الحيوانات والطيور والحشرات

نبذة تعريفية عن خصائص وأنواع “الفئران”

2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الفئران خصائص الفئران أنواع الفئران الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

الفئران حيوانات من فصيلة الجرذان من رتبة القوارض.

وتعد هذه الفصيلة من أنجح الثدييات وأوسعها انتشارا في العالم، فأنواعها لها قدرة ممتازة على التكيف في البيئات المختلفة وتحمل الظروف القاسية.

وكثير من أنواعها آفات شديدة الضرر، تقضي على كميات كبيرة من الحبوب والثمار وغيرها من الأغذية المخزونة، كما أن بعضها يقوم بأدوار مهمة في نقل أمراض خطيرة.

 

وتضم فصيلة الجرذان عددا كبيرا من الحيوانات المعروفة بالجرذان والفئران. وكثير من العوام لا يفرق بين الفأر والجرذ، ولعل لهم العذر في ذلك، فهذه الحيوانات تتشابه في أوصافها العامة.

ولكن العرف العلمي جرى على إطلاق اسم «الجرذ» على الأنواع الكبيرة الحجم، واسم «الفأر» على الأنواع الصغيرة الحجم.

كذلك اتفق على أن يكون الحد الفاصل بينهما 13 – 15 سنتيمترا، فالجرذان أكبر حجما من هذا الحد، والفئران أصغر؛ مع وجود حالات شاذة.

 

وفي اللغة العربية يطلق اسم «الفأر» على عدد غير قليل من الحيوانات، وكذلك مقابلاته في اللغات الأجنبية، ولكن لعل أشهر الفئران جميعا وأهمها هو «الفأر المنزلي» (أو «فارة البيت»)، الذي يتراوح طوله بين 6 و11 سنتيمترا، ووزنه بين 10 و30 جراما.

ويعتقد أن هذا النوع قد نشأ في جنوبي آسيا وأوروبا، ثم انتشر إلى كل مكان في الأرض بلغه الإنسان.

وفي بعض المناطق يعيش الفأر المنزلي طول العام في مساكن الناس ومخازنهم؛ ولكنه في مناطق أخرى لا يلجأ إلى هذه الأماكن إلا في الشتاء.

 

وتعيش فئران المنازل عادة في مجموعات صغيرة، تشترك في أماكن غذائها وتوالدها وفتحات هربها. وقد يمتد مدى نشاط الفأر الفرد بضعة أمتار مربعة، ولكنه يستطيع العدو والتسلق والقفز، بل والسباحة أيضا إذا اضطر إلى ذلك.

وتمارس الفئران معظم نشاطها ليلا، وهي تعتمد على حاستي الشم والسمع المرهفتين. ومن الطريف أن حدة سمع الفئران تدفعها أحيانا إلى التجمع حول مصادر الموسيقى.

وتبني الفأرة عشها في مكان مظلم أمين من المواد المتاحة لها. وفي المتوسط، تلد الفأرة ستة صغار («أدراص») في المرة الواحدة، ولكن عددها قد يتجاوز ضعفي هذا العدد (13 أو أكثر)!

 

ولكن إذا تزايدت أعداد الفئران عما يتسع له المكان وما يتوفر فيه من الغذاء، تناقص عدد الفئران الوليدة.

ومدة الحمل نحو 20 يوما؛ وتولد الأدراص عميا وعرايا من الشعر، ولكنها تفتح عيونها بعد نحو أسبوعين، وتتعلم تناول غذائها في نحو اليوم السابع عشر، وإن كانت تظل ترضع من أمها نحو أربعة أسابيع، ثم تصبح قادرة على الإنجاب وعمرها شهران أو ثلاثة. وقد تمتد حياة الفرد ست سنوات.

وتأكل الفئران كل شيء تقريبا، ولكنها تفضل الحبوب وما يصنع منها، وهي تستهلك من هذه المواد كميات كبيرة. هذا فضلا على أنها تشترك مع الجرذان في نقل عدد من الأمراض الخطيرة واتساع انتشارها في أوبئة.

 

ومكافحة الفئران أصعب من مقاومة الجرذان، فهي تستطيع – لصغر حجمها – أن تصل إلى مساكن الإنسان ومخازنه في صناديق الفاكهة والخضر والمواد الغذائية الأخرى، ثم تتوالد سريعا.

ولما نجحت دولة الكويت في القضاء على معظم الجرذان على نحو حاز إعجاب الخبراء العالميين  سارع الفأر المنزلي إلى احتلال البيئة التي خلت من منافسه القوي.

ولكن السلالة البيضاء من الفأر المنزلي، تعوض الإنسان عن هذه الخسائر والأضرار، فإن الآلاف منها تربى وتجرى عليها التجارب العلمية، وبخاصة في دراسة الأورام، وعلم الوراثة، وتجربة العقاقير الجديدة قبل تجربتها في الإنسان. وبعض الناس يستمتعون باتخاذ هذه الفئران البيض («الألبينو») حيوانات مدللة لطيفة، سهلة التربية.

 

و«فأر» الغيط النيلي من الآفات الزراعية الخطيرة التي تهدد حقول الحبوب والفاكهة والطماطم والفول السوداني، وغيرها من المحاصيل. وهو يتجاوز الحد الأعلى المتعارف عليه للفئران، فطوله نحو 18 سنتيمترا.

أما جنس «الفأر أبي شوك»، فتنتشر أنواع منه في كثير من البلاد العربية، وفي إيران والصومال وتنزانيا وروديسيا؛ وهي تعيش في السهول الزراعية والمناطق الصحراوية وقد ترتاد مساكن الإنسان ومخازنه.

وهي – كما يتضح من اسمها – تتميز بانتشار أشواك مفلطحة على ظهورها. والعجيب في هذه الفئران أنها تلد صغارا قادرة على الحركة المستقلة بعد ثلاثة أيام فقط!

 

وينتشر «فأر الغابات» من أوروبا إلى أواسط آسيا، وهو يمارس نشاطه ليلا بحثا عن الحبوب والحشرات والثمار الموسمية. أما «فأر الحصاد»، فهو فأر صغير الحجم (طوله نحو 5.7 سنتيمتر)، ينتشر في أوروبا.

وهو بارع في تسلق سوق الحشائش في الأماكن الرطيبة، حيث يبني عشاشه الصغيرة، ويجد غذاءه من الحبوب والحشرات ويرقاتها.

وأما «فأر الحشائش ذو الأشرطة الأربعة» فيعيش في شرقي أفريقيا وجنوبيها، وقد يبلغ مرتفعات عالية في جبال كليمنجارو (في تنزانيا).

 

ويتخذ هذا الفأر جحورا أرضية، ويتألف طعامه من الحشائش الخضراء مع شيء من الحبوب والحشرات؛ وهو نهاري النشاط.

وأما «الفأر السمين» فيعيش في الأنجولا وزامبيا، ويقبل على الغذاء بنهم في موسم الأمطار حتى يكتنز جسمه بالدهن الذي يستهلكه تدريجيا في موسم الجفاف.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى