علوم الأرض والجيولوجيا

خصائص قارة أمريكا الجنوبية

2016 طيور العالم

KFAS

قارة أمريكا الجنوبية علوم الأرض والجيولوجيا

تقع الغابة المطريّة المَداريّة جنوبَ الهضبة المكسيكيّة الباردة، وتشكّلُ الحدودَ الشماليّة لمنطقة التوزيع الجغرافي للحيوان المعروفة باسم “النطاق المَداري الجديد” (Neotropical Region)، والذي يمتدّ من دائرة العرض º20 شمالاً إلى الرأس الجنوبي لأميركا الجنوبيّة “كيپ هورن” (Cape Horn) عند دائرة العرض º57 جنوباً.

وهناك مناطق ثلاث فرعيّة رئيسيّة للحيوان، وهي: أميركا الجنوبيّة، وأميركا الوسطى (المكسيك إلى بنما)، وجُزر الهند الغربيّة.

وتتأثر المنطقتان الأخيرتان كثيراً بالأحداث الجيولوجيّة والجغرافيّة الحيويّة الحديثة. وتمتاز أميركا الجنوبيّة بثراء الأنواع الذي لا يُضاهى في هذا الإقليم.

 

أميركا الجنوبيّة (South America)

تقع قارّة أميركا الجنوبيّة أساساً ضمن المنطقة الاستوائية وشبه الاستوائية. إلاّ أنّ جبالَ الأنديز، وهي أطوَل سلسلة جبليّة في العالَم تمتدّ عبر 10000 كيلومتر (6200 ميل) من سييرا نيفادا في سانتا مارتا شمالاً إلى الطرف الجنوبي الأقصى للقارّة، تقدّم تنوّعاً مناخيّاً عند كلّ الارتفاعات.

ولذلك تجري سلسلـةٌ من المناطق النباتيّة على امتداد القارّة، وتوفّر درباً لأنواع المناطق المعتدلة داخل دوائر العرض الاستوائيّة.

وجبال الأنديز جيولوجيّاً هي جزءٌ من السلسلة الجبليّة التي تمتدّ عبر أميركا الشماليّة وأميركا الوسطى التي نتجت عن حركة الرّفع المتمثّلة في تدافع صفيحة أوقيانوسيّة تحت صفيحةٍ قارّية.

ولا يزالُ هذا النشاطُ جارياً، فكتلة سانتا مونيكا تكوّنت منذ مليون سنة فقط، وتحتضنُ جبالُ الأنديز نشاطاً كبيراً زلزاليّاً وبركانيّاً. وسلسلة جبال الأنديز مركّبةٌ من “سلاسل الجبال الرئيسيّة” (cordilleras) ذات الوديان المتداخلة مع جبال الأنديز التي تعملُ على عزلِ المناطق الهضبيّة.

ولذلك نجد أنّ أنواعاً من المَوائل مثل منطقة “پارامو” (paramo) الجبليّة المعزولة هي موائل منقطعة أتاحت الفرصة لنشوء الأنواع. وبعض أنواع الطيور لا يوجد سوى عند “نِجاد جُزريّة” معيّنة تحيط بها الوديان ذات الحياة النباتيّة المَداريّة التي يُفترض بهذه الطيور ألاّ تكون قادرةً على اجتيازها.

 

وتصبّ الأنهارُ في جبال الأنديز شرقاً وغرباً، غير أنّ هناك مساحةً شاسعةً كذلك من التصريفِ الداخليّ، فما كانت ذات مرّة بحيرة واسعة هي اليوم الهضاب العالية (altiplano) أو هضبة “پونا” (puna) في البيرو والبرازيل التي تضمّ بحيرات كبيرة مثل “تيتياكا” التي تبلغ مساحتها 8300 كلم مربّع (3200 ميل مربّع) وسهول الملح التي تحتضن أنواعاً مُستوطنة من طيور الغطّاس والغُرّة والنّحّام.

وبالإضافة إلى المجاز الشمالي الجنوبي، تقفُ جبالُ الأنديز حاجزاً شرقيّاً غربيّاً أمام أنواعٍ كثيرة مداريّة وشبه مَداريّة، ممّا يؤدّي إلى اختلافات كبيرة بين الطيور في التلال السّفحيّة والأراضي المنخفضة على الجانبَين.

ويتميّز المنحدَر الباسيفيكي الضيّق ومناطقه المنخفضة بمعدّلات قصوى من هطول الأمطار. ففي غربيّ كولومبيا وشمالِيّ الإكوادور قد يتجاوز معدّل الأمطار السّنوي 10 أمتار (33 قدماً).

وهذه المنطقة من الغابات الرّطبة الممتدّة من الأراضي المنخفضة الاستوائيّة حتى غابات السُّحب الجبليّة تضمّ تنوّعاً حيويّاً عالياً جدّاً وتشتهر بأعداد كبيرة من أنواع طيور التّناجِر، بما يشكّل أسراباً ملوّنة مختلطة الأنواع تتيح لمراقبي الطيور تجربةً مُدهشةً.

 

وإلى الجنوب، يتسبّب تيّار “همبولت” البارد في سقوط الأمطار الهاطلة بعيداً عن السّاحل ويوفّر ضباب البحر الرقيق (الشابورة) المَوسميّ الرطوبة الوحيدة للصّحارى الممتدّة جنوباً إلى شمالِيّ تشيلي. وتمتدّ هذه المنطقة القاحلة داخليّاً، وتقطع جبال الأنديز حتى وسط الأرجنتين.

ويتسبّب تيّار “همبولت” في تصاعُد مياه غنيّة بالمواد المغذّية، ممّا يجعل مياه الشاطئ الداخليّة مُنتجة للغاية وقادرة على إعالة أعداد كبيرة من طيور البحر.

وإلى الجنوب أكثر توجد غابات الزّان الجنوبيّة في تشيلي التي تضمّ طيوراً مميّزة جدّاً ولكنّها ضعيفة التطوّر. ومع ذلك فنجد الطيور ذات منشأ مَداري جديد، مثل السّاتر زمِكّاه (tapaculo) والفرّانات (furnariids)؛ خلافاً للنباتات والحشرات التي تُظهر صلة قرابة بأنواع الإقليم الأسترالازي.

وإلى الشرق من الأنديز هناك جبلان كتليّان، وهما “تِبْوِي” أو الهضاب الغويانية الفنزويليّة و“سيرا دو مار” ذات الغابات الأطلسيّة لشرقِيّ البرازيل. وكلا الجبلين الكتليين يعززان وجود الطيور المستوطنة للمنطقة.

 

وتتحدّد أنواع النبات في الأراضي المنخفضة الشرقيّة بفعل هطول الأمطار كذلك. فنسبة هطول الأمطار السنوية المرتفعة من دون موسم جاف طويل تعمل على نموّ الغابة الرطبة. وأكبر هذه الغابات هي غابة الأمازون المطريّة الشاسعة التي كانت تغطي في الأصل ما يقارب 6 ملايين كلم مربّع (نحو مليوني ميل مربّع ونصف)، وهي مساحة توازي تقريباً مساحة الولايات المتحدة الأميركيّة.

وعدا أنها غابة واحدة متصلة شاسعة فالتنوّع في هطول المطر (أمطرُ غرباً) والتربة والتضاريس تُنتج أنواعاً مختلفة جدّاً من الغطاء النباتي، ولكل منها مجتمع طيور مميّز. وهذا المزيج من الموائل المختلفة هو أحد الأسباب التي تجعل منطقة الأمازون تساند أغنى تنوّع في طيور منطقةٍ ما في العالم.

وتشمل العوامل الأخرى التغيّرات الطبيعيّة التي تعزّز هذه الفسيفساء، من سقوط الأشجار على نطاقٍ ضيّق بما يشقّ مواقعَ بيئيّة مُلائمة للطيور المتخصّصة مثل اليَقمَر، إلى التغيّرات في مجرى الأنهار التي تخلّف “ظلالاً” من مساراتها السابقة على هيئة تسلسلٍ من مراحل متعاقبة مرّت على الغابة.

وعلى المدى البعيد تؤثر التغيّرات المناخيّة على غطاء الغابة وتُسبّب تجزُّؤ وتكتُّلَ الموائل، بما يزيد الفًرصَ بنشوء الأنواع.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى