علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن صخر “الطَّفْلُ الأسود” الرسوبي

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الرابع

KFAS

صخر الطفل الأسود الصخر الرسوبي علوم الأرض والجيولوجيا

الطَّفْل صخر رسوبي فتاتي دقيق الحبيبات، لا يزيد قطر حبيباته عن  مم حسب مقياس فنت ورس (Wentworth)

ويمكن تقسيمه إلى سلسلة من الأنواع على أساس اللون (أحمر، رمادي، أزرق، أسود،) وهكذا حيث يعكس لون الصخر، المكوِّن الكيميائي السائد فيه بوجه عام.

وقد تحتوي بعض صخور الطَّفْل على شوائب عضوية فحمية أو نفطية، مما يؤدي إلى اكتساب الطَّفْل لوناً قاتماً أو أسود، فيسمى عندئذٍ بالطَّفْل الأسود.

 

وأما صخور الطَّفْل النفطي (Oil Shale)، فهي أكثر غنى بالمادة العضوية من الطَّفْل الأسود، وتُدِرُّ عند تقطيرها نفطاً وكبريتات ألومنيوم.

ويتكون الطَّفْل نتيجة تعرض الحجر الطيني لزيادة في الضغط، مما يؤدي إلى فَقده كل محتوياته المائية، وهذا ما يكسبه خاصية الترتيب الصَّفْحِي أو الوَرَقِي.

لذا يتميز الطَّفْل بظاهرة التفسُّح الصخري (Fissility)، حيث يمكن فصله أو تقشيره على هيئة رقائق (Laminae).

 

وترجع هذه الخاصية إلى احتواء الطَّفْل على بعض القشور الرقيقة من المعادن الصَّفْحِيَّة مثل معادن الميكا، التي تترتب في مستويات التقشُّر نتيجة تأثرها بالضغط الواقع عليها.

ويُعزى اللون الأسود في الطَّفْل إلى احتوائه على نسبة عالية من المواد العضوية الكربونية (5% أو أكثر).

وتحتوي أغلب أنواع الطَّفْل الأسْوَد على كمية وفيرة من كبريتيدات الحديد في صورة معدِن البَيْرَيْت (FeS2).

 

وتُشبه بذلك الرواسب الطينية التي تتكون حالياً في البحر الأسود وفي مياه المستنقعات عند الشاطئ البلطيقي.

كما قد يحتوي العديد من أنواع الطَّفْل الأسود بصورة غير عادية على تركيزات عالية من العناصر النادرة مثل اليورانيوم والنحاس والنيكل والفانيديوم.

وبوجه عام، فإن من شروط ترسيب الطَّفْل، سواء الأحمر (الحديدي) أو الأبيض (السيليسي) أو الرمادي (الكلسي) أو الأسود (الكربوني)، عدم وجود رواسب فُتاتية أكثر منه خشونة كالرمل والحصى. 

وكذلك عدم وجود رواسب كيميائية مثل الحجر الجيري أو المتبخرات أو الصُّوَّان كما يتطلب ترسب الطَّفْل الأسود توفر شروط مسبقة إضافية في الحوض الترسيبي مثل وجود بيئة مختزلة لاهوائية (فقيرة بالأكسجين).

 

ونقص الأكسجين هذا يُؤخِّر أو يُعِيق تماماً عملية التأكسد (التحلل) العادية التي تحدث لأي مادة عضوية مدفونة في الرواسب، فيحفظ هذه المادة كمكوِّن أساسي للطَّفْل.

وتنتج الظروف اللاهوائية في حالة وجود رواسب فتاتية وحدوث دورة مائية عادية وتبادل للتيارات ما بين السطح والقاع، وتكون هذه الظروف محكومة عادة بالمُناخ وبالتوزيع الجغرافي.

وتوجد في الوقت الحاضر أحواض ترسيبية مُختزِلة تحوي مياهاً هادئة راكدة، والبحر الأسود مثال تقليدي على ذلك.

 

وقد وجدت مثل هذه الظروف خلال فترات من الزمن الجيولوجي وذلك في البحار فوق القارية، التي كانت تغطي الكتل القارية المغمورة من وقت لآخر.

وأفضل الرواسب القديمة، المعروفة حتى الآن من الطَّفْل الأسود هي صخور الطَّفْل في تْشَاتانُوجا (Chattanooga) من حقب الحياة القديمة العلوي، التي تظهر بكثرة في الولايات المتحدة الجنوبية الشرقية.

وتعتبر هذه الصخور مصادر محتملة للوقود النووي، لاحتوائها في الغالب، بصورة غير عادية، على تركيزات عالية من العناصر المشعة كاليورانيوم.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى