علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن “الشعاب المرجانية”

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثالث

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الشعاب المرجانية علوم الأرض والجيولوجيا

يعد تعبير «شعاب» تعبيراً عاماً غير محدد المعنى، فقد يطلق هذا التعبير على «الحواجز الصخرية العضوية» (Rock forming organisms) أو على «امتداد لسان صخري» في منجم أو على «تجمعات صخرية عضوية» بارزة فوق مياه البحر تعوق حركة الملاحة خاصة عند عمق 6 قامة.

كما أطلق بعض الكتاب هذا التعبير على «الحواجز الرملية المتماسكة» (Cemented sand ridges) التي تنتشر بوجه خاص على طول مناطق متفرقة من الساحل الشرقي للبرازيل.

وعلى طول بعض السواحل والشواطئ الصخرية (Rocky shores) للبحار والبحيرات، قد تظهر تجمعات من الكتل الصخرية يطلق عليها أيضاً تعبير «شعاب».

 

ويستخدم الباحثون تعبير «شعاب عضوية» (Bioge-nic reefs) في حالة تكوين القسم الأعلى من تجمعات الشعاب من مواد عضوية ومن هياكل بعض الكائنات البحرية التي لها القدرة الكبيرة على إفراز وترسيب كربونات الكالسيوم.

وتتألف معظم الشعاب العضوية من المرجان (Coral) وبعض الكائنات الأخرى التي تعيش في كنفه. 

ولكن في بعض الأحيان قد تتكون الشعاب العضوية من الطحالب الجيرية والهيدروزوا (الابابيات وهي من رتبة اللاحشويات البحرية – Hydrozoans) والديدان البحرية الحلقية (Annelids) وأصداف المحاريات الرخوية البحرية (Oysters) والإسفنج (Sponges).

كما أن تعبير «تجمعات صخرية عضوية» في لغة الملاحة البحرية يدل على «عائق ملاحي» حتي قبل تصنيف هذا العائق إلى «شعاب».

 

إلا أن مصطلح «شاب مرجانية» (Coral reefs) يعد أكثر هذه المصطلحات شيوعاً في الدراسات الجيولوجية والجغرافية.

ويدل على تجمعات هائلة من الكائنات المرجانية السطحية الحية التي كثيراً ما تنمو فوق رواسب الكائنات المرجانية الجيرية الميتة السفلية، وذلك فوق أرضيات الرفرف القاري الضحل والمسطحات المحيطية الضحلة حول الجزر المحيطية.

ويعيش حيوان المرجان (شكل 1) عادة في جماعات، ويكون مستعمرات تحتل مساحات واسعة، وتتركب من مجموعات متعددة من حيوانات المرجان الفردي (Polyps) والمركب.

 

وينمو المرجان بمياه البحر أفقياً ورأسياً ويلاحظ أن الفرق بين المرجان الميت والآخر الحي، هو أن النوع الأول يكون غالباً متحجراً أو مسمنتاً (Cemented)، ويختلط معه تجمعات هائلة من الطحالب الجيرية خاصة تلك المعروفة باسم ناليبور (Nullipores)

ويقع على أعماق بعيدة من سطح مياه البحر، مما لا يسمح له بالتنفس والنمو – في حين أن المرجان الحي يقع عادة فوق رواسب المرجان الميت وقريباً من سطح مياه البحر بحيث تسمح له الظروف بالتنفس واستمرار النمو.

وتتوقف سرعة بناء الشعاب المرجانية على مدى نمو حيوان المرجان وتكاثره، والذي يستمد غذاءه من بعض الكائنات البحرية الأخرى مثل الطحالب.

 

ولكي ينمو المرجان ويستمر في حياته فإنه يحتاج إلى بيئة بحرية خاصة، وتتشكل مياه البحر فيها بخصائص طبيعية وكيميائية متمايزة، فينبغي ألا تنخفض درجة حرارة المياه عن 20˚س وألا تقل نسبة الملوحة عن 35 في الألف.

وعلى ذلك يكاد يقتصر نمو الشعاب المرجانية في أرضيات المسطحات البحرية والمحيطية المدارية فيما بين دائرتي عرض 30˚ شمالاً وجنوباً، اللهم إلا في بعض الحالات المحلية الخاصة التي قد ينمو فيها خارج هذا النطاق تبعاً لتأثر المياه بالتيارات البحرية الدفيئة.

ومن الشعاب المرجانية التي تتبع هذه المجموعة الأخيرة تلك التي تقع حول جزيرة برمودا (Bermudas) التي تتأثر مسطحاتها المائية بمياه تيار الخليج الدفيء.

 

كما يلزم أن تكون المسطحات المائية التي ينمو فيها المرجان صافية وتخلو من الشوائب، وأن ترتفع فيها نسبة الملوحة.

وعلى ذلك لا ينمو المرجان عند مصبات الانهار التي تصب في البحر كميات هائلة من الطمي والغرين، تعرقل من نمو المرجان، في حين يزدهر نمو المرجان عادة على طول الشواطيء البحرية التي تتعرض لتلاطم الأمواج، ولحدوث المد والجزر وللتيارات البحرية الدفيئة.

وقد أوضحت الدراسات الأوشيانوجرافية البيولوجية أن التيارات البحرية تمد المرجان الحي بكميات كبيرة من الأكسجين الذائب في المياه والغذاء اللازم لنموه.

 

ولا يستطيع المرجان البقاء طويلاً فوق سطح المياه وأن يتعرض للهواء الخارجي، ومن ثم لا يظهر المرجان عادة فوق مستوى منسوب الجزر، ويحتاج المرجان لنموه كذلك إلى ضوء الشمس، وعلى ذلك لا ينمو المرجان ولا يستمر في حياته إذا وجد على عمق أكثر من 25 قامة من سطح مياه البحر (شكل 2 وشكل 3).

 وتنتشر الشعاب المرجانية الحية في الوقت الحاضر فوق أرضيات المسطحات المائية المدارية في المحيطين الهادي والهندي.

وبصورة أقل انتشاراً في المحيط الأطلسي. ويقل نمو الشعاب المرجانية على الجانب الشرقي للأحواض المحيطية نظراً لتأثرها بالتيارات البحرية الباردة.

 

في حين يكثر نمو المرجان على الجوانب الغربية للمحيطات التي تتأثر بالتيارات البحرية الدفيئة، كما تتمثل الشعاب المرجانية على طول ساحل البحر الأحمر في جمهورية مصر العربية فيما عدا تلك المسطحات البحرية التي تقع أمام مصبات الأودية الجافة.

كما توجد مناطق متفرقة للتجمعات المرجانية على طول الساحل السعودي المطل على البحر الأحمر، وحول جزيرة فرسان، وتنمو الشعاب المرجانية في مسطحات مائية متفرقة في الخليج العربي وخاصة أمام الساحل الغربي في دولة الإمارات العربية المتحدة فيما بين أبو ظبي شرقاً وخور العديد غرباً.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى