العلوم الإنسانية والإجتماعية

الحقوق المختلفة للإنسان في العالم ضرورة يجب عدم قبول تحويلها وتغييرها

1996 تقنيات الطب البيولوجية وحقوق الإنسان

الدكتور يوسف يعقوب السلطان

KFAS

العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

اختلفت المجتمعات وثقافاتها من حيث استعداها لمنح بني الإنسان وضعية الأشخاص ذوي الكرامة والحقوق. 

فقد استبعد البعض على أساس أن ليس لديها الجوهر والروح الضرورية لإعطاء الإنسان وضعه الإنساني. 

وفي الجدل المعاصر الذي يدور في الولايات المتحدة حاليا حول الأجنة البشرية تساؤل هل يجب أن يكون لها نفس الحقوق والوضع الأخلاقي مثل البشر البالغين المستقلين الذين لهم القدرة على التفاعل، أم أن هذه الأجنة تمثل "مجرد مرحلة من مراحل الحياة البيولوجية هي من الناحية المعنوية مساوية لأي حالات بيولوجية أخرى، بما لها من قدرات وظيفية فعلية"، وأي الموقفين يمكن أن يكون جزءا من سؤال أكبر "هل هناك مَنْ يولي اهتماما بالأجنة البشرية أم لا؟" (انجلهارت، 1991، ص15). 

 

وحدث في بعض الأوقات أن أستبعد من وضع الإنسانية الكامل، بكل ما يرتبط به من حقوق، الكثير من المواليد قبل أن يصلوا إلى اليوم التاسع، والأفراد المتخلفين عقليا، وأبناء الثقافات المعادية، والعبيد وأسرى الحرب، والمتعصبون لأديان الاقليات.

وشملت نوعيات الحياة التي حددها النازي بأنها الحياة التي لا تستحق الحياة من ينتمون إلى اليهودية، ولكن شملت هذه النوعية في أحيان أخرى شعوب الغجر والبولنديين وكذلك المرضى النفسيين، والمختلي العقول، وغير المنتجين.

ومجرد خلع صفة الإنسانية على الفرد بمنحه بصفة عامة كل الحقوق على أساس ليس فيه تمييز فئوي ويصف بلاكستون Blackstone في كتابه تعليقات على قوانين انجلترا (من سنة 1765 وما بعدها) الحقوق المطلقة للإنسان على "أنها هبة ممنوحة ككيان حر له الحريات الطبيعية المكفولة للجنس البشري".  (جولدنج Golding، 1984 ص123 و 1981). 

 

وجاء في إعلان استقلال الولايات المتحدة " أن الناس خلقوا متساويين… وهبهم خالقهم حقوقا معينة غير قابلة للتغير". 

ولكن ينطبق على الهبة نفس ما ينطبق على العمومي والمطلق فمبدأ عدم القابلية للتغير يستلزم تفضيل منظور صاحب الحق على محترم الحق (مايرز، 1985، ص4) ومن هنا فإن الحقوق الصحية وغيرها من الاهليات الممنوحة لا يمكن فقدانها، ولا حتى نتيجة لسلوك صاحب الحق، بل ومع تبريرات الآخرين لعدم منحهم هذه الحقوق. 

ولقد لاحظ هوهفلد Hohfeld (1964) أن الحقوق المخولة للبشر هي في أصلها مطالب، هي توقعات بأن سلوك الأشخاص الآخرين والجماعات أو المؤسسات، سوف يكون بطرق وأساليب تؤمن ألا يحرم أصحاب الحقوق من حرياتهم والأهليات الممنوحة لهم.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى