الطب

الحالات المرضية التي قد تصاب بها الحامل وتؤثر بها على أسنان الطفل

1996 أسنان أطفالي

صاحب القطان

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

أسنان الطفل الحالات المرضية المؤثرة على أسنان الطفل الطب

أن أطفالنا ليسوا فلذات أكبادنا فحسب، ولكنهم الإرادة الصلبة والضمير الحي للأمة وصانعو مجدها وبناة مستقبلها، الشيء الذي يستوجب تعاون المنزل والدولة والمجتمع ليكفل لهم نشأة قوية تجعل منهم طاقات خلاقة في تشييد المجتمع المتطور.

وعلى مدى عمر الطفل تتواجد خواص فسيولوجية معينة من حيث النمو والتطور والنضوج التي تربط بين الأنسجة والأعضاء والأجهزة التي تكون جسم الإنسان كوحدة واحدة لا تتجزأ أثناء عملها الحيوي.

وبما أن الفم من أهم أعضاء الجسم فهو الفراغ الذي يبدأ فيه الطفل عملية التغذية، وقد يتأثر تأثراً شديداً بالتقلبات الرحمية أو الجسمانية التي قد تصيب الأم أثناء فترة الحمل.

 

وأول هذه التغيرات هو عدم حصول الأم الحامل على ما يكفيها ويكفي جنينها من الكلس، كلنا يعلم أهمية الكالسيوم لعظام الأم والجنين على حد سواء، وأهم الإصابات التي قد تصيب الهيكل العظمي للأم أو الجنين هو لين العظام إذا لم تهتم الحامل بغذائها ووفرة كمية الكالسيوم لكليهما.

ففي الدول الفقيرة اتضح أن عدم تناول الكالسيوم أثناء الحمل قد يؤدي إلى مرض الكساح للطفل عند ولادته، وهذا يؤثر بدوره على درجة التكلس للأسنان فتفقد صلابتها وتبزغ محفورة من كل الجهات مع سهولة إصابتها بالتسوس.

الحمد لله لا نرى مثل هذه التغيرات في بلدنا الكويت ولكن على المرأة الحامل العناية بغذائها وإعطاء الفرصة لجنينها من توافر كمية كافية من الكالسيوم حتى تظهر أسنان طفلها قوية لامعة وغير معرضة للتسوس.

 

قد تعتقد بعض الحوامل أنها تفقد سن أو ضرس مع كل ولادة مدعين أن الجنين قد قام بسحب الكلس من غذاءها فإن أول ما يفعله الجنين هو سحب طلبه كله من عظام الأم وليس من أسنانها، فكل سن أو ضرس في فم الأم يحتوي على كمية من الكالسيوم لا يمكن سحب أي مقدار منها أو إضافته إليها.

وهناك كذلك العديد من الأمراض التي قد تصيب الأم في فترة الحمل وينعكس أثرها على أسنان الجنين.

فمثلاً قد تتعرض المرأة الحامل لإلتهاب في أي جزء من جسمها الأمر الذي يستدعي طبيبها في وصف المضاد الحيوي (التتراسايكلين)، هذا المضاد له قابلية شديدة المرور في الحبل السري وبذلك يدخل مع الدم المغذي للجنين، ويصل إلى دورته الدموية داخل الرحم.

 

ولهذا المضاد خاصية هامة وهو أنه يمكنه الاتحاد مع كريستالات الكالسيوم المترسب في الأسنان في فترة ترسب الكالسيوم فيها.

وعند ولادة الطفل لا يظهر أي عارض، ويظهر فقط عند بزوغ الأسنان بالفم، فيتغير لونها، ونعومة سطحها، وحجمها، وبذلك تبدو الأسنان داكنة اللون، خشنة الملمس وتكون جذورها أقصر من الطبيعي وبذلك تكون عرضة لإلتهابات العظام الدعامية التي تثبتها بالفكين.

وبذلك يسهل إصابتها بأمراض اللثة المختلفة حتى في سن مبكرة، لذا ننصح المرأة الحامل ألا تتناول هذا المضاد الحيوي وذكر ذلك لطبيبها المعالج واستبداله بمضاد آخر.

 

وإذا ما تطرقنا للوراثة فهناك أمراض أخرى قد تصيب أسنان وفم الجنين منقولة عن أحد الوالدين، ومثال ذلك أن يرث الطفل فكّا صغيرا من والده وأسنانا كبيرة من والدته وبذلك يحدث اعوجاج الأسنان.

وما يترتب على ذلك من فقدان وظيفة الأسنان مع قبح المنظر أو إزدحام الأسنان في الفكين وينتج عنه التهابات باللثة الطرفية المزمنة، ويصاحب هذا المرض الوراثي زيادة حجم اللسان ويتضح ذلك بوجود تقرحات بأعماق الأخاديد اللسانية.

ومن الأمراض الوراثية الأخرى عدم توافق عامل روسوس للوالدين، وينتج عن هذه الحالة موت الجنين أو ولادته مع وجود تشوهات عديدة في الجسم.

 

أما في الأسنان فتظهر على الأسنان اللبنية والدائمة ألوان حمراء قانية مع ضعف شديد في قوتها حيث تنكسر عند المضغ عليها وذلك لقلة التكلس في الأسنان.

وقد تصل بتيجان الأسنان إلى مستوى اللثة من كثرة التسوس والضعف اللذين يصيبان هذا الجهاز الهام، هنا يجب عرض الطفل مباشرة على طبيب الأسنان حيث يقوم بإجراء تثبيت وتلبيس على الأسنان المصابة.

من أجل هذا كله وجبت رعاية أسنان وصحة الحامل وذلك لتتكون أسنان الجنين سليمة معافاة متينة مع امتداد هذه الرعاية إلى فترة الرضاعة وما بعد الحضانة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى