التاريخ

غضب وازعاج شديدان يشعر بهما آينشتاين بسبب شهرته الواسعة

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

آينشتاين التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

عدو .. الشهرة!

كانت الشهرة هي آخر ما يتمناه آينشتان! وعندما أخذت شهرته (المؤلمة) في الازدياد يوماً بعد يوم، أصبح منزعجاً، فقد كان يأمل في أن يقضي حياته كلها في البحث الهادئ.

ولكن ماذا يريد الناس منه؟ ولماذا لا يسمحون له بأن يعيش مثل أي إنسان آخر؟-يا له من عبث بربري! إن كل الناس يتكلمون عني، ولكن أحداً لا يفهمني!! كان هذا هو تعليق آينشتاين على هذا الأمر.

ولم يكن احد (يهتم) فعلاً بأن يفهم ذلك الساحر العجيب الذي يتلاعب بالأفكار الرياضية.

فقد حدث ذات مساء أن قدَّمت إحدى الفتيات خطيبها إلى راعي الكنيسة، وفي اليوم التالي قابل القسيس العروس (أو من ستصير عروساً) وانتحى بها جانباً وقال لها: إنني راضٍ عن الشاب الذي اخترته لنفسك من كل ناحية ما عدا واحدة وهي أنه تنقصه روح الفكاهة، فقد طلبت منه أن يشرح لي نظرية آينشتاين عن النسبية فحاول أن يشرحها لي!.

ولكن طوفان الشهرة أخذٌ في مدِّه حتى وصل ذروته، لدرجة أنه لم يكن يستطيع أن يقوم بنزهته اليومية في الطرقات دون أن يجد نفسه محاطاً بالمصورين ومراسلي الصحف وجامعي التوقيعات.

 

وكانت تصله سلال من الرسائل في كل يوم في شقته الصغيرة ببرلين. وكانت مُرسلة من كل صنوف البشر.

من الساسة المشهورين، ودعاة السلام المغمورين، والعمال العاطلين، والسيدات اللاتي هجرهن أزواجهن!!.

وانهالت عليه مرة أخرى العروض. فمن شابٍ يتطوع ليكون حوارياً له في (التأمل الكوني) . ومن ممثِّلٍ يلتمس منه أن يصير مدير أعماله، ومن صانع سجائر ينتج صنفاً جديداً من السيجار أسماه (نسبيه)!.

عجباً ودهشة. إن الجمهور ينظر إليَّ كما ينظر إلى حيوانٍ جديدٍ عجيبٍ ظهر في سيرك العالم. كان هذا هو تعليق آينشتاين نفسه على طوفان الشهرة الذي غمره واحتواه.

 

… والثروة أيضا!

كان آينشتاين يمقت الثروة قدر مقته للشهرة. ذات مرة أرسل إليه رئيس تحرير مجلة أمريكية ناجحة يعرض عليه أجراً مذهلاً ثمنا لمقال يكتبه عن أي موضوع يختاره.

تُرى ماذا فعل؟ هل هرول إلى قلمه وقراطيسه يخط به عليها بعضاً من أفكاره عن الكون أو غيرها من الأفكار؟

كلا، لقد قفزت دموع الغضب إلى مُقلتيه وهو يصيح في زوجته: هل يظن ذلك الرجل الوقح أنني ممثل من ممثلي الشاشة يتقمص شخصية أي دور يُسند إليه؟!

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى