علوم الأرض والجيولوجيا

أثر البلدات والمدن على الطقس

2013 دليل التنبؤ الجوي

ستورم دنلوب

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علوم الأرض والجيولوجيا

يظهر أبرز تأثير للنشاط البشري على الطقس في المناطق التي تحتوي على مبانٍ مرتفعة، إذ تكون المدن والبلدات الكبيرة أكثر دفئاً من الريف المحيط، ويتدخل تأثير هذه المنطقة الحارة في تبادل الحرارة والرطوبة بحرية ويؤثر بشكل كبير على الرياح، فخلال النهار تمتص الأدغال مع قدرتها الحرارية المرتفعة الحرارة من الشمس وتطلقها ببطء فيما بعد لتعمل كمخزن ضخم للحرارة، وهكذا فإن المدن أكثر دفئاً من المناطق المحيطة بحوالي 5 درجات مئوية (9 فهرنهايت) ولذلك يتشكل الضباب والصقيع بشكل أقل في المدن.

وتكون المدينة خلال النهار مصدراً لحراريات قوية تنشأ عن الطاقة الشديدة المنبعثة في الغلاف الجوي، وتشكّل درجات الحرارة المرتفعة والتيارات الحرارية المرتفعة منخفضاً حرارياً صناعياً وهي منطقة ضغط منخفض تنشأ عن الهواء الدافئ المرتفع، وبالتالي يكون ضغط الهواء المحيط بالمدينة مرتفعاً قليلاً ويبدأ بالتجمع فوق المدينة ليحل مكان الهواء المرتفع، ويشكّل ذلك دوراناً ضعيفاً وعندما يكون الهواء متقلباً ورطباً قد ينشأ الهطول في البلدات، وبالعكس فعندما يكون هناك انقلاب عام يعمل كغطاء للحمل الحراري ويشكل طبقة من السحب كالسمحاق الطبقي المنخفض والركام الطبقي فإن الاضطراب المتزايد فوق المدينة قد يكون كافياً لتشتيت السحابة وتشكيل مناخ محلي مشمس دافئ فوق المنطقة التي تحتوي على مبانٍ مرتفعة.

وتظهر الرياح في المدينة سلوكاً غريباً، إذ أنه بسبب وجود العديد من الجدران والأبنية فإن هناك أماكن محمية من الرياح، وتتمتع الحدائق والساحات بظروف هادئة بينما تكون الرياح قوية في الضواحي والمناطق الريفية المفتوحة، ومن جانب آخر تمر الرياح بين خطوط الأبنية المرتفعة على طول الشارع وقد تدفعها للتسارع من خلال فجوات أصغر، فقد تكون الرياح عند ملتقى طرق في المدينة عاصفة وهوجاء وتشكل سحباً في دوامة بينما تكون الرياح المتدرجة خارج المدينة مجرد نسيم منعش، وبنفس الشكل تشكل العوائق التي تفرضها الأبنية المرتفعة دوامات رئيسية وبالتالي تكون مسؤولة عن العواصف الشديدة التي تهب من مناطق عشوائية.

 

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى