شخصيّات

نبذة عن حياة الباحثة “كونسبسيون كامبا هوورجو” وقصة اكتشافها للقاح مرض التهاب السحايا

1995 نساء مخترعات

الأستاذ فرج موسى

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الباحثة كونسبسيون كامبا هوورجو مرض التهاب السحايا شخصيّات التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

لا يزال مرض ((التهاب السحايا Meningitis)) خطرا قاتلا في جميع أنحاء العالم للأطفال قبل كل شيء. والمعروف أن هذا المرض يهجم فجأة، ويستفحل بسرعة هائلة.

ويرجع سبب هذا المرض إلى جرثومة تعرف بصفة عامة باسم ((المكورة السحائية))، وهي كائن حي دقيق يهاجم السحايا (أغشية الدماغ)، والنسيج العصبي.

ولدت السيدة ((كونسبسيون كامبا هوورجو Concepcion Campa Huergo)) في عام 1951, وهي ابنة للثورة الكوبية، فقد كانت في الثامنة من عمرها حين تولى ((فيدل كاسترو)) السلطة.

 

وظلت هذه الباحثة التي لا تكل، تكافح خطر هذا المرض (التهابا السحايا) منذ عام 1982، عندما شرعت في اختراع لقاح جديد. وحالتها نادرة في عالم البحث. نادرة ومرضية في نفس الوقت.

فهي لم تكتشف لقاحها المقصود فقط، لكنها تابعته أيضا، واستمرت في مراقبته من مرحلة تلو الأخرى. وفي البداية قادت هذه السيدة مجموعة بحثية.

ثم أصبحت رئيسة قسم إنتاج اللقاحات قبل أن تصبح في النهاية رئيسة ((المركز القومي للقاحات المضادة للمكورات السحائية)) في مدينة ((هافانا))، والذي تم انشاؤه في اغسطس عام 1989.

 

وكما تقول المخترعة: ((إنها هي ومن يعملون معها لم يعرفوا أيام الأحد والعطلات، أو الانتقال من النهار إلى الليل، ولم يناموا إلا نادرا. وجعلهم حماسهم أيقاظا هي ومن يعملون معها)).

والحق أن هذه السيدة ظلت تقضي حياتها بين المركز، ومختبرها، بالإضافة إلى إيجاد الوقت الكافي للتدريس في الجامعة. فنسمعها تقول: ((إن عملي هو هوايتي الوحيدة، بجانب ((الطهي)) في حالات نادرة!)).

ويؤكد زوجها – وهو محاضر للفيزياء في جامعة ((هافانا)) – على هذا الأمر فيقول: ((مع مرور الوقت، وانشغالها الشديد بالعمل، انتقلت لي مسؤولية الشؤون المنزلية وتربية الطفلين، اللذين أصبحا الآن في سن المراهقة)).

 

وترجع أصول السيدة ((كونسبسيون)) إلى الطبقة العاملة وكان والدها يتملك متجرا صغيرا، يبيع فيه الأدوات المعدنية، وتدين لأمها بالكثير؛ فعلى الرغم من أنها كانت مجرد ربة بيت بسيطة، إلا أنه كان لديها حب استطلاع عظيم للعلم، ورثته لابنتيها : فكانت أخت المخترعة متخصصة في أمراض القلب، بينما اتجهت مخترعتنا بسرعة إلى علوم الصيدلة.

وتعترف قائلة: ((بصراحة، لقد كنت خائفة أن أصبح طبيبة، فمجرد فكرة مشاهدة المرضة يموتون أمام عيني أفزعتني إلى حد ما.

بينما العمل في علوم الصيدلة، يمكنني من مساعدة المرضى دون أن اضطر لمواجهتهم في لحظات تألمهم)).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى