العلوم الإنسانية والإجتماعية

لجنة التعاون البيئي وقضية الذرة المكسيكية

2014 البذور والعلم والصراع

أبي ج . كينشي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

العلوم الإنسانية والإجتماعية البيولوجيا وعلوم الحياة

علاوةً على ذلك، فإنه عادة ما تعقد لجنة التعاون البيئي ندوة عامة، باعتبارها جزءاً من عمل إعداد التقرير والتوصيات. ففي قضية الذرة المكسيكية والجدل الحاصل حولها، عقدت لجنة التعاون البيئي ندوة في أقليم أواكساكا، والتي أعطت فيها اللجنة فرصة غير مسبوقة للمنتقدين المحليين للذرة المهندسة وراثياً، مكنتهم من تقديم مخاوفهم منها إلى الجمهور العالمي.

لقد قررت لجنة التعاون البيئي منذُ البداية أن تكون صلاحياتها التحقيقية واختصاصاتها واسعة للغاية، فلذا كانت عادة ما تشمل مهامها تقييماً للآثار الاجتماعية الاقتصادية في القضايا البيئية التي تسببها الذرة المهندسة وراثياً، وعليه فإن فريق الاستشاريين المعنيين كانوا ينظرون في القيم الاجتماعية والهوية الثقافية جنباً إلى جنب مع القضايا البيئية والزراعية والصحية.

فلقد انتقدت السلطات الأميركية إدراج التقييم [الخاص بلجنة التعاون البيئي] للمؤثرات الاجتماعية والثقافية [في حالة الذرة المكسيكية المهندسة وراثياً. حيث أعربت وكالة حماية البيئة الأميركية (US Environmental Protection Agency: EPA) رسمياً عن اعتراضها على النهج المتبع في تقييم المؤثرات المتعلقة بالذرة المهندسة وراثياً.

 

أشارت الوكالة إلى أنه، ينبغي على اللجنة أن لا تنظر في مؤثرات الذرة المهندسة وراثياً في السكان الأصليين وطالبت بحذف بعض العبارات مثل "قضايا العدالة والإنصاف في توزيع المخاطر، و[توزيع] المنافع بين الأطراف المتضررة" (Redlin 2003).

إلا أن لجنة التعاون البيئي رفضت مقترحات وكالة حماية البيئة الأميركية، وحافظت على إبقاء ورود مصطلحات الآثار الاجتماعية والثقافية والاقتصادية ضمن مرجعيات التقرير. علاوة على ذلك، اختارت اللجنة أيضاً عِلميَّ أنثروبولوجيا وعِلميَّ اجتماع لكتابة ورقة بحث أساسية تحت عنوان "الآثار الاجتماعية والثقافية المرتبطة بإنتاج الذرة المهندسة وراثياً".

على الرغم من الالتزام الواضح للجنة التعاون البيئي في تقييمها للمؤثّرات الاجتماعية وقضايا العدالة، إلا أنها لم تطبّق منظور العلوم الاجتماعية على الذرة المهندسة وراثياً، فالقلق لا يعني بالضرورة تقديم دعمٍ لنشطاء الذرة الناقدين الاجتماعيين للتكنولوجيا.

 

لقد جاء التقرير الطويل محافظاً على لهجة الحياد ومبتعداً عن الصراع السياسي في تقييمه للآثار الاجتماعية والثقافية. إذ وصف كُتّاب التقرير تنوّع وتعقيد إنتاج الذرة في المكسيك مما يجعل هناك استحالة لإجراء تقييم شامل للآثار الاجتماعية الناتجة من الذرة المهندسة وراثياً (Brush and Chauvet 2004).

وفي أماكن معينة في التقرير كانت استنتاجات الكُتاب تناقض مزاعم النشطاء المناهضين للتكنولوجيا الحيوية عند بعض القضايا الرئيسية، مثل، الملكية الفردية وتحكّم المزارعين في توريد البذور. وفي الصفحات الأخيرة من التقرير أخذ منحىً يميل إلى التقليل من الآثار السلبية التي قد تحدث نتيجة إدخال الذرة المهندسة وراثياً [إلى البيئة]، إلا أنه اقترح [ضرورة] إجراء المزيد من البحث وإشراك الشعب في هذه القضايا:

"زراعة الذرة، والمجتمع المكسيكي والثقافة هم ديناميكية [واحدة] وجميعها ستشهد تغيّراً سواء تم إدخال الذرة المحورة وراثياً أم لا، وقد أظهر المزارعون المكسيكون قدرتهم على إدارة شعوب الذرة للحد من تغيير أصناف جديدة أو تشجيعهم عليها. فمن المستحيل التنبؤ في ما إذا كانت الذرة ستُعجل التغيير أو ستثير عواقب غير مرغوب فيها أو فريدة من نوعها في بلاد الذرة، ولكن هذا الاحتمال يستوجب إجراء المزيد من البحوث" (مصدر سابق، 47).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى