أدوات

آلية عمل سماعة الطبيب

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الحادي عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

سماعة الطبيب آلية عمل سماعة الطبيب أدوات التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

السَّمَّاعَةُ الطِّبِّيَّةُ أَدَاةٌ يَسْتَخْدِمُها الطَّبيبُ للاسْتِماعِ إلى الأصواتِ الصَّادِرَةِ مِنْ داخِلِ جسمِ الإنْسانِ.

وقد حاوَلَ الأطِبَّاءُ منذُ عَهْدِ الإغْريقِ الإنصاتَ إلى أصْواتِ القَلْبِ والتَّنَفُّسِ للاسْتِفادَةِ منها في تَشْخِيصِ الأمراضِ المُخْتَلِفَةِ.

ولكنْ كانَتْ وسيلتُهُم الوحيدةُ آنذاكَ هي وضعَ الأُذْنِ على صَدْرِ أو ظَهْرِ المريضِ. ومنذُ ذلكَ الحينِ بَدَأَتْ فِكْرَةُ «الأُنْبوبَةِ الطِّبِّيَّةِ» في التَّبَلْوُرِ حتَّى وَصَلَتْ إلى السَّمَّاعَةِ الطِّبِّيَّةِ المُتَعارَفِ عليها حاليًّا.

 

ويعودُ الفضلُ في اختراعِ السَّمَّاعَةِ الطبيَّةِ إلى الطبيبِ الفرنسيِّ رينيه لينيك، الّذي حاولَ أن يزيدَ من قدرَتِهِ على الإنصاتِ إلى الأصْواتِ الخافِتَةِ، وأنْ يتجنَّبَ الالتصاقِ بجسمِ المريضِ، وما يَتَرَتَّبُ عليه من نَقْلٍ للعدْوَى أو من حَرَجٍ للمريضِ أو للطبيبِ.

وكانَتْ الصورةُ الأولَى لسَمّاعَةِ رينيه، الَّتي ظهرَتْ في عام 1817، بسيطةً جداً: فهي أسطوانَةٌ أو مَخْروطٌ وَرَقِيٌّ، يوضعُ أحدُ طَرَفَيْه داخِلَ أُذُن الطّبيبِ والآخرُ فوقَ جسمِ المريضِ، ثم طَوَّرَها إلى أنبوبةٍ خَشَبِيَّةٍ مجوَّفَةٍ ذاتِ نهايةٍ مخروطيةٍ.

أمّا السَّمَّاعة في صورَتِها المُتَعارَفِ عليها حاليًّا فقد بدأتْ في الظهورِ عامَ 1851 على يد الطبيبِ الأمريكِيِّ فيليب جامان.

 

وتتكوَّنُ السّمّاعَةُ الحديثةُ من طرفَيْن مُتَّصِلَيْن: طَرَفِ الطبيبِ وطَرَفِ المريضِ. ويتكوَّن الطرفُ الأوّلُ من قِطْعَتَيْ الأُذُنِ، أمّا الطرفُ الثاني فلَهُ وجهان: البوقُ والغِشَاءُ.

وينتقلُ الصَّوتُ من البُوقِ أو الغِشاءِ المُلامِسِ لجسمِ المريضِ عَبْرَ أنبوبَةٍ مَطَّاطِيَّةٍ مُتَّصِلَةٍ بأنبوبتَيْن مَعْدِنِيَّتَيْن إلى قِطْعَتَيْ الأذُن فيسمعهُ الطبيبُ بوضوحٍ.

وقد أصبحتْ السّمّاعَةُ الطبيَّةُ أداةً لا يسْتغنِي عنها الطبيبُ في تشخيصِ العديدِ من الأمراضِ، حيثُ تُمَكِّنُه من الاستماعِ إلى أصواتِ القلبِ والتَّنَفُّسِ وغيرِها من الأصْواتِ.

 

وبالإنصاتِ الجَيِّدِ إلى هذه الأصواتِ، وبمقارَنَتِها بالأصْواتِ الطَّبيعِيَّةِ، من حيثُ الشِّدَّةُ والحِدَّةُ والسُّرْعَةُ، يتمكَّن الطبيبُ من مَعْرِفَةِ الكثيرِ عن خَفَايا المرضِ، وهذا يساعِدُه على التَّشْخيصِ السَّليمِ.

وتَتَطَلَّبُ الاسْتِفادةُ القُصْوَى من السّمّاعةِ الطبيَّةِ توافُرَ ثلاثةِ شروطٍ، هي: التصميمُ الجَيِّدُ، والاسْتِخدامُ الأَمْثَلُ، والخِبْرَةُ السَّابِقَةُ.

ويتميَّزُ التصميمُ الجيِّدُ بقِطْعَتَيْ أذنٍ يُمكِنُ تثبيتُها جيّدًا وبطريقةٍ مريحةٍ في داخِلِ أذُنِ الطبيبِ، وهذا يسمحُ لَهُ بالتركيزِ على الصَّوتِ القادِمِ عَبْرَ السّمّاعَةِ مع حَجْبِ الأصواتِ الخارِجِيَّةِ. ويجبُ ألاَّ يتجاوزَ طولُ الأنبوبةِ المطَّاطِيَّةِ 30 سنتيمترًا وأن تكونَ ذاتَ متانةٍ ومرونَةٍ مناسِبَيْن.

 

ويتوقَّفُ الاسْتِخدامُ الأمثلُ للسّمّاعَةِ علَى تَرَدُّدِ الصَّوتِ. ومن المعروفِ أنّ الأذنَ البشريَّةَ يُمكِنُها سماعُ الأصواتِ ذاتِ التردُّدِ المحصورِ بيْن 1000 و 4000 هِرْتز، بينما يَنْحَصِرُ تردُّدُ الأصواتِ الصادِرَةِ من الجسمِ البشرِيِّ بين 30 و 1000 هِرْتِز، وهذا يستوجِبُ استخدامَ السّمّاعَةِ الطِّبِّيَّةِ.

ويقومُ الطبيبُ بخبرَتِهِ بوضعِ طَرَفِ السّمّاعَةِ علَى المكانِ المنَاسِبِ من جسمِ المريضِ، والاختيارِ بين البوقِ والغِشَاءِ، وتغييرِ شِدَّةِ ضغطِ السّمّاعَةِ علَى الجِلْدِ بما يتيحُ له الاستماعَ إلى الأصواتِ بأكبرِ قَدْرٍ من الوضوحِ.

 

ومن أَشْهَرِ الأمراضِ التي تفيدُ السّمّاعَةُ في تشخيصِها: أمراضُ القَلْبِ الرّوماتيزمِيَّةُ والخِلْقِيَّةُ، وأمراض الجهاز التنفسي، إضافةً إلى أمراضِ الشرايينِ والأَوْرِدَة، والأمعاءِ، وغيرها.

ولهذا السببِ قد توضعُ السّمّاعةُ علَى صَدْرِ المريضِ، أو علَى ظهْرِهِ، أو بطنِهِ، أو رَقَبَتِه، أو أَطْرافِهِ.

وقد يكونُ المريضُ مُسْتَلْقِيًا على ظَهْرِهِ أو جالِسًا أو واقِفًا. وقد يأمرُهُ الطبيبُ بأنْ يَتَوَقَّفَ عن التَّنَفُّسِ للَحَظَاتٍ، أو أن يَتَنَفَّسَ بسرعةٍ أو بطريقةٍ عادِيَّةٍ. ويَجِبُ علَينا عِنْدَ فَحْصِنا بالسَّمَّاعَةِ أن نُساعِدَ الطبيبَ بالاستجابَةِ لتوجيهاتِه، والكَفِّ عن الحَرَكَةِ والحَدِيثِ حتَّى نُعِينَهُ علَى الإنْصاتِ وبالتالي على التَّشْخيصِ والعِلاجِ السّليمَيْن.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى