التاريخ

دور علم الفلك في تحول حياة العالم “كبلر”

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

علم الفلك العالم كبلر التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

وفي باث كانت نقطة التحول. فقد عثر هرشل على كتاب في علم الفلك، ففتن به وأكب على مطالعته في كل أوقات فراغه ليلاً ونهاراً، ومن ثم ولَّى وجهه شطر هذا العلم وأولاه كل عنايته.

ولكن لا بد من مرقب. ولما لم يجد مرقباً في وسعه ابتياعه، جدَّ في تصميمه.

وبعدما أتم صنعه بيديه، كان إذا صفا الجو في الليل يرود الفضاء ويرصد النجوم. وكان إذا حاول شيئاً وضع له خطة مدروسة ونفذها بدقة بالغة، وهو السر وراء نجاحه العظيم.

صرف هرشل معظم جهده لدراسة النجوم. وكان أخوه وأخته قد قدما ليقيما معه، فصرفهما كذلك عن العناية بالموسيقى والاشتغال بصنع المراقب.

وهكذا انقلب بيته إلى (ورشة) لصنع الأدوات الفلكية، وأضحت كارولين أخته تنافسه في حماستها لعلم الفلك، وكان لها دور متميز.

فقد عاونته في حياته، وبعد مماته أعدت أرصاده المتعلقة بالسدم والمجرات للنشر.

وقد اكتشفت بنفسها ما لا يقل عن ثمانية مذنبات حتى مُنحت وهي في الخامسة والسبعين الميدالية الذهبية من الجمعية الفلكية الملكية.

 

وكان هرشل قد صنع مرقباً رصد به (الجوزاء) قبل عام 1775. وقد يبدو هذا أمرا مألوفا لنا الآن. ولكن إذا علمنا أن عالمنا حاول ذلك مائتي مرة قبل الظفر به! لأدركنا جهد العناء الذي يلاقيه السابقون من الرواد ليمهدوا الطريق للقادمين بعدهم واللاحقين بهم. ويبين شكل رقم (44) السير فردريك وليم هرشل وتلسكوبه العاكس.

أعطى هرشل كل وقته لعمله وبلغ من استغراقه فيه أنه لم يكن يغادر ورشته لتناول طعامه. بل كانت أخته تقف إلى جانبه وتدُسُّ له الطعام في فمه وهو يعمل!.

وإذا كان يدير جوقاتٍ موسيقيةٍ كبيرة، كان يسارع في فترات التوقف إلى العراء ليسترق اللمح إلى السماء . ولما تفوقت المراقب التي صنعها بدأ يبيع منها لزيادة دخله.

ولما كان يرغب في دراسة النجوم جميعاً دراسة منظمة ودقيقةً، فقد صنع خريطة للسماء قسمها أقساما ليتمكن من توجيه العناية إلى كل قسمٍ منها على حدة. وكان يندر أن يغمض له جفن في ليلةٍ صفت فيها السماء صيفاً أو شتاء.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى