البيولوجيا وعلوم الحياة

كيفية حدوث أنواع ظاهرة التوائم عند الإنسان

1995 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

ظاهرة التوائم البيولوجيا وعلوم الحياة

يمكن تعريفُ ظاهرة التوائم بأنها إنجاب فردين أو أكثر في وقت واحد. وقد تكون هذه الظاهرة خاصية عامة في الحيوانات البُدائية، ولكنها ليست مألوفة بكثرة في الإنسان.

وقد لوحظ منذ وقت بعيد أن التَّوائم التي تكون متشابهة تماماً في طفولتها، فإنها تبقى كذلك طوال حياتها، أما التوائم التي لا تتشابه في طفولتها فإنها لا تختلف في ذلك عن الإخوة العاديين، الذين يولدون في أوقات مختلفة. وعلى ذلك يتبين

أن هناك نوعين من التوائم، هما «التوائمُ المتماثلة»، و«التوائمُ الأخوية». والمعروف أن «التوائمُ المتماثلة» هي التي تنشأ من بويضة مُخْصَبَة واحدة.

ولكن يحدث في أثناء نموها الجنيني المبكر أن تنفصل مجموعتان من الخلايا الناتجة من انقسامها، وتصبحا مستقلتين تماماً، وتنمو كل منهما إلى جنين كامل.

 

وفي هذه الحالة يكون لكل منهما نفسُ التراكيب والخصائص الوراثية، ويكونان من جنس واحد (ذكرين أو أنثيين)، كما أنهما يتماثلان تماماً بالنسبة لخصائصهما الفيزيولوجية (الوظيفية) وقدراتهما البدنية والنفسية والعقلية.

وعادة ما يكون من الصعب جدا ً – إنْ لَمْ يَكُنْ من المستحيل أحياناً – التفريقُ أو التمييز بينهما إلا عند أقرب المقربين منهما.

والتوائم المتماثلة تكاد تكون قاصرة على الإنسان بصورة مطلقة، وإن كانت تحدث بصورة متقطعة في بعض الحيوانات، مثل «المُدَرَّع أو الأَرْمَادِيلَّو». 

حيث يولد له أربعة توائم في المرة الواحدة نتيجة انفصال أربع مجموعات من الخلايا الناتجة من البويضة المخصبة، تعطي كل واحدة منها جنيناً كامل النمو.

 

ومن الظواهر الغريبة في هذا النوع من التوائم (وهي المتماثلة) أن التوأمين قد يولدان ملتصقيْن في أجزءا من جسديهما، قد يكون غالباً المنطقة الصدرية أو البطنية، وذلك مثل حالة «التوائم السِّيامية المشهورة»، حيث بقي التوأمان (ذكران) ملتصقين في منطقتيهما الصدرية طوال حياتهما.

على أنه من الممكن الآن فصل التوأمين جراحياً بنجاح في كثير من الحالات.

ويلقى هذا النوع من التوائم اهتماماً خاصاً من علماء الوراثة، وخصوصاً المهتمين منهم بمتابعة مدى تأثير العوامل البيئية على الخصائص الموروثة. إذ إنه يكون لكلا التوأمين في هذه الحالة التراكيب الوراثية نفسها.

 

فإذا نشأ في بيئة واحدة، كانت لهما نفس الخصائص والمظاهر بصورة كاملة، أما إذا نشأ في بيئتين مختلفتين، فإنهما يكتسبان بعض المظاهر التي تفرق بينهما إلى حد ما. ويختلف مدى هذا التفريق حسب تفاوت بيئتيهما.

أما «التوائم الأخوية»، فهي التي تنشأ من بويضتين مستقلتين، ولذا يكون للتوأمين الناشئين عنهما تركيبان وراثيان متباينان.

ويظهر هذا النوع نتيجة خروج بويضتين من مبيض الأم في وقت واحد، فيخصب كلا منهما حيوانٌ منوي مستقل عن الآخر.

 

ويشيع هذا النوع في بعض الحيوانات، مثل القطط، والكلاب، والفئران، كما يحدث كذلك في الإنسان، بصورة خاصة في بعض الأجناس، مثل الجنس الياباني.

ومن الإحصاءات الطريفة في تلك المجالات ما ذُكِر أن معدل التوائم المزدوجة بصورة عامة هو وَاحد من كل 86 حالة، والتوائم الثلاثة واحد من كل 7396 حالة، والتوائم الأربعة واحد في كل 616056 حالة.

 

ولكن حدوث التوائم في الإنسان زاد في السنين الأخيرة على هذه النسب الطبيعية.

وذلك بفعل بعض العقاقير الحديثة التي تتناولها بعض السيدات لزيادة فرص الحمل، لأن هذه العقاقير تزيد نشاط المبيضين، وتدفعهما إلى تكوين عدد من البويضات في شهر واحدا بدلاً من بويضة واحدة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى