الطب

مرض الكوليرا: تعريفه وأعراضه

1995 أمراض لها تاريخ

حسن فريد أبو غزالة

KFAS

مرض الكوليرا الطب

فهو ميكروب ضعيف لا يقوى على مقاومة الاحماض، لهذا كانوا يوصون بعصير الليمون الحامض ليتوفى به الناس شر الإصابة، مما جعل حبة الليمون الحامض في زمانها أعلى من حبة التفاح، هذا إن وجدوه في الأسواق.

وعلى أية حال فالميكروب يتشكل على هيئة معكوفة تشبه الضمة أو حرف الواو، لهذا أطلقوا عليه اسم ضمات الكوليرا، أو واويات الكوليرا، والميكروب إذا ما دخل جوف المصاب وتخطى حدود المعدة فإنه يكمن في الأمعاء الرقاق ليصيبها بإسهال مائي شديد، وقيء متواصل يستنزف معه ماء الجسم وأملاحه.

لهذا يصح أن يقال فيه إن المريض يجف في بضع ساعات، فالميكروب لا يقتل في حد ذاته، وغنما الجفاف هو القاتل، ولم يعهد أن وصل مريض إلى المستشفى مات هناك لأنهم يسعفونه فوراً بحقن السوائل التي تعوضه عما يفقد ولا شيء آخر.

 

ومدة حضانة المرضى (وهي المدة التي بين العدوى وظهور الأعراض) تتراوح بين يوم واحد وخمسة أيام، لهذا كان الحجر الصحي مدته خمسة أيام يطلق سراح الحاج بعدها إذا ما كان قادماً من مناطق موبوءة أو من أداء فريضة الحج.

من الطبيعي أن سر المرض كان خافياً على الناس، حتى كان عام 1882 حين جاء "روبرت كوخ" يرأس فريق ألمانيا، وحط رحاله في مدينة "الاسكندرية" حيث المستشفى الأميري هناك، ليستطلع اسباب المرض، فيما قدم فريق فرنسي آخر بقيادة مساعد العالم "باستير" واسمه (رو) ليكون مقر البعثة الفرنسية في المستشفى الفرنسي بالاسكندرية للغرض نفسه.

وكان السباق على اكتشاف سر المرض الذي عثر "كوخ" على ميكروباته في أمعاء المرضى وبرازهم وقيئهم، غير أن التيقن مما شك فيه دفعه إلى أن يرحل مرة أخرى إلى الهند ليكشف ذات الميكروب المنحني، وبعدها أعلن عن اكتشافه لسر الكوليرا عام 1883، غير أن سعي "كوخ" لاقى الاعتراض كما يلقاه كل العلماء في كل مكان وزمان ولكن الحقيقة العلمية تصمد أمام كل التحديات الباطلة التي تقف أمامها وتتحداها.

 

وعلى أية حال فقد كان وباء 1947 الذي حل بأرض "مصر" هو نهاية المطاف لأوبئة الكوليرا التقليدية وختام السلسلة التي حلت محلها كوليرا الطور بعد ذلك، ففي شرق "دلتا النيل" كانت تقوم قرية صغيرة متواضعة يطلقون عليها اسم "القرين" ليس لها من أهمية سوى أنه يقام فيها السوق السنوي لتجارة البلح، إذ يجتمع فيه القوم من كل المديريات المجاورة يعرض كل منهم بضاعته.

لعل قرب القرية من المياه العذبة، وتوسط القرية، هو الذي أغرى بقيام سوق البلح هذا فيها، غير أنه في اليوم الثاني والعشرين من شهر سبتمبر سنة 1947 أصيب ثلاثة من العمال كانوا ضمن ستة آلاف عالم من عمال البناء بإسهال وقيء شديدين، ثم حل بيهم ما يشبه الإغماء من أثر الضعف والإعياء.

 

لقد حل الذعر بأهل القرية فحمل التجار بضاعتهم وهربوا، كل منهم إلى قريته خوفاً من المرض، وما علموا إنهم حملوا معهم المرض إلى قراهم، وكان المرض هو الذي هرب من القرية المشؤومة، ففي اليوم الثالث كانت الصورة ذاتها تتكرر في مدينة "القاهرة" عاصمة القطر، وعندما حل اليوم الرابع تكررت الأحداث في الإسماعيلية، وما إن حل شهر أكتوبر حتى كانت "مصر" كلها عن بكرة أبيها تعاني من وباء الكوليرا.

فقد سجلت دوائر الصحة 33 ألف إصابة في ذلك الوقت خلاف الذين لم يبلغ عنهم وكان منهم 20 ألف حالة وفاة.

من أين جاء هذا المرض؟ كيف رحل؟ لا أحد يدري أو يعلم، ولكن بعضهم يفتي بأن جنود الاحتلال هم الذين كانوا السبب!

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى