علوم الأرض والجيولوجيا

كيفية تكوّن صخور الدروع الأركية

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الخامس

ترجمة أ.د عبد الله الغنيم واخرون

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

كيفية تكوّن صخور الدروع الأركية صخور الدروع الأركية علوم الأرض والجيولوجيا

تتميز صخور الدروع الأركية بتكوينها في نطاقات مقوسة أو حلزونية النظام ولا تحدث في نطاقات طولية الامتداد، كما أنها تحدث في تكريب جيولوجي مميز.

ويتألف أساساً من كتل من الصخور الخضراء (Greenstones) تنحصر بين مساحات واسعة من النيس (Gneiss) والجرانوديوريت (Granodiorites) (شكل 2).

وتتضمن هذه التكوينات الصخرية الأخيرة علامات تدل على ارتباطها بقباب الباثوليت المتداخلة (Batholithic Intrusion)والتي تقع فوق مناطق انزلاق الألواح الجيولوجية عند هوامش القارات.

 

أما كتل أو أحزمة الصخور الخضراء فتتألف هي الأخرى من تكوينات إرسابية وبركانية تعرضت لعمليات التحول.

وتقع مجموعة التكوينات النارية بين صخور الانديزيت الممثلة في الأقواس الجزرية القارية، وتكوينات اللابة الثيوليتية المكونة للحواجز المحيطية الوسطى.

ومن ثم اقترح البعض أن الصخور الخضراء تمثل بقايا من أرضيات الأحواض البحرية الهامشية، أو ما يسمى كذلك باسم أحواض أقواس الجزر المتراجعة (Retro – Arc Basins) وتندفع الماجما الثيوليتية (Tholeitic Magma) عبر الشقوق في أرضيات الأحواض البحرية في حين تنبثق اللابة الانديزيتية (Andesitic lavas) من البراكين الممثلة في أقواس الجزر القارية.

 

ويوضح شكل (3) الاقتراح الذي يفسر كيفية نشوء تكوينات النيس والصخور الخضراء الأركية على عدة مراحل تتمثل فيما يلي:

1- يتكون في البداية حوض بحري تتجمع الرواسب وفرشات اللابة فوق أرضية.

2- تتعرض الرواسب لعمليات الطي والرفع تبعاً لتعرضها لاضطرابات تكتونية تحت تأثير اندفاعات الجرانيت والجرانوديوريت.

3- تكوين قوس جزري وحوض بحري جديدين.

4- انضغاط الرواسب تحت تأثير اندفاعات الماجما.

5- تكوين قوس جزري وحوض بحري ثالث، ثم تعاد الدورة من جديد. وينتج عن ذلك تكوين جيولوجي يماثل بدرجة كبيرة خصائص التركيب الجيولوجي للأراضي الأركية. وقد تكون هذه العملية هي المسؤولة عن تكوين أقدم القشرة القارية للأرض.

 

توالي الزيادة في نمو المناطق البنائية التكتونية : Accretion of Orogenic Provinces

تميل مناطق الكتل الأركية التي يقع عمر صخورها عن 2000 مليون سنة إلى الوقوع عند حواف مناطق الكتل الأركية الأقدم عمراً.

ويشبه هذا التركيب الجيولوجي ذلك الذي يظهر في السلاسل الجبلية حين تظهر تكويناتها الصخرية إلى أعلى فوق جذور الجبال، وتحاط هذه السلاسل الجبلية بتكوينات الكتل أو الدروع الأركية الأقدم عمراً.

ويطلق على مثل هذه التراكيب الجيولوجية «مناطق بنائية تكتونية» (جوفية) (Orogenic Provinces).

 

ويمكن تفسير نمو القارات على أنه عملية نمو متواصلة. فقد تكونت الدروع أو الكتل الأركية الهامشية والسلاسل الجبلية والتي أضيفت إلى هوامش الكتل القارية بفعل الانضغاط خلال فترات متتابعة.

وينجم عن تكرار حدوث هذه العملية النمو التعاقبي (Episodic Growth) أو العرضي للقارات (اي نموها على مراحل زمنية متعاقبة) كما يتضح في الشكل.

ويحدث ذلك نتيجة لتتابع حدوث فترات للإرساب (Deposiotn) وأخرى للبناء التكتوني (Orogenesis) عندما تتعرض هوامش القارات لتأثير عمليات الشد (Tension) (في اتجاهين متضادين) والضغط أو الانضغاط (Compresion) (في اتجاهين متقابلين).

 

وهكذا تندمج الثنيات المقعرة الحوضية العظمى (في قشرة الأرض) (Geosynclines) مع هوامش الألواح الجيولوجية.

وتتغطى أرضيات الثنيات المقعرة الحوضية العظمى بالرواسب القارية والمحيطية على السواء، ثم تتعرض أرضيتها لعلميات متنوعة، منها تباين الانصهار الجزئي للمواد اللابية وأثر ذلك في دفع بعض المواد إلى أعلى ورمي بعضها الآخر إلى أسفل في مناطق انزلاق الألواح الجيولوجية وانغماسها في مواد «الوشاح».

وتندفع أجزاء من أرضية الثنيات الحوضية العظمى إلى أعلى لتكون تكوينات جديدة تضاف إلى القشرة القارية.

 

ومن ثم فإنه يمكن تفسير نشأة التركيب الجيولوجي لأقدم أجزاء القشرة الأرضية، وفقاً للنظام التكونية التي تعرضت لها هذه الألواح الجيولوجية.

وتتألف معظم الدروع القارية القديمة من كتل أركية في الوسط، ويحيط بها تكوينات صخرية أصغر عمرً وقد تتغطى هذه التكوينات الخيرة بأخرى حديثة العمر الجيولوجي.

 

أما أحزمة التكوينات الجيولوجية الحديثة العمر الجيولوجي والممثلة في نطاق الكتل الأركية القديمة في الوسط، فيبدو أنها كانت عبارة عن تكوينات انحبست فيما بين نطاقات الكتل الأركية القديمة.

ومن ثم يمكن أن تتكون كتل أو دروع أركية قديمة عندما تتصادم مع كتل أركية أصغر حجماً. وقد وجد الباحثون بقايا من صخور أرضيات المحيط (صخور السيما) داخل تكوينات سلاسل الكورديلليرا مما يؤدي حدوث عملية التصادم القاري.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى