الدعوى الضوء على التناقضات الموجودة في نظام براءات الاختراع، الذي يتعامل مع الجينات المحوّرة على أساس أنها قابلة لامتلاك براءة اختراع للابتكار، وعلى اللوائح الناظمة التي تنظر للجينات المحوّرة على أساس أنها إضافة غير مضرة للبيئة.

وقد سأل المدّعون، بعد أن يتمَّ منح حقوق لبراءات اختراع موسعة، من خلال الحكم بقضية شمايزير لصالح مونسانتو، في ما إذا كانت هناك أية مسؤوليات مقابلة للمراقبة والسيطرة على تلك الاختراعات.

 

وفي الردّ على الادعاءات القضائية لمزارعي المحاصيل العضوية، ردت شركة مونسانتو بقولها «ليس هناك طريقة لإرجاع المارد لزجاجته (There is no way to put the genie back into the bottle)، لقد أصبحت الكانولا المهندسة وراثياً الآن جزء من البيئة، لأن حكومتنا الاتحادية أجازت ووافقت على ذلك» (Garforth and Ainslie 2006, 463).

وأشار مزارعو المحاصيل العضوية إلى تناقضات موقف شركة مونسانتو، متسائلين: هل هذه [الجينات] ابتكارات؟ أو هل هي «جزء من البيئة» كما تدعي مونسانتو؟ وما هي الفئات القانونية التي تنطبق على هذه الكائنات؟(3)

سأتفحص في هذا الفصل الدعوى القضائية الخاصة بصندوق حماية الزراعة العضوية، والتعبئة السياسية التي أحاطت بها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى