أحداث تاريخية

اكتشاف العالم “باستير” لقاح يقي الحيوانات من الإصابة بمرض الحمى الفحمية

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

العالم باستير مرض الحمى الفحمية أحداث تاريخية البيولوجيا وعلوم الحياة

باستير … وأشياء أخرى!

إذا كان باستير قد تمكَّن من حلِّ مسائل علمية عويصة مثل منشأ الحياة، وتمكن من إنقاذ صناعة الحرير في بلاده من البوار، وتمكن من قهر مرض الكلب.

فإن له جهوداً أخرى جد مشكورة في مجالاتٍ كثيرة. ويبيِّين شكل رقم (118) باستير وبعض اكتشافاته.

 

باستير .. والحمى الفحمية:

في عام 1881 أعلن باستير أمام أعضاء الجمعية الطبية الفرنسية في باريس أنه اكتشف لقاحاً يقي الأغنام والماشية عموماً من مرض الحمى الفحمية.

وكان هذا المرض منتشراً في فرنسا في ذلك الوقت مما كان يتسبَّب في نفوق مئات الآلاف من الماشية كل يوم.

أثار هذا الخبر دهشة الحاضرين. ولم يصدقه عدد كبير من الأطباء ومن بينهم روسينيول الذي تحدَّى باستير أن يبرهن بالطرق العلمية على صحة اكتشافه، وقبل باستير التحدي بروحٍ علمية.

وأراد عالمنا أن يكون الرد على التحدي، أي البرهنة على صحة اكتشافه، في صورة علنية أمام الناس. فأحضر خمسين رأساً من الأغنام السليمة وقسَّمها إلى مجموعتين متشابهتين، ووضع كل مجموعة منهما في حظيرةٍ منعزلة عن الأخرى، ثم حقن جميع الأغنام في الحظيرة الأولى باللقاح الذي اكتشفه بينما لم يحقن به الأغنام في الحظيرة الثانية.

وبعد مضي بضعة أيام حقن جميع أغنام الحظيرتين بكمياتٍ متساويةٍ من دم إحدى الأغنام المصابة الذي يحتوي على ميكروب المرض.

 

وقد أعلن روسينيول أمام المشاهدين الذين يتابعون التجربة أن جميع الأغنام في الحظيرتين بدون استثناء سوف تنفق نتيجة حقنها بميكروب المرض، ولكن باستير خالفه هذا الرأي وأعلن أن أغنام الحظيرة الأولى التي حقنت باللقاح قبل حقنها بميكروب المرض سوف تبقى حية وسليمة، أما أغنام الحظيرة الثانية التي لم يحقنها باللقاح الواقي من المرض فسوف تنفق نتيجة إصابتها بالمرض.

ولكي يؤكد باستير صحة ما أعلنه، وضع امام أغنام كل حظيرة ثلاث بقراتٍ وأجرى عليها نفس الخطوات التي اتبعها مع الأغنام، وأعلن أيضاً أن الأبقار التي حقنها باللقاح الواقي من المرض سوف تبقى حية وسليمة، بينما تنفق الأبقار التي لم يحقنها بهذا اللقاح.

… ومضى يومان. وكم كانت دهشة الحاضرين، الذين جاءوا خصيصاً لمشاهدة نتيجة التجربة، عندما شاهدوا بأعينهم جميع الأغنام والأبقار التي في الحظيرة الأولى حية وسليمة في الوقت الذي نفقت فيه جميع الأغنام والأبقار التي في الحظيرة الثانية!.

 

وهكذا برهن باستير بواسطة التجربة العملية على أن اللقاح الذي اكتشفه يقي الأغنام والأبقار من الإصابة بمرض الحمى الفحمية.

وكانت تجربة باستير هذه بمثابة التجربة الرائدة التي تبعتها تجارب أخرى عديدة أثبت بها العلماء، أن عدداً كبيراً من الأمراض التي تصيب الإنسان والحيوان تسببه كائنات حية جد دقيقة تسمى الميكروبات.

وقد استطاع العلماء، بفضل جهودهم العلمية المستمرة واتباعهم للأسلوب العلمي في بحوثهم وتجاربهم، من اكتشاف هذه الميكروبات ومن ثم تحضير اللقاحات والأمصال التي تقي الإنسان والحيوان من الموت نتيجة الإصابة بها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى