الفيزياء

دور نظرية “الإلكتروديناميك الكمومي” في تفسير الظواهر الفيزيائية والنووية

1997 عجائب الضوء والمادة تجريباً وتأويلاً

KFAS

الإلكتروديناميك الكمومي الظواهر الفيزيائية والنووية الفيزياء

لكنني أحب قبل ذلك أن أذهلكم أكثر قليلا ، وذلك بأن أريكم اتساع مجال الظواهر التي يتيح الإلكتروديناميك الكمومي تفسيرها ، والواقع أن من الأسهل أن نبدأ من النهاية فنقول أن هذه النظرية تتيح توصيف كل ظواهر العالم الفيزيائي ، باستثناء المفعولات الثقالية ( تلك التي تمسك بكم جالسين على كراسيكم – وبتعبير أصح : إن ما يمسك بكم جالسين على كراسيكم – وبتعبير أصح : إن ما يمسك بكم جالسين على كراسيكم مزيج من الثقالة والمجاملة ) وظواهر النشاط الإشعاعي ( التي تخص مرور نواة الذرة من سوية طاقية إلى سوية أخرى ، وبتعبير أشمل : الفيزياء النووية ) .

فإذا استثنينا الثقالة والفيزياء النووية ، ماذا يبقى؟  يبقى أمامنا ظواهر كاحتراق البنزين في محركات السيارات وتشكل الفقاعات والزّبد ، وقساوة الملح أو الفولاذ.. حتى أن البيولوجيين ( علماء الحياة ) يحاولون اليوم أن يفسروا، ما أمكنهم ، الحياة بالاعتماد على الكيمياء، وقد ذكرت سلفاً أن أساس الكيمياء هو الإلكتروديناميك الكمومي.

وعلي هنا أن أوضح النقطة التالية : عندما أقول أن الإلكتروديناميك الكمومي يفسر كل ظواهر دنيا الفيزياء ،  فإن ذلك ليس صحيحاً تماما، فمعظم الظواهر الشائعة حولنا تعتمد على عدد هائل من الإلكترونات ، وأذهاننا تجد صعوبة في استيعاب مثل هذا التعقيد.

لكننا نستطيع ، في مواجهة مثل هذه الظروف،  استخدام النظرية لصنع فكرة عما لا بد أن يحدث إجمالياً وللتحقق من أنه قد حدث بالفعل إجماليا .

 

ومن جهة أخرى ، إذا نفذنا تجربة مخبرية تتناول عدداً صغيراً من الإلكترونات ، في ظروف تجريبية بسيطة ، وإذا حسبنا ، بدقة هذه المرة ، ما يجب أن يحدث ، ثم قسنا ، بدقة أيضا ، ما حدث ، عندئذ يتضح لنا ، مهما كانت التجربة ، إن الإلكتروديناميك الكمومي يعمل على ما يرام.

ونحن ، الفيزيائيين ، نقف على الدوام بالمرصاد لكل ما يمكن أن يظهر من خلل في النظرية . إنها قاعدة اللعبة : إن الجانب المثير في النظرية هو ما يمكن أن يظهر فيها من خلل .

أما فيما يخص الإلكتروديناميك الكمومي فلم نجد فيه أي خلل حتى الآن . إنه ، بمعنى ما ، لؤلؤة الفيزياء النظرية التي نتباهى بها أكثر من أي شيء آخر.

والإلكتروديناميك الكمومي يتخذ أيضاً نموذجاً للنظريات الجديدة التي تسعى لتفسير الظواهر النووية،  أي تلك التي تحدث ضمن نواة الذرة. ف

 

إذا اعتبرنا العالم الفيزيائي مسرحاً للتمثيل نقول إن الممثلين هم الإلكترونات ، خارج النواة ، والكواركات quarks والغليونات gluons .. الخ – عشرات الجسيمات الأخرى – ضمن النواة – على الرغم من أن هؤلاء الممثلين جميعاً ذوو مظاهر متخالفة جداً ، فإن بينهم في ((لعبهم)) قرابة في الأسلوب واضحة جداً ، مما يمكن تسميته بالأسلوب الكمومي، وهو أسلوب عجيب، بكل معنى الكلمة ، ومحدد السمات جداً.

وسأذكر لكم في المحاضرة الأخيرة ، بضعة أمور عن الجسيمات النووية، أما في الوقت الحاضر فاكتفي،  بغية المزيد من التبسيط ، بالكلام عن الفوتونات – أما في الوقت الحاضر فأكتفي، بغية المزيد من التبسيط،  بالكلام عن الفوتونات – وهي جسيمات الضوء – وعن الإلكترونات، لأن المهم،  بهذا الصدد، هو أسلوب سلوك هذه الجسيمات ، ذلك هو بيت القصيد .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى