علوم الأرض والجيولوجيا

تقليص مساحة الهدف

2014 الاقتصاد وتحدي ظاهرة الاحتباس الحراري

تشارلزس . بيرسون

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

تقليص مساحة الهدف علوم الأرض والجيولوجيا

لا ترتبط مسألة المشاركة بالكلفة فحسب، بل ترتبط بما هو ممكنٌ عملياً من الناحية التكنولوجية. يغلق الاتفاق غير الكامل بعض أهداف التركيزات ودرجات الحرارة.

وللنظر بمشكلة التوقيت. فهناك أسباب وجيهة لتكثيف سياسة المناخ المعتدل بوتيرة متعمدة. وأفضل المعلومات عن حجم الضرر قد تُصبح متاحة.

كما ينبغي ظهور التكنولوجيات المنخفضة التكاليف الخاصة بخفض الكربون. فالبطء النسبي سيحدُ من الإلغاء السابق لأوانه لرأس المال المادي المتجسد بوسائط النقل، والهيكليات، والمرافق وما شابه ذلك.

 

ويوحي منطق الحسم (الخصم)، مع ثبات العوامل الخارجية، بأن تأخير التخفيف المكلف هو أمرٌ مرغوبٌ فيه.

كما لاحظنا سابقاً، هناك تكاليف كبيرة أيضاً تشارك في التأخير، خاصة إذا كان ذلك التأخير ناتجٌ عن التغطية غير الكاملة. علاوة على ذلك، فإن بعض أهداف تركيزات غازات الدفيئة، ودرجات الحرارة تصبح بعيدة المنال تكنولوجياً(40).

متغيرات التفاعل ثلاثة، إذا كانت هناك قيود على معدلات التي تمكن من خفض انبعاثات غازات الدفيئة.

 

أحدهم لبناء العلاقة ما بين متى يتم تأخير خفض الانبعاثات، والتركيزات القصوى للغلاف الجوي، وبالتالي زيادة درجة الحرارة التي يمكن تأمينها. فتحديد المعدل الأقصى لخفض الانبعاثات، ووضع هدف للتركيز سوف يحددان المدة القصوى لسياسة خفض الانبعاثات التي يمكن أن تتأخر.

وعلى العكس من ذلك، إذا واصلنا إصلاح معدلات خفض الانبعاثات وتحديد طول مدة التأخير قبل استقرار الانبعاثات، وبدأنا بتخفيضها، فيمكننا حساب ذروة مستويات تركيزات غازات الدفيئة. ويمكن بعد ذلك تحويل تركيزات الذروة لتقدير ارتفاع درجة الحرارة.

وهكذا على الرغم من أن هناك مزايا تكلفة حقيقة للتأخير، هناك أيضاً فرص ضائعة. والتأخير سيأخذ تركيزات معينة، وبعض درجات الحرارة المختارة المتوافرة (من على الطاولة). وإلى حدٍ ما هذا وضع مختلف، فإما نافذة الوقت لسياسة التخفيف تكون قوية ليبدأ الإغلاق، أو انكماش مجموعة من الأهداف يمكن تحقيقها.

 

شكوك كبيرة تُعقد هذا التحليل، إذا كنا بحاجة لاحتمالية 90% من حد ارتفاع درجة الحارة إلى 2 درجة مئوية، إلا أن نافذة الوقت أضيق بكثير من احتمال 50%.

الحد الأقصى لمعدل انبعاثات الكربون بالإمكان خفضه هو مسألة اقتصادية وتكنولوجية على حدٍ سواء(41). كلما ارتفع المعدل، ارتفعت التكاليف، تلك العلاقة هي غاية في المضاربات.

فالتذكر أن انبعاثات الكربون من الوقود الأحفوري في زيادة أكثر من 3% بالسنة للفترة ما بين عام 2000م وعام 2008م، قبل أن ينخفض في فترة الركود الاقتصادي الأخيرة. ولوقف نمو وهندسة خفض الانبعاثات سيستغرق ذلك جهداً عالمياً كبيراً. فميغنون وزملاؤه (Mignone et al. 2008) استخدموا في هذه المشكلة ثلاثة متغيرات.

 

ففي الجزء الأول من تحليلهم، افترضوا أنه عندما يبدأ التخفيف، فإن الانبعاثات ستبقى ثابتة على مدى عقدٍ من الزمن ومن ثم يتم تخفيفها بواقع 1% لكل سنة لاحقة. ثم بعد ذلك قارنوا بدأ التخفيف فوراً مع سيناريو التأخير لفتراة مختلفة (حتى خمسين سنة).

وقد أظهرت النتائج أنه مع عدم وجود التأخير، فإنه سيكون تركيز ثاني أكسيد الكربون في ذروته عند 475 جزء من المليون في عام 2150، ومع التأخير لخمسين سنة فإن الذرة ستكون 992 جزء من المليون بحلول عام 2240م.

(المستوى الراهن هو حوالي 390 جزء من المليون). فالتركيزات عند حدود 450 جزء من المليون لم تعد محتملة، حتى إذا كانت الانبعاثات مستقرة في يومنا هذا.

 

إذا كان معدل خفض الانبعاثات ليس ثابتاً لأسباب تكنيكية واعتبر متغيراً سياسياً، فإنه من الممكن مقايضة معدل الخفض مع تأخير التخفيف، حينما يجرى تثبيت هدف التركيز. والخلاصة، هذا هو ببساطة مبدأ العودة لتحميل جهد التكيف.

فعلى سبيل المثال، إذا تم تعيين هدف التركيز عند 550 جزء من المليون، فإن التأخير لخمسين سنة هو أمرٌ ممكن عملياً إذا ما تم تعزيز معدل الخفض من 1.2% إلى 1.55% في السنة.

 

ومع ذلك، فإن تكلفة زيادة معدل الخفض ستزداد أضعافاً مضاعفة. ولغرض تحقيق هدف 450 جزء من المليون بعد التأخر عشر سنوات، سيتطلب معدل انخفاض يزيد على 3% سنوياً، والذي أشار إليه مؤلفو البحث بأنه ليس مجدياً.

توصل جيمس هانسن وزملاؤه (James Hansen et al. 2008, p. 17) لمسألة التوقيت من خلال منظور علم المناخ، حيث لخصوا تحليلهم: "النمو المستمر لانبعاثات غازات الدفيئة لعقدٍ من الزمن فحسب، سيلغي عملياً إمكانية العودة على المدى القريب إلى تركيبة الغلاف الجوي تحت مستوى التحول نحو الآثار الكارثية".

 

الاستنتاجات

لقد أسهمت المفاهيم والتحليل الاقتصادي في فهم لغز التعاون المناخي، ولكن من دون أي حل. فصعوبة تأمين التعاون من أجل سياسة مناخ قوية لم تكن بسبب العرقلة المتعمدة.

وهناك الكثير من الأسباب الجوهرية. فعلى أحد المستويات، عدم اليقين، والفترة الزمنية الطويلة الأفق تتفاعل في الساحة السياسية لمنع الاستجابة القوية.

ولكن على مستوى أعمق، توفر طبيعة التحدي المنافع العالمية العامة في سياق تكاليف ومنافع وطنية غير متماثلة، وتفاوت واسع في الدخل، غير متكافئة للغاية في الماضي وفي مساهمات الانبعاثات المحتملة.

 

والتكسب الجامح من قبل إما الاتفاقية البيئية الدولية المتجاوزة للحدود الوطنية أو المخزون الكافي للعقاب والترغيب الذي هو أكثر من كافيٍ لشرح المستويات المنخفضة للتعاون.

وعلى الرغم من فائض الرفاهية الاجتماعية التي يمكن الحصول عليها من التعاون الحقيقي، وعلى الرغم من الحاجة إلى إجراء خفض للتكاليف والحفاظ على أهداف درجات الحرارة المعقولة الممكنة، فإن إيجاد اتفاقية تعاونٍ شاملةٍ تبقى حالة من المعاناة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى