الطب

الحالات التي تتطلب الولادة بـ”العملية القيصرية” واختلاف نسب إجراؤها في العديد من الدول

1996 تقنيات الطب البيولوجية وحقوق الإنسان

الدكتور يوسف يعقوب السلطان

KFAS

الطب

تختلف معدلات عمليات الشق القيصري من جهة لأخرى في العالم، فنسبتها في مستشفيات الولادة في تشيكو سلوفاكيا 5%، وفي الولايات المتحدة 18% ويبدو أن ارتفاع النسبة في الولايات المتحدة يرجع إلى الاعتماد على الإجراءات التي تتبع مع المولود الأول.

واعتبار أن الحوامل اللاتي تزيد أعمارهن عن 35 سنة معرضات للخطر بالولادة الطبيعية.  ومع أن المعدلات في الولايات المتحدة وكندا (16%) تزيد عن معدلات الدول الأوروبية ودول الباسفيك الأخرى بنسبة 200% (نوتزون وآخرين Notzon et al.، 1987)، إلا أن المعدل العالمي بصفة عامة في ازدياد منتظم. 

وتكشف لنا هذه الاختلافات عن التباين في الممارسة وفي الاتجاهات نحو استخدام وسائل التدخل التقنية.  وبما كانت هناك أيضا اختلافات في توافر الموارد. 

 

ويمكن أن تعزي معظم هذه الاختلافات إلى التكرار النسبي للولادات المهبلية أو الطبيعية التي تأتي نتيجة للحمل، بعد إجراء عملية شق قيصري، أو بمعنى آخر اختلاف تكرار مرات الولادة القيصرية. 

ففي الولايات المتحدة وكنذا على سبيل المثال نجد أن 5% فقط من النساء اللائي سبق ان ولدن بعمليات الشق القيصري ولدن بعد ذلك ولادة مهبلية. 

وتكشف لنا النسبة العالية لاستخدام الشق القيصري في الولايات المتحدة عن اعتياد استخدام هذه الطريقة في الحالات التي فيها احتمال وجود مضاعفات مع أنها لم تتأكد دائما كما يتبين من المراقبة الإلكترونية للجنيني، والرؤية بالموجات فوق الصوتية. 

 

وتشتمل هذه المضاعفات المختلفة الشدة على الحمل المتعدد (بأكثر من جنين واحد) وإصابات الأم بالتهاب في الجهاز التناسلي البولي وارتفاع ضغط الدم. 

وفي كل من هذه المضاعفات نجد أن 50% من الحوامل في الولايات المتحدة الأمريكية يلدن ولادة قيصرية، بالمقارنة بنسبة تتراوح بين 10، 20% من الحالات المماثلة في الدول الأخرى في العالم. 

ففي اسكتلندا يؤدي الإرهاق الشديد والضيق الجنيني إلى عمل الشق القيصري بنسبة 19% من الحالات، مقابل 69% من الحالات المماثلة في الولايات المتحدة. 

 

كما أن المجيء بالمقعدة اثناء الولادة يؤدي إلى ولادته بالعملية القيصرية بنسبة 93% في الولايات المتحدة مقابل 39% في المجر مثلا.

ولقد أثبت هذا الإجراء أنه ضرورة حتمية في بعض الحالات مثل حالة عدم التناسب بين الحوض والجنين.  ومع ذلك لا يمكن تبرير تكرار استخدام القيصيرية في الولايات المتحدة الامريكية للتقليل من مرض أو وفاة الجنين أو الأم. 

 

وفضلا عن ذلك فإن العملية تزيد الأعباء المالية زيادة شديدة على المرضى وعلى المستشفيات، فضلا عما تتركه العملية من آثار فسيولوجية على المرضى، وفي النظم التي تقدم فيها الخدمات مقابل أجور قد يكون الدافع لكثرة استخدام هذه الطريقة هو الرغبة لدى الأطباء في مزيد من الكسب المادي والتيقن من الوقت وحصيلة الولادة. 

ولعل الأعباء المالية والفسيولوجية والعاطفية تبرر القول بأن العملية القيصيرية مثال واضح على المبالغة في إخضاع عملية ميلاد الأطفال للإجراءات الطبية غير الضرورية على حساب المرضى وأسرهم (اليونسكو/ الجمعية الدولية للعلوم الاجتماعية، والاتحاد الدولي للطب العقلي، 1987).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى