الطب

اكتشاف الميكروب المُسبب لمرض الجذام

1995 أمراض لها تاريخ

حسن فريد أبو غزالة

KFAS

الميكروب مرض الجذام الطب

على أن العصر الذهبي للجذام كان دون شك في العصور الوسطى، وكانت السوق التي ازدهر فيها هي أوروبا، فقد انتشر واستفحل بل وربما وصلت نسبته إلى 5 بالمائة من السكان عامة لهذا فالمرضى كانوا منبوذي، بل كانوا ملزمين بأن يحمل كل منهم في يده جرساً يدقه وهو سائر في الطريق حتى يحذر الناس من الاقتراب منه.

بل قد صار مألوفاً أن نسمع أن ولداً قد قتل أباه، أو أن أباً قتل ابنه لأن المقتول قد أصيب بالجذام مما يخاف منه القاتل على نفسه أن تصله العدوى، والواقع أن المخالطة الطويلة الحميمة هي سر العدوى إذ إن عدد المرضى يزيد بين المخالطين للمصاب بنسبة تتراوح بين ستة إلى ثمانية أضعاف بالمقارنة مع غير المخالطين.

لقد كانت هذه الحقيقة معروفة وإن لم يعرف سر الجذام بعد، إلى أن أدعى طبيب إنجليزي كبير أن سببه هو الإفراط في أكل السمك، وقد اعتمد في دعواه هذه على أن الجذام منتشر جداً في مدينة ساحلية نرويجية اسمها "بيرجن" كان أهلها يقتصرون في طعامهم على السمك.

وبالرغم من أن بعض المرضى لم يعرفوا طعم السمك في حياتهم فقد وجد هذا الرأي قبولاً لدى بعضهم، إلى أن جاء طبيب نرويجي آخر رفض الرأي الإنجليزي عام 1871 ويدعى "جيرهارد ينسن" واكتشف الميكروب المسبب للجذام، فإذا به شقيق لميكروب السل، فهو عنيد مثله، مزمن، يصمد أمام الصبغات المألوفة للميكروبات الأخرى فلا يصطبغ بها بسهولة مما يعرف في علم الميكروبات باسم Aeid Fast Bacilus، لهذا لا غرابة أن استعملوا معه طعم "البي سي جي" الخاص بالسل ووجد من يدعي أنه يفيد في علاجه.

طبيب نرويجي آخر قبل "ينسن" ببضع سنوات وبالتحديد عام 1847 كان هو الذي وصف بدقة متناهية مرض الجذام وأعراضه، بالرغم من أنه لم يكن يعرف له سبباً في حينه، لها اغتصب لقب رائد علم الجذام عن جدارة ولم يجد له من ينافسه.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى