الحيوانات والطيور والحشرات

ظاهرة البيات الشتوي لدى الحيوانات

1994 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

ظاهرة البيات الشتوي الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

إن لدرجة حرارة الجو تأثيرا كبيرا على نشاط الحيوانات وحياتها.

ونظرا لأن درجة الحرارة تختلف بين الليل والنهار والفصول الأربعة ومن مكان لآخر على سطح الأرض، فإن الحيوانات تتكيف مع هذه الاختلافات أو التغيرات بطرق مختلفة.

فالشعر في الثدييات والريش في الطيور يساهمان في المحافظة على درجة حرارة الجسم، وبعض الحيوانات يهاجر من أماكن معيشتها عند انخفاض درجة حرارة الجو.

ومع ذلك لا يستطيع بعض الحيوانات أن يصمد مع التغيرات الحادة في درجة الحرارة والتي قد تؤدي إلى موتها. فماذا تفعل؟ إنها تلجأ إلى ما يسمى البيات الشتوي.

 

فعند انخفاض درجة الحرارة تلجأ الضفدع إلى البيات الشتوي فتنزل إلى قاع البحيرة أو النهر أو المستنقع الذي تعيش في جواره.

وفي القاع تدفن الضفدع نفسها في الطين طوال فترة الشتاء وتكاد تتوقف عن جميع نشاطاتها، فلا تتحرك أو تتغذى.

أما الأنشطة التي تبقى فتستمر في أدنى حد يضمن للضفدع استمرار الحياة. فمثلا، ضربات القلب تنخفض في عددها، والتنفس يتم عن طريق الجلد في حدود ضيقة جدا.

 

وهي تحصل على الطاقة اللازمة لنشاطاتها المحدودة من المواد الدهنية التي خزنتها في أجسامها قبل فترة البيات الشتوي.

وبعد انتهاء فصل الشتاء تنتهي فترة البيات الشتوي وتعود الضفدع إلى السطح وتمارس نشاطها المعتاد بشكل طبيعي.

وينتشر البيات الشتوي بين السلاحف المائية أيضا خلال فصل الشتاء، فتدفن هذه السلاحف نفسها في الطين بقاع الماء الذي تعيش فيه.

 

أما السلاحف التي تعيش قريبا من الماء فتدفن نفسها في الأرض المفككة. وخلال البيات الشتوي تتوقف السلاحف عن التنفس.

ولكنها قد تصعد إلى السطح للتنفس في بعض الأوقات التي ترتفع فيها درجة الحرارة قليلا.

وأحيانا تنخدع السلاحف بالارتفاعات الطفيفة لدرجة الحرارة والتي قد تحدث مع بداية فصل الربيع فتترك مكان مبيتها الشتوي لتخرج إلى السطح ولكنها قد تموت بسبب عودة الانخفاض في درجة الحرارة.

أما في الطيور فطائر السبد الأمريكي، وهو طائر يطير في الغسق أو الليل ذو ريش مختلف الألوان، يكاد يكون هو الطائر الوحيد الذي يقوم بالبيات الشتوي في الكهوف والأماكن المنعزلة الأخرى.

 

ويقوم بعض أنواع الخفافيش، وخاصة آكلة الحشرات منها، بالبيات الشتوي لأن انخفاض درجة الحرارة يؤدي إلى موت الحشرات التي تتغذى عليها.

ويختفي الخفاش خلال الشتاء البارد في الثقوب الموجودة في الأشجار، أو تحت جذوع الأشجار المنتشرة على الأرض، أو متعلقا من زوائد في أرجله داخل الكهوف. وهذه الأماكن تكون عادة أدفأ من الجو المحيط بها.

أما الدب القطبي فإنه لا يجد في أشهر الشتاء الشديد ما يفترسه، فيدفن نفسه في الجليد، وتنخفض درجة حرارته كثيرا، ولكن جسمه لا يتجمد.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى